صحافة دولية

الغارديان: الأسد عائد للجامعة العربية.. متى وما الدلالة؟

الغارديان: دول الخليج تسعى للترحيب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية- سانا
الغارديان: دول الخليج تسعى للترحيب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية- سانا

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، تحت عنوان "جامعة الدول العربية تعتزم إعادة سوريا بعد ثماني سنوات من الطرد"، تتحدث فيه عن توقع عودة سوريا للجامعة العربية مع تلاشي المعارضة لنظام الأسد.


ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن دول الخليج تسعى للترحيب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وذلك بعد ثمانية أعوام من تجميد عضويتها بسبب "القمع الوحشي" للاحتجاجات ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد.

 

وتنقل الصحيفة عن مصادر، قولها إنه من المرجح أن يعود الأسد في وقت ما من العام المقبل إلى مكانه وسط القادة العرب. 

 

ويجد التقرير أنه مع عودة الأسد إلى موقعه، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، و"الحاكم الاستبدادي المصري" عبد الفتاح السيسي، سيعني ذلك إعلان موت "الربيع العربي"، وسحق آمال قيام ثورات شعبية في المنطقة على يد جيل جديد من الحكام الأقوياء في الشرق الأوسط.

 

وتلفت الصحيفة إلى أن الجامعة العربية جمدت عضوية سوريا في عام 2011؛ لتعاملها العنيف مع المتظاهرين، وهو الإجراء الذي يشير التقرير إلى أنه لم يضع حدا لإراقة الدماء التي تحولت سريعا إلى حرب أهلية.

 

ويفيد التقرير بأن التقارب مع النظام السوري بدأ بالفعل، ففي الأسبوع الماضي أصبح الرئيس السوداني عمر البشير أول زعيم عربي، وعضو في الجامعة العربية، يزور سوريا منذ ثمانية أعوام، وهي زيارة تم تفسيرها بصورة كبيرة على أنها بادرة صداقة بالنيابة عن السعودية.

 

وتورد الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية، قولها إنه يوجد اعتقاد متزايد بين الأعضاء الـ22 في الجامعة العربية بأن سوريا يجب أن تعود للمنظمة، على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة على السعودية ومصر بإرجاء التصويت على الأمر.

 

ويستدرك التقرير بأن هذا التقارب يأتي على الرغم من علاقات الأسد الوثيقة مع إيران، التي يدين لها النظام السوري ببقائه، مشيرا إلى أنه وبالنسبة للسعودية والإمارات، فإن عودة سوريا إلى الجامعة العربية هي استراتيجية جديدة تهدف لإبعاد الأسد عن نفوذ طهران، وتغذيه وعود بتطبيع العلاقات التجارية، وتقديم أموال لإعادة الإعمار.

 

وتذكر الصحيفة أن سوريا والمنظمات الخارجية تقدر كلفة الإعمار بحوالي 400 مليار دولار، إلا أن الأمم المتحدة ترفض المساهمة ولو بفلس واحد طالما رفض الأسد المشاركة في عمليات السلام، مشيرة إلى أن "الدول قد لا تفي بوعودها في إعادة الإعمار، لكن جيوب السعودية أعمق من طهران وموسكو، ومن المتوقع بقاء الدمار في سوريا لسنوات قادمة، من المتوقع استخدام أي أموال خليجية للإعمار في مشاريع في مناطق ظلت موالية للنظام". 

 

وينقل التقرير عن الباحث في معهد السياسة العامة في برلين توبياس شنايدر، قوله إن "قادة العربية رضخوا لفكرة بقاء الأسد في السلطة، وفي النهاية وبناء على القاعدة الأوسع للثورات في المنطقة والثورات المضادة فقد كان الأسد واحدا من الثورات ضدها -أي محاربة ما يصفه القادة الاستبداديون العرب- خاصة في الإمارات بأنه ثورة مخربة وقوى إسلامية مثل الإخوان المسلمين"، وأضاف شنايدر أن "الاسد سيحاول الحصول على ما يستطيع من القوى الإقليمية.. وسيقوم بخطوات بطيئة نحو التطبيع، دون التأثير على نجاته وسط تنافس إقليمي مفاجئ".

 

وتنوه الصحيفة إلى أن الأسد تحدث في مقابلة مع صحيفة كويتية أجرتها معه في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، قائلا إنه توصل إلى "تفاهم كبير" مع الدول العربية بعد سنوات من العداء، فيما شوهد وزير خارجيته وليد المعلم يصافح وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد الخليفة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام. 

 

وينقل التقرير عن الخليفة، قوله في حينه: "ما يجري في سوريا يهمنا أكثر من أي طرف في العالم، سوريا دولة عربية وليس من الصحيح أن تتدخل الدول الإقليمية واللاعبون الدوليون في شؤونها في ظل غياب من طرفنا". 

 

وتقول الصحيفة إن الدعوات الخليجية والمصرية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية يدعمها البرلمان العربي، وهو منظمة لا حول لها ولا قوة، مشيرة إلى أن شائعات تعززت حول قرب فتح السفارة الإماراتية في دمشق، التي يقول المراقبون إنها ستكون قناة خلفية للتقارب السعودي السوري. 

 

ويورد التقرير نقلا عن مصدر في العاصمة دمشق، قوله إن عمال النظافة وموظفي التصميم الداخلي شوهدوا وهم يدخلون بناية السفارة المغلقة منذ قطع العلاقات في عام 2011، فيما أزيلت الأسلاك الشائكة والحواجز من حولها. 

 

وتبين الصحيفة أن الأردن فتح معبر نصيب الجنوبي، فيما تعمل إسرائيل مع روسيا لتخفيف التوتر قرب مرتفعات الجولان المحتلة، لافتة إلى أن تركيا، التي تدير منطقة في شمال غرب سوريا، أعربت عن استعدادها للعمل مع الأسد إن عاد في انتخابات حرة ونزيهة، أما بالنسبة للدول الغربية فإن نظام الأسد لا يزال منبوذا. 

 

وينقل التقرير عن مسؤول دبلوماسي غربي، قوله: "هناك دائما أسئلة حول استمرار العزلة الدولية وما هي طريقة كسرها، ومن المحتمل أن يبدأ ذلك من داخل المنطقة"، وأضاف: "لا يزال موقفنا كما هو، فلم تحصل تسوية حقيقية في سوريا، ولا توجد محفزات، ولا مصالحة مع النظام". 

 

وترى الصحيفة أن الأسد لم يعد مهتما، فقد أمن بقاءه الإيرانيون والروس، فيما يحاول الجيران العرب استعادة ما فقدوه من تأثير. 

 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن المعارضة السورية، بما تبقى منها، تتمسك بمطالبها بعملية نقل للسلطة برعاية الأمم المتحدة، لكن أحد أعضائها عبر عن إحباطه من الدول العربية التي كانت أول من دعم الثورة ضده عام 2011. 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)