سياسة عربية

موسكو تتهم واشنطن بمحاولة تنفيذ "انقلاب" في فنزويلا

مجلس الأمن يعقد السبت جلسة طارئة بطلب من واشنطن لبحث الوضع في فنزويلا- جيتي
مجلس الأمن يعقد السبت جلسة طارئة بطلب من واشنطن لبحث الوضع في فنزويلا- جيتي

اتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا السبت "الولايات المتحدة وحلفاءها بالرغبة في الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بسعيها لإحداث انقلاب في البلاد"، بدعمها رئيس البرلمان خوان غوايدو.

 

وقال نيبنزيا خلال جلسة طارئة عقدت في مجلس الأمن لمناقشة الوضع في فنزويلا، إن إجراءات واشنطن "السافرة والعدوانية تهدد الأمن والسلم الدوليين"، مشيرا إلى أنه ليس من حق مجلس الأمن مناقشة الوضع في هذا البلد، معتبرا ما يجري شأنا داخليا فنزويليا، ومحذرا من "ألعاب قذرة" حول فنزويلا.


واتهم الدبلوماسي الروسي الإدارة الأمريكية بـ"جر مجلس الأمن إلى ألعابها القذرة بهدف تغيير الحكم في فنزويلا".

في المقابل، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي شارك شخصيا في الجلسة، كل الدول إلى "الوقوف بجانب قوات الحرية" في فنزويلا، وقال إن "نظام نيكولاس مادورو قمع شعبه" منذ سنوات. مضيفا بأن آلاف الفنزويليين يفرون، ما يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

 

وردا على انتقادات بومبيو، أشار نيبينزيا إلى أن الدول التي أعربت عن تأييدها للرئيس مادورو لا تحمي نظامه بل تدافع عن القانون الدولي، مؤكدا أن مادورو يحظى بدعم معظم مواطني بلاده.

وحمل المندوب الروسي الولايات المتحدة المسؤولية عن محاولة تدبير انقلاب حكومي في فنزويلا، قائلا: "ندين بشدة من يدفع المجتمع الفنزويلي نحو الانزلاق في الفتنة الدموية".

وقال: "الولايات المتحدة تقدم لنا صورة مواجهة بين "نظام مادورو" وشعبه، لكن هذه الصورة بعيدة عن الواقع لأن زعيم فنزويلا يحظى بدعم واضح من قبل الشعب".

كما أعلن نيبينزيا عن وجود أدلة على أن واشنطن مارست أقوى ضغوط على المرشحين المعارضين كي ينسحبوا من انتخابات الرئاسة في فنزويلا عام 2018، وذلك في محاولة لنسف مصداقية العملية الانتخابية والتشكيك بمؤسسات الحكم في البلاد.

وانتقد نيبينزيا موقف منظمة الدول الأمريكية الداعم للولايات المتحدة في الملف الفنزويلي، وقال مخاطبا دول أمريكا اللاتينية: "هل تدركون أن تأييدكم لهذه التصرفات يهدد بأن تكون كل دولة في المنطقة محل فنزويلا؟".

كما رد نيبينزيا على التصريحات البريطانية بشأن "تزوير بطاقات الاقتراع" أثناء الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، مشيرا إلى أن عملية الاقتراع في هذه الانتخابات كانت إلكترونية وليس هناك بطاقات اقتراع ورقية.

وعقد مجلس الأمن الدولي السبت جلسة عملية بطلب من الولايات المتحدة لبحث الأزمة التي اندلعت في فنزويلا منذ أيام.

 

وصوت المجلس في بداية الجلسة بتسعة أصوات مؤيدة مقابل أربعة معارضة وامتناع عضوين على تبني جدول أعمال مؤقت لبحث "الوضع في فنزويلا".

 

اقرأ أيضا: 4 دول أوروبية تمهل مادورو 8 أيام لإجراء انتخابات.. وإلا

وصوتت روسيا ضد جدول الأعمال هذا، واقترحت آخر مختلفا يقضي بالنظر في عدم "التدخل في شؤون فنزويلا الداخلية".

 

وقال وزير الخارجية الفنزويلي في مجلس الأمن: "نرفض مهلة الأوروبيين لإجراء انتخابات"، التي سبق أن أعلن عنها الاتحاد الأوروبي، بشأن مهلة ثمانية أيام لإجراء انتخابات أو الاعتراف برئيس مجلس البرلمان المعارض رئيسا لفنزويلا.

وأضاف خورخي أرياثا: "الرئيس نيكولاس مادورو لا يزال يأمل في إقامة قنوات اتصال وحوار مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وتابع: "نيتنا هي إقامة اتصالات وحوار مع حكومة الرئيس ترامب. لا يزال هذا العرض مطروحا على الطاولة. هذا ما سعينا إليها منذ أول يوم (لنا) في السلطة".

في المقابل، رحب نائب وزير الخارجية البريطاني، آلان دونكان، بـ"شجاعة غوايدو"، محملا مادورو المسؤولية عن انهيار حكم القانون في فنزويلا. وقال: "بات على الجميع اليوم التوحد ضد "استبدادية مادورو"، مؤكدا أن لندن تقف إلى جانب الولايات المتحدة في رؤيتها لغوايدو شخصية مناسبة لإعادة الديمقراطية والحرية والازدهار الاقتصادي للبلاد.

 

وشدد الدبلوماسي البريطاني على أن مادورو لم يعد رئيسا شرعيا، مؤكدا أن المملكة المتحدة ستعترف برئيس البرلمان رئيسا مؤقتا للدولة إذا لم يعلن مادورو خلال 8 أيام عن تنظيم انتخابات رئاسية جديدة.

 

من جانبها، حذرت مندوبة فرنسا، آنا غيغين، من أن الأزمة الإنسانية "غير المسبوقة" التي تشهدها فنزويلا في السنوات الأخيرة لم تعد مسألة داخلية بل تعد ضمن عوامل عدم الاستقرار الإقليمي، داعية إلى حل الأزمة عبر الحوار واحترام إدارة الشعب.

 

وشددت الدبلوماسية الفرنسية على ضرورة أن يستخدم مادورو "آخر فرصة" متاحة له لتحقيق حل سياسي للأزمة، داعية الرئيس إلى احترام حصانة البرلمان.

 

وأكدت أن باريس ستعترف أيضا بغوايدو رئيسا مؤقتا للدولة إذا لم يعلن مادورو خلال 8 أيام عن تنظيم انتخابات رئاسية جديدة.

 

في سياق متصل، أعرب مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي عن قلق بلاده إزاء تطورات الأحداث في فنزويلا وسقوط ضحايا مدنيين أثناء الاحتجاجات، داعيا حكومة كاراكاس إلى احترام حرية التعبير والتجمهر.

 

وحثت الكويت جميع الأطراف على تقديم أولية المصالح الوطنية لا الحزبية، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن يتصرف مجلس الأمن استنادا إلى ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدولة وتفادي أي تدخل خارجي في شؤونها.

 

الصين من جانبها، دعت جميع أطراف الأزمة الفنزويلية إلى التصرف بعقلانية وهدوء وإيجاد حل للنزاع عبر الحوار وضمن إطار الدستور.

 

وأعرب المندوب الصيني عن دعم بكين لجهود حكومة كاراكاس الرامية إلى الحفاظ على الاستقلال والسيادة والاستقرار، وحث الجميع على احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لاسيما مبدأ عدم التدخل في شؤون دول أخرى.

 

وشدد الدبلوماسي الصيني على أن الأزمة الفنزويلية داخلية وليست دولية، مؤكدا أن لدى الشعب الفنزويلي وحده الحق في تقرير مصيره.

 

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت إن تعيين ممثل أمريكي مبعوثا إلى فنزويلا لـ"استعادة الديمقراطية" يشبه ما فعلوه في العراق وليبيا، ومحاولة مباشرة للسيطرة على الوضع السياسي في البلد.

وفي صفحتها على فيسبوك، قالت زاخاروفا إن الأمريكيين لم ينجحوا بذلك في سوريا، أو "لم يسمح لهم بذلك"، بحسب تعبيرها.

وعيّن وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، إليوت أبرامز مبعوثاً إلى فنزويلا بهدف المساهمة في "إعادة الديمقراطية" إلى هذا البلد الذي اعترفت الولايات المتّحدة بخوان غوايدو "رئيساً بالوكالة" له.

واعتبر أبرامز، الدبلوماسي السابق الذي عمل خصوصاً في عهدَي الرئيسين الجمهوريّين السابقين رونالد ريغن وجورج بوش الابن، أنّ الأزمة في فنزويلا "عميقة ومعقّدة وخطيرة". 

وسيتوجّه المبعوث الجديد إلى مجلس الأمن الدولي السبت، حيث يعتزم بومبيو "دعوة دول أخرى إلى دعم التحوّل الديمقراطي في فنزويلا".

وقالت وزارة الخارجيّة الأميركيّة في بيان إنّ "الوزير بومبيو سيحضّ أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي على دعم السلم والأمن الدوليّين بالاعتراف بخوان غوايدو رئيساً دستوريّاً موقّتاً لفنزويلا والدعوة إلى دعم الحكومة الانتقاليّة في سعيها إلى استعادة الديمقراطيّة وحكم القانون".

 

اقرأ أيضا: تعرف على القصة الكاملة للأزمة الفنزويلية (إنفوغرافيك)

وفي سياق متصل، دعا خوان غوايدو الذي أعلن نفسه "رئيسا" مؤقتا لفنزويلا بدعم من الولايات المتحدة، إلى مواصلة التعبئة ضد سلطات نيكولاس مادورو، قبل ساعات من الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة في كراكاس.

التعليقات (0)