سياسة دولية

رغم الأزمة مع الرياض.. حكومة ترودو حققت ضربة بقبول لجوء رهف

القنون لحظة وصولها إلى مطار تورنتو واستقبالها من قبل وزيرة خارجية كندا- جيتي
القنون لحظة وصولها إلى مطار تورنتو واستقبالها من قبل وزيرة خارجية كندا- جيتي

قال سياسيون وأكاديميون كنديون إن حكومة جاستن تردود حققت "ضربة" سياسية وصفوها بالموفقة قبل الانتخابات التشريعية بعد منحهم اللجوء للفتاة السعودية رهف القنون التي فرت من بلادها خوفا على حياتها وطلبت اللجوء السياسي رغم الأزمة الدبلوماسية التي يمر بها البلدان.

وحققت كندا اهتماما عالميا بعد إعلان ترودو منح الفتاة اللجوء بالإضافة لوقوف وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند شخصيا على استقبال الفتاة.

واغتنمت فريلاند الفرصة للتذكير بمبادئ الدبلوماسية الكندية الكبيرة في عهد ترودو فقالت إن حقوق الإنسان وخصوصاً حقوق النساء في السعودية أو في خارجها، ستبقى أولوية الحكومة.

 

#3rd country ???????? #i_did_it ???? pic.twitter.com/rFsqZpM02O



وقال السفير السابق والمحلل السياسي في جامعة أوتاوا فيري دو كيرشكوف إن هذه الخطوة "جيدة جداً على المستوى الإنساني، وهي أيضاً ضربة موفقة جداً لرئيس الوزراء ولكندا".

وأضاف كيركشوف: "كان يجب رؤية ابتسامة فريلاند المشرقة لدى استقبالها الشابة، شعرنا أنهم سجّلوا نقطة إضافية ضد هؤلاء السعوديين الفظيعين الذين قطعوا خاشقجي".

واعتبر الأستاذ في جامعة تورونتو أمير عطاران أنه "في وقت ساءت فيه صورة السعودية في الخارج جراء قتل منتقدي النظام، لا يمكنني أن أتخيل أنه لم يكن هناك فرحة عارمة في الحكومة ممزوجة بشعور صادق وهو الرغبة في حماية لاجئة".

وشهدت العلاقة بين الرياض وأوتاوا أزمة دبلوماسية حادة الصيف الماضي بعد إقدام السعودية على طرد السفير الكندي واستدعاء آلاف الطلاب وإجبارهم على مغادرة كندا .

وتعود الأزمة إلى مطالبة أوتاوا بالإفراج الفوري عن نشطاء حقوقيين سعوديين تم اعتقالهم ومنهم الناشطة سمر بدوي شقيقة الناشط رائف بدوي الذي تعيش زوجته وأولاده لاجئين في كندا.

من جانبها قالت الاكاديمية في جامعة ووترلو الكندية بسمة مومني إن كندا "وقفت في الجانب الجيد من القضية من دون القيام بمجازفات دبلوماسية كبيرة".

وكتبت في مقالة نشرتها صحيفة "غلوب اند مايل" أن "علاقاتنا الثنائية مع السعودية هي أصلاً في أدنى مستوياتها التاريخية، وبالتالي من الصعب أن تصبح في مستوى أدنى".

ورأت مومني أن الشابة السعودية ومن خلال استخدامها مواقع التواصل الاجتماعي لجذب انتباه العالم بأسره حول مصير النساء في بلادها، فتحت الباب على الكثير من المشاكل ويمكن للسعودية وحدها أن تغلقه.

واعتبر عطاران أن السعوديين "وعبر قطعهم الروابط السياسية والتعليمية والمالية مع كندا، لم يتركوا أي وسيلة تسمح لهم بالردّ بشكل فعّال على كندا اليوم".

 

 

وفيما لايزال الاعلام السعودي يدور في فلك نظرية المؤامرة..
بدأ الاعلام الكندي بحصد الثمار ??#رهف_محمد_القنون pic.twitter.com/pyvES3CxHt



يقول دو كيرشكوف: "أعتقد أنهم سيبقون صامتين"، مضيفاً أن "قلقي الوحيد سيكون أن ينتقم السعوديون من بدوي، سيكون ذلك سيئا جدا. آمل أن تمنعهم قضية خاشقجي من ذلك".

بالنسبة لجاستن ترودو، تُعتبر هذه الخطوة على الرغم من أنها غير متعمدة، موفقة جداً إذ إنه في تشرين الأول/أكتوبر ستُجرى الانتخابات التشريعية التي سيفوز خلالها بولاية ثانية.

وعلى الرغم من أنه في طليعة استطلاعات الرأي، إلا أن رئيس الوزراء الليبرالي يتعرض لانتقادات من جانب المعارضة والمتظاهرين أثناء التجمعات بشأن مواضيع عدة: الهجرة، ضريبة الكربون، البيئة.

ويلاحق الحكومة موضوع شائك آخر هو عقد مثير للجدل بشأن بيع الرياض آليات مصفحة بقيمة 15 مليار دولار وقعته الحكومة السابقة المحافظة.

وأكد جاستن ترودو الذي يتعرض لضغط جزء من الرأي العام والمدافعين عن حقوق الإنسان، أنه يبحث عن وسائل لعدم تنفيذ العقد. لكن سيكون ثمن ذلك باهظاً إذ إنه سيترتب على أوتاوا دفع جزاءات تبلغ مليارات الدولارات وتحمل العواقب الانتخابية في أونتاريو حيث العديد من فرص العمل على المحك.

التعليقات (0)