صحافة إسرائيلية

هآرتس: اتفاق منحة قطر هدوء مؤقت لإسرائيل وإنجاز لحماس

الاتفاق الجديد حول المنحة القطرية يقضي بتخصيصها لمشاريع في غزة برعاية أممية- جيتي
الاتفاق الجديد حول المنحة القطرية يقضي بتخصيصها لمشاريع في غزة برعاية أممية- جيتي

تحدثت صحيفة إسرائيلية الأحد، عن تداعيات الاتفاق الجديد لدخول أموال المنحة القطرية لقطاع غزة، والذي من شأنه أن يصعب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التحكم بها في المستقبل، في الوقت الذي ستنخفض فيه مصلحة حركة "حماس" في الحفاظ على الهدوء.


وأوضحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير نشرته للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "الحل الذي تم التوصل إليه أول أمس فيما يتعلق بمواصلة بدخول أموال المنحة القطرية لغزة، منع حتى الآن اشتعال أشد على طول السياج الأمني".


وقال هرئيل إن هذا "الاتفاق من شأنه أن يحقق هدوءا نسبيا لفترة محدودة، لكن على المدى البعيد من شأنه أن يقلل التزام حماس بمنع المظاهرات"، مؤكدا أن الحكومة الإسرائيلية "لم تحصل بعد على الفترة الزمنية التي تضمن لها الهدوء في قطاع غزة حتى الانتخابات في 9 نيسان/ أبريل المقبل".


وفي ذات التوقيت، "وقع أمس حادث استثنائي بين مستوطنين وفلسطينيين في منطقة قرب بؤرة "عيدي عاد" الاستيطانية شمال رام الله، حيث قتل فلسطيني برصاص مستوطنين".


وذكرت الصحيفة، أن من أسباب منع "إسرائيل" دخول المنحة القطرية الثالثة في موعدها وتأخيرها، هو "الانتقاد العام لنتنياهو والهجوم عليه من قبل خصومه في اليمين، ووصفه بأنه خضع للعدو، نتيجة نشر صور حقائب الأموال، وعقب مصادقة الكابينت على دخول الدفعة الأربعاء، ظهرت عقبة أخرى؛ وتبين أن الحل أيضا غير مناسب لحماس".


ونوهت أنه، "في الوقت الذي امتنع نتنياهو عن المصادقة على قرار الكابينت، قام بمناورة تأجيل أخرى، وصادق على دخول المنحة بعد ظهر الخميس، حينها قامت حماس بمناورتها الخاصة، وأعلنت رفضها تسلم المنحة ضمن الشروط التي وضعتها إسرائيل، حيث جرت مفاوضات مكثفة بوساطة قطر والأمم المتحدة للتوصل إلى صيغة جديدة لتحويل الأموال قبل مظاهرات الجمعة".

 

اقرأ أيضا: الرابحون والخاسرون من تجميد منحة قطر لغزة وفق إسرائيليين

وبينت "هآرتس" أن "الصيغة الجديدة تتضمن تحويل الأموال عن طريق الأمم المتحدة، لمشاريع في مجال البنى التحتية التي من شأنها أن تكون واقعة تحت رقابة دولية"، مضيفة: "هذا حل مريح لإسرائيل وحماس، لأنه يزيل الحرج الذي سببته حقائب الأموال، وصور موظفي حماس الذين يقفون أمام البنوك لسحب الأموال التي حصلوا عليها".


واعتبرت أن "حماس تستطيع أن ترى في الحل الجديد انجازا آخر، فكل مساعدة لغزة ستمر من الآن فصاعدا عبر قنوات رسمية متفق عليها، وليس ارتجالا من الدعم القطري للمحتاجين، وهذا يعتبر بالنسبة لحماس مرحلة أخرى في الاعتراف الدولي الواقعي الذي يحصل عليه حكمها في غزة، كما أنه ليس غريبا أن الاحباط في السلطة الفلسطينية يزداد إزاء هذا الاتفاق".


ولفتت الصحيفة، إلى أن "الاتفاق الجديد به عدة مشاكل من المنظور الاسرائيلي؛ ففي هذه العملية تشارك الأمم المتحدة، وهو ما يصعب على نتنياهو وقف تحويل الأموال عندما يريد ذلك؛ إضافة إلى أن حماس لا تحصل على الأموال مباشرة لصالح موظفيها؛ وعليه ربما يقل التزامها بالاتفاق سيقل وهكذا أيضا المصلحة في الحفاظ على الهدوء".


وأضافت: "كذلك توزيع الأموال بالطريقة الجديدة، يمكن أن تتم بواسطة الأمم المتحدة، ربما يحتاج هذا الأمر إلى الاستعانة بشكل متزايد بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في القطاع، في الوقت الذي تعمل واشنطن وتل أبيب على تقليص نشاطها في صالح اللاجئين".


وأشارت إلى حادثة إصابة أحد الجنود الإسرائيليين قرب غزة برصاصة قناص في رأسه، وإضافة لذلك، هناك أسباب وفق الصحيفة يمكن أن "تؤدي إلى اندلاع تصعيد آخر منها؛ الأزمة الرئيسية تتعلق بالسجناء الفلسطينيين في إسرائيل، وخاصة في سجن عوفر، وهذه الأزمة بدورها تؤثر على تزايد التوتر في الضفة الغربية والقطاع".

 

اقرأ أيضا: العمادي: أطراف روجت أن "الهدوء مقابل الدولار" وهذا غير صحيح

وفي الضفة الغربية المحتلة، "أصبح ملموسا الاحتكاك المتزايد بين المستوطنين والفلسطينيين، حيث قتل أمس شاب فلسطيني في منطقة رام الله بنار الجنود، وفي القدس الوضع غير هادئ؛ وهناك حديث عن ارتفاع عدد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وهذا توجه سبق وأدى في السابق إلى اندلاع مواجهات في المناطق". بحسب الصحيفة.

التعليقات (0)