صحافة إسرائيلية

ورقة إسرائيلية لتقييم "درع الشمال" بعد شهر على انطلاقتها

الجيش الإسرائيلي في الجولان- جيتي
الجيش الإسرائيلي في الجولان- جيتي

قالت ورقة بحثية إسرائيلية إن "مرور أكثر من شهر على تنفيذ عملية "درع الشمال" الخاصة بالكشف عن أنفاق حزب الله في الجنوب اللبناني، يمنح إسرائيل فرصة أن تسجل إنجازا استخباريا وتكنولوجيا للتعامل مع هذا التهديد الذي يصل داخل حدودها، مع أن النجاح في تدميرها تم دون الوصول لمرحلة من التصعيد العسكري، مقابل تقوية الردع الإسرائيلي أمام الحزب على المدى البعيد".


وأضافت أورنا مزراحي، الباحثة الإسرائيلية بمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، وترجمته "عربي21"، أن "التأثيرات السياسية لعملية درع الشمال أظهرت أن في استطاعة إسرائيل أن توفر لنفسها مشروعية سياسية بتنفيذ هذه الحملة للدفاع عن نفسها، لكنها لم تستطع ترجمة هذه المشروعية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية داخل الساحة اللبنانية، وعلى رأسها الاعتراف الدولي بحزب الله كمنظمة إرهابية تواصل سيطرتها على لبنان".


وأشارت مزراحي، التي انخرطت في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خلال ربع قرن من الزمن، إلى أن "نتائج العملية الإسرائيلية في شقيها العسكري والهندسي، ومن خلال إجراء ميزان الربح والخسارة بعد مرور شهر، يمكن تسجيل إنجازات إسرائيلية، خاصة في المسار العسكري، وحتى اليوم تم كشف خمسة أنفاق، خشية استخدامها لتنفيذ عمليات تسلل برية باتجاه المستوطنات الشمالية، بجانب إطلاق صواريخ باتجاه الجبهة الإسرائيلية".

 

وأكدت أنه "في ظل عدم تنازل حزب الله عن مخططاته الهجومية عبر هذه الأنفاق، فقد نجحت إسرائيل في التشويش على هذه الخطط السرية، التي أنفقت فيها أموال كثيرة تحضيرا للمعركة القادمة ضد إسرائيل، لأنه في حال نجحت هذه الخطط على أرض الواقع قد تترك آثارا جزئية على المعركة القادمة، رغم أن الجيش يبدو مطالبا بالاستثمار في توفير المزيد من القدرات والإمكانيات أمام هذا التحدي".

 

وأوضحت أن "مرور شهر على عملية درع الشمال، حققت فيه إسرائيل إنجازا في معركة الوعي، لأن حزب الله يسعى لتحصيل صورة انتصار في الساعات الأولى للحرب القادمة، بجانب إنجاز استخباري، وأثبت الجيش قدرة فائقة على تفوقه الأمني من خلال كشف الأنفاق، وتعقبها السري بعد حفرها خلال عدة سنوات؛ لأن الحزب خطّط لمفاجأة إسرائيل، وبذلك فقد فوجئ من هذه العملية العسكرية".

 

وأشارت مزراحي، وهي عضوة مجلس الأمن القومي، وعملت في مجال التخطيط الاستراتيجي والمجلس الوزاري المصغر، إلى أن "العملية العسكرية الإسرائيلية منحت إسرائيل غطاء إعلاميا ومعرفيا، رغم أن الحزب يسعى لاستهداف مواقع إستراتيجية ضد الجبهة الداخلية، ولا يرى أن تدمير الأنفاق كفيل بالتأثير السلبي على بناء القوة العسكرية الذي يقوم به الحزب؛ لأنه يواصل بذل جهوده بمساعدة إيران من خلال منحه أسلحة إستراتيجية، والعمل على زيادة قوة ودقة إصابة منظوماته الصاروخية".

 

وختمت بالقول إنه "يجب على إسرائيل أن تطرح مواقف أكثر قوة تجاه الجيش اللبناني، والعمل على تحميل الدولة اللبنانية المسؤولية عما يقوم به الحزب، لأن إسرائيل معنية بإيجاد موازين قوى ضد الحزب من خلال زيادة التأثير السلبي عليه، تمهيدا لتفكيك سلاحه، مع العلم أن معالجة أنفاق الحزب قد تزيد من تأثير وتجنيد الجهات الدولية".

التعليقات (0)