ملفات وتقارير

معارض سعودي بلبنان: كنت سأكون ضحية مثل خاشقجي

جربا لم يثق بموظفي السفارة وذهب للقائهم مع 3 حراس شخصيين- MEE
جربا لم يثق بموظفي السفارة وذهب للقائهم مع 3 حراس شخصيين- MEE

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، تطرق من خلاله إلى تصريحات الناشط السعودي معن الجربا، مؤسس "حركة كرامة" المعارضة في المملكة العربية السعودية؛ الذي يرى أنه كان عرضة لمعايشة المصير ذاته الذي لاقاه الصحفي المعارض جمال خاشقجي منذ أشهر.
 
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن المعارض معن الجربا كان على وشك التعرض للاغتيال بشكل مشابه للطريقة المشينة التي اعتمدت في قتل جمال خاشقجي. ويبدو أن النظام السعودي كان ينوي وضع حد لحياة مؤسس حركة كرامة التي تنشط بالأساس خارج البلاد، وذلك من خلال التخطيط لقتله داخل السفارة السعودية في لبنان. لكن، كان الجبرا قادرا على تلافي ذلك عن طريق اصطحاب حراس شخصيين معه.
 
وخلال حديثه إلى موقع "ليبانون ديبايت" اللبناني، ذكر المعارض السعودي أن "سلطات بلاده خططت لوضع مكيدة للإيقاع به في سفارتها في لبنان وقتله في شهر أيلول/سبتمبر من السنة الماضية".

 

والجدير بالذكر أن أطوار هذه الحادثة جدت قبل أيام فقط من حادثة اغتيال جمال خاشقجي التي لاقت صدى عالميا كبيرا.
 
وأشار الموقع إلى أن الجربا ينتمي إلى عائلة سنّية نافذة في السعودية، التي تربطها مع آل سعود علاقات زواج. كما كان مناصرا لإنشاء دستور سعودي ووضع أسس نظام ديمقراطي قوامه الانتخابات.

 

وتفيد العديد من التقارير بأن المعارض السعودي يتبع تعاليم الشيخ الشيعي البارز نمر باقر النمر، الذي دعا إلى الإصلاح السلمي في المملكة قبل أن تقطع السلطات السعودية رأسه في مطلع سنة 2016.
 
ونقل الموقع تصريح أحد المصادر المقربة من الدكتور معن الجربا، الذي أكد من خلالها جميع المعلومات التي وردت في موقع ليبانون ديبايت، والتي تفيد بمحاولة اغتيال مؤسس حركة الكرامة السعودية المعارضة قبل 10 أيام فقط من اغتيال خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2018.

 

وبشكل مماثل لجريمة القنصلية في تركيا، سعت السلطات السعودية إلى إقناع الجربا بأنها على استعداد لإجراء محادثات سلمية بهدف إعادته إلى المملكة.
 
وبعد إجراء العديد من المكالمات الهاتفية فيما بينهما، اقترح المسؤول عن المفاوضات الاجتماع بالجربا لوضع تفاصيل عودته إلى مسقط رأسه، وهو ما قابله الجربا بموافقة مبدئية مقابل شرط واحد يتمثل في أن يدور الاجتماع في مكان محايد مثل مقهى أو مطعم.

 

وأفاد المصدر المقرب من الجربا بأن الطرفين اتفقا على الاجتماع في مبنى في بيروت تعود ملكيته إلى السفارة السعودية.
 
أورد الموقع أن الجربا توجه نحو المكان المتفق عليه خلال يوم الاجتماع مصحوبا بثلاثة حراس شخصيين مسلحين وفرقة دعم متواجدة على مقربة من المكان.

 

وحيال هذا الشأن، ذكر المصدر المقرب من المعارض السعودي أن "مسؤولي السفارة فوجئوا برؤية الحراس الشخصيين على الرغم من أنهم كانوا مصحوبين بحراسة مشددة، حيث أنهم كانوا يعتقدون أن الشيخ سيأتي بمفرده".
 

 

اقرأ أيضا: معارضة سعودية: إلى متى يمكن للملك سلمان حماية نجله؟

لقاء مع مسؤولي السفارة

 

وبين الموقع أن المسؤولين الذين تكفلوا بمحاورة الجربا حاولوا بشدة إقناعه بالعودة إلى المملكة العربية السعودية، قائلين إنه سيكون "حرا" لممارسة أعماله كما يشاء. وعمل المحاورون إلى انتقاد موقف الجربا المؤيد للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، فضلا عن الدعم الذي زعموا أنه يتلقاه من طرف إيران، معتبرين أنه يضر المملكة بشدة.
 
وبعد الإشادة بالتغييرات التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان، وحث جرابا على ضم جهوده إلى مجهودات بن سلمان لبناء "المملكة العربية السعودية للغد"، قابل المعارض السعودي هذه العروض بالرفض.

 

واختتم الطرفان اجتماعهما بقطع المزيد من الوعود والاتفاق على إجراء العديد من المحادثات في المستقبل.
 
وذكر الموقع أن جمال خاشقجي لم يحالفه الحظ هو الآخر، حيث تمكن المسؤولون السعوديون في القنصلية بأسطنبول من إغرائه وجره إلى داخل مبنى القنصلية حيث كان ينتظره فريق من القتلة السعوديين.

 

وفي شأن ذي صلة، صرح المصدر المقرب من معن الجربا أن "شركاء الشيخ اقتنعوا بأنه نجا بصعوبة من مصير مماثل، لقد اتخذ احتياطاته وتوجه إلى الاجتماع مصحوبا بحراسه الشخصيين، وهو ما أنقذ حياته على الأرجح".

 

الجدير بالذكر أن جميع الاتصالات بين الجربا والسفارة انقطعت منذ مقتل خاشقجي.

 

اقرأ أيضا: التايمز: كيف هي "السعودية المرحة" التي يريدها ابن سلمان؟

وأوضح الموقع أن لبنان يضم على أراضيه العديد من المعارضين السعوديين، على غرار العاصمة بيروت التي يستقر فيها مقر قناة "النبأ" التي يديرها الناشط الحقوقي الشيعي السعودي الذي يقطن في لندن، فؤاد ابراهيم.

 

الجدير بالذكر أنه منذ حوالي 40 سنة مضت، شهدت بيروت اختطاف الكاتب ناصر السعيد بسبب تأليفه كتابا ينتقد آل سعود، وهو ما عرضه إلى الاختطاف في 17 كانون الأول/ ديسمبر سنة 1979.
 
قبل اختطافه، سافر سعيد إلى بيروت لإجراء سلسلة من المقابلات مع وسائل الإعلام العربية والغربية، ليتعرض فور وصوله إلى التخدير والاختطاف في وضح النهار في شارع الحمراء الشهير في المدينة. في هذا الصدد، تفيد التقارير بأن السعوديين آنذاك تلقوا مساعدة من قيادي بارز في حركة فتح يعرف باسم أبو الزعيم.
 
وخلص الموقع إلى القول إن المعارض السعودي نُقل إلى مطار بيروت وأُجبر على الصعود على متن طائرة متجهة إلى المملكة العربية السعودية، ويذهب البعض للاعتقاد بأن المسؤولين السعوديين ألقوا بالسعيد من الطائرة على ارتفاع 10 آلاف قدم، ولم يعثر على جثته إلى اليوم.

التعليقات (1)
قاسم _اربد
الثلاثاء، 29-01-2019 08:25 ص
حقا انها حكومة اجرام منظم بعهد ابو منشار كيف سيثق المسلمون بهكذا دولة ترعى المشاعر المقدسة للمسلمين وكيف لهذا الدولة أن تقوم باعتقال رجال الدين وذبحهم. على طريقة المافيات العالمية لقد أصبحت سمعتها كدولة مارقة.