صحافة دولية

نتنياهو يراهن على دعم الأنظمة الاستبدادية

نتنياهو توجه نحو البرازيل من أجل حضور فعاليات تنصيب جايير بولسونارو رئيسا للبلاد- جيتي
نتنياهو توجه نحو البرازيل من أجل حضور فعاليات تنصيب جايير بولسونارو رئيسا للبلاد- جيتي

نشرت مجلة "لكسبرس" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن مراهنة رئيس الوزراء الإسرائيلي على دعم الأنظمة الاستبدادية، بعد سنوات من العزلة على الساحة العالمية.
 
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي توجه نحو البرازيل من أجل حضور فعاليات تنصيب جايير بولسونارو رئيسا للبلاد. وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 2011، وبسبب ترك الميكروفونات مفتوحة، سُمع الحوار الذي دار بين الرئيس الفرنسي ونظيره الأمريكي حول بنيامين نتنياهو، حيث قال نيكولا ساركوزي: "لم أعد أرغب في رؤيته أبدا، إنه كاذب". فأجابه باراك أوباما: "لقد سئمت منه، لكن عليّ التعامل معه يوميا". وفي ذلك الوقت، بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي معزولا على الساحة الدولية.
 
بعد مرور سبع سنوات، وفي حين ابتعد كل من ساركوزي وأوباما عن أضواء عالم السياسة، لا زال نتنياهو في السلطة، ويبدو أنه الأقرب إلى الفوز في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستُعقد في شهر نيسان/ أبريل المقبل.

 

وعلى الساحة الدولية، اكتسب نتنياهو عددا من الأصدقاء. ويوم الجمعة، وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البرازيل لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد جايير بولسونارو، في غرة كانون الثاني/ يناير.

 

اقرأ أيضا: زيارة نتنياهو تكشف المصالح المتبادلة بين إسرائيل والبرازيل
 
وذكرت المجلة أن العديد من البلدان استخدمت ذريعة الاحتفال برأس السنة الجديدة لتفسير تغيب ممثلين رفيعي المستوى عن الاحتفال في البرازيل. لكن الحقيقة أكثر بساطة، ذلك أن جايير بولسونارو يمر بوضع صعب، ولا يُخفي هذا القائد السابق في الجيش حنينه للديكتاتورية العسكرية.
 
وأشارت المجلة إلى أن هذا الأمر لا يُثير مخاوف نتنياهو، لأن القائدين يتفقان بشكل جيد. وفي بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء، ورد أن "زيارة أكبر دولة في أمريكا اللاتينية ستعزز التبادلات التجارية والاقتصادية بين البلدين".

 

وفي أوائل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلن الرئيس البرازيلي الجديد عن رغبته في نقل سفارة إسرائيل إلى القدس، تماما مثلما فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد تقوم دول أخرى، على غرار غواتيمالا وجمهورية التشيك وأستراليا بالخطوة ذاتها.
 
وبينت المجلة أنه في ظل غياب حل للقضية الفلسطينية، كانت إسرائيل معزولة عن الساحة الدولية منذ زمن طويل، لكن تغير هذا الوضع في الوقت الحالي. فقد انضم الرئيس البرازيلي الجديد إلى قائمة طويلة من رؤساء الدول والحكومات المستعدين لتقديم الدعم لرئيس الوزراء الإسرائيلي. ويبدو أن العديد من الحلفاء الجدد هم "رجال أقوياء"، كما يطلق عليهم. ويتحدى هؤلاء القادة، الذين يُؤيدون الأنظمة الاستبدادية، النموذج التقدمي الغربي الذي يقوم أساسا على احترام حقوق الإنسان.
 
وأوضحت المجلة أن الحكومات الإسرائيلية نأت بنفسها، في الماضي، عن اليمين المتطرف الأوروبي، الذي اعتبر وريث الأنظمة التي أدت سياساتها إلى الهولوكوست. وفي السياق ذاته، أدى نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني زيارة رسمية إلى القدس هذا الشهر، حيث رحب به رئيس الوزراء بصفته "صديقا مهما لإسرائيل". وبالمثل، كان نتنياهو من أوائل المدافعين عن السياسة الليبرالية التي يتبعها الزعيم المجري، فيكتور أوربان، الذي لا يتفق الاتحاد الأوروبي مع سياساته.
 
وأوردت أن ممثلة سياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، التي تُعتبر مسؤولة يسارية مؤيدة للفلسطينيين، اضطرت لإلغاء زيارتها إلى إسرائيل في حزيران/ يونيو الماضي بعد أن تم إبلاغها بأن رئيس الوزراء رفض استقبالها كما طلبت. ويسافر الزعيم الإسرائيلي بانتظام إلى روسيا لعقد لقاءات مباشرة مع فلاديمير بوتين.
 
وذكرت أن العلاقات بين نتنياهو وحكومة ناريندرا مودي القومية الهندوسية في الهند قد توطدت. فضلا عن ذلك، تستقبل إسرائيل أعدادا كبيرة من الوفود الصينية رفيعة المستوى. أما في منطقتي الشرق الأدنى والشرق الأوسط، فتبدو إسرائيل من أبرز الحلفاء الموثوقين للنظام السعودي وولي عهده محمد بن سلمان.

 

اقرأ أيضا: نتنياهو: التطبيع مع العرب يتواصل دون تسوية مع الفلسطينيين
 
وأفادت المجلة بأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر المنقضي، الذي أدانته معظم الدول الكبرى في العالم، لم يغير أي معطى في العلاقات بين الرياض وتل أبيب. كما أوضح السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر أنه من الضروري "عدم التغاضي عن أهمية هذا الأمير الشاب".
 
ونوهت إلى أن إسرائيل أقامت تحالفات مع جيل جديد من القادة السنة في المنطقة، سعيا منها لوضع حد لطموحات إيران للتوسع في المنطقة، وذلك بمساعدة واشنطن. وفي الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، صرح نتنياهو بأن "الخطر الذي تشكله إيران ساهم في التقريب بين إسرائيل والدول العربية، بطريقة غير مسبوقة".
 
وفي الختام، أكدت المجلة أنه، خلافا لرؤية باراك أوباما التي تحدث عنها في خطابه الذي ألقاه في القاهرة في الرابع من حزيران/ يونيو من سنة 2009، لم تعد الديمقراطية والثقة في دولة القانون واحترام حقوق الإنسان ضمن أولويات الشرق الأوسط. وبالنسبة للزعيم الإسرائيلي، تتوافق مصلحة بلاده الاستراتيجية مع الأنظمة الاستبدادية في منطقة بدأ يتقلص فيها نفوذ الغرب.

التعليقات (0)