صحافة إسرائيلية

هآرتس: إسرائيل ستجد صعوبة في طرد إيران من سوريا.. لماذا؟

 أكدت "هآرتس" أن "إسرائيل ستجد صعوبة في طرح رد عسكري للوجود الإيراني في سوريا"- سانا
أكدت "هآرتس" أن "إسرائيل ستجد صعوبة في طرح رد عسكري للوجود الإيراني في سوريا"- سانا

أكدت صحيفة إسرائيلية الأربعاء، أن إسرائيل ستجد صعوبة في استخدام الخيار العسكري الجوي والبري، من أجل تحقيق إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، لذا ستكتفي بـ"مناوشات" محدودة.


وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال للكاتب والمحلل السياسي تسفي برئيل، إن "اللقاء المخطط له اليوم في موسكو بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، ينظرون إليه بغضب في واشنطن، وتل أبيب ودمشق وطهران".


ونوهت الصحيفة إلى أن "المحادثات المكثفة التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بداية الأسبوع مع أردوغان، وخارطة الطريق التي ترسمها تركيا للسيطرة على المناطق الكردية، ستكون في مركز هذه المحادثات، إضافة للمواجهات الأخيرة بين إسرائيل وإيران في سوريا".


وذكرت أن "إسرائيل حظيت مؤخرا بيد حرة نسبيا في معالجة الوجود الإيراني في سوريا"، موضحة أن "طول المنطقة التي ستحصل عليها إسرائيل لا يتعلق بشبكة العلاقات التي تحسنت مؤخرا مع موسكو فقط، بل بتقدم الخطوات السياسية التي تقوم بها روسيا".


وأما من الناحية العسكرية، فإن "إسرائيل تتفوق طالما أن روسيا لا تصدها بواسطة أنظمة سلاح متطورة تملكها في سوريا مثل أس 300 وأس 400، كما أن إيران تدافع عن قواتها عبر أنظمة السلاح الروسي"، وفق الصحيفة التي ذكرت أن "إطلاق الصواريخ على إسرائيل، يبدو في هذه الأثناء عملية رد محدودة لا ترغب طهران في توسيعها".

 

اقرأ أيضا: أردوغان يصل موسكو للقاء بوتين ومناقشة الملف السوري


وزعمت أن "إيران تقدر بأن إسرائيل يمكن أن تقصف مؤسسات النظام السوري وبذلك يمكن أن يتعامل بشار الأسد مع الوجود الإيراني كخطر استراتيجي"، مؤكدة أن "الهجمات الجوية وحدها لن تكفي لطرد القوات الإيرانية، ومن أجل تحقيق هذا الهدف بالكامل، فلن يكون مناص من عملية برية لا تريد إسرائيل التورط فيها كما يبدو".


من هنا، فإن "كل عملية عسكرية إسرائيلية للقضاء على القوات الإيرانية، متعلقة بتطور الخطوات السياسية والتعاون مع روسيا، التي حتى الآن تظهر الرغبة والقدرة الضئيلة في التأثير على خطوات إيران"، بحسب الصحيفة.


وأضافت "هآرتس" أنه "بحسب المواقف العلنية التي تبديها روسيا وسوريا، فإن انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، يمكن أن يكون على الأجندة فقط بعد تحقيق اتفاق كامل حول تشكيلة النظام الجديد في سوريا، وطريقة حماية الحدود السورية التركية، إضافة لدور كل من روسيا وتركيا وإيران في استقرار النظام الجديد".


ونبهت "هآرتس"، بأنه "عندما يتم إنجاز هذه التفاهمات، فيمكن أن تطلب سوريا انسحاب جميع القوات الأجنبية، ومنها الروسية والتركية والإيرانية، إضافة لطلب ضمانات من روسيا والمجتمع الدولي للحفاظ على سيادتها، وضمن أمور أخرى ضمانات ضد الهجمات الإسرائيلية؛ وهذا السيناريو ما زال بعيدا عن التحقق".


وبينت أن "تركيا والولايات المتحدة لم تتوصلا بعد إلى اتفاق حول الموضوع الكردي، وروسيا من جانبها تسعى لاستكمال سيطرة الأسد على سوريا ومنطقة إدلب"، منوهة إلى أن "تركيا التي تخشى من عملية عسكرية واسعة في إدلب، حصلت من روسيا على مهلة للتوصل إلى اتفاق مع المسلحين، ولكنها إلى الآن لم تحقق هذا الخيار".

 

اقرأ أيضا: غليون: إسرائيل معنية بتصفية وجود إيران العسكري في سوريا


أما إيران "الشريكة في الخطوات السياسية مع روسيا وتركيا، فدفعت لوظيفة هامشية بالأساس، لأنها هي تخضع لإملاءات موسكو التي تمنحها أنبوب الأوكسجين أمام ضغط العقوبات الأمريكية، وهي رافعة ضغط تملكها موسكو على طهران، لا تنوي استخدامها في ظل عدم نضوج الخطوات السياسية، من أجل إجبار إيران على الانسحاب من سوريا".


وتابعت: "من هذا الموقف، تستطيع روسيا النظر للهجمات الإسرائيلية، طالما أنها غير موجهة مباشرة للجيش السوري وتهدد نظام الأسد"، مبينة أن "روسيا لا تعتبر نفسها مظلة دفاع للنيران في سوريا، وصد إسرائيل يتوقع أن يبقى للحظة التي يهدد فيها التصعيد المس بسلامة نظام الأسد، أو كعقاب على ضرب أهداف روسية".


أما من الناحية الإسرائيلية، فإن "تل أبيب يمكنها أن تفكر بأن التقارب بين عدد من الدول العربية مثل الإمارات والبحرين اللتين أعادتا فتح سفاراتها في دمشق، وكذلك دعم مصر للأسد، وسعي روسيا لمنحه شرعية دولية وعربية، يمكنها أن تساعد في إبعاد إيران"، وفق الصحيفة التي أضافت أن "هذا يتضح كرغبة أكثر من كونه خطة سياسية، حيث إن سوريا لم تنفصل عن إيران، حتى عندما كانت عضوة في الجامعة العربية".


ومن الجانب السوري، رأت أن تجديد سوريا لعلاقاتها مع الدول العربية، لن يأتي على حساب علاقتها مع طهران، معتبرة أن "استمرار التواجد الإيراني في سوريا ولو بقوات رمزية، يخدم الأسد كورقة سياسية تمكنه من ترسيخ سيطرته في لبنان".


ووفق هذا الوضع، أكدت "هآرتس"، أن "إسرائيل ستجد صعوبة في طرح رد عسكري للوجود الإيراني، ويبدو أنها ستكتفي بمناوشات تكتيكية محدودة".

التعليقات (0)