صحافة دولية

أوبزيرفر: زيارة أبو ظبي تتسبب بانتقادات للبابا.. لماذا؟

أوبزيرفر: البابا تعرض لانتقادات لهذه الزيارة نظرا لتورط الإمارات في حرب اليمن- جيتي
أوبزيرفر: البابا تعرض لانتقادات لهذه الزيارة نظرا لتورط الإمارات في حرب اليمن- جيتي

نشرت صحيفة "أوبزيرفر" تقريرا لمراسلتها في العاصمة الإماراتية أبوظبي، هارييت شيروود، تتحدث فيه عن زيارة البابا فرانسيس اليوم للإمارات، التي تعد الأولى لدولة في الخليج. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن البابا تعرض لانتقادات لهذه الزيارة؛ نظرا لتورط الإمارات في حرب اليمن، لافتا إلى أن البابا هو أول زعيم مسيحي كاثوليكي يزور الجزيرة العربية، مهد ولادة النبي محمد.

 

وتقول شيروود إنه من المتوقع أن يقود البابا قداسا يشارك فيه 120 ألفا من المسيحيين في أبو ظبي، مشيرة إلى أن زيارة الحبر الأعظم جاءت بناء على دعوة من ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد؛ وذلك للمشاركة في مؤتمر لحوار الأديان، ولتكون زيارته جزءا من العام الذي أطلقت عليه الإمارات "عام التسامح".

 

وتستدرك الصحيفة بأن المرجع المسيحي الكاثوليكي أثار انتقادات لزيارته، التي تستمر يومين، لبلد يشارك في حرب اليمن، حيث أدت الحملة التي تقودها السعودية على البلد إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم.

 

ويفيد التقرير بأن البابا سيصل إلى أبو ظبي مساء اليوم، وسيعقد محادثات مع ولي العهد، وسيقيم قداسا في ملعب للرياضة، وسيضع الحجر الأساسي مع شيخ الأزهر لمسجد وكنيسة، مشيرا إلى أن الزعيمين الدينيين سيوقعان اتفاق "السلام والأخوة والاحترام المتبادل، نيابة عن المليارات من أتباع الديانتين في العالم".

 

وتورد الكاتبة نقلا عن البابا، قوله في رسالة مسجلة بالفيديو قبل مغادرته، إن الإمارات تريد أن تكون "نموذجا للتعايش والأخوة والتفاعل بين الحضارات والثقافات المختلفة"، وأضاف أنه يتطلع لكتابة "فصل في تاريخ العلاقات بين الأديان، والتأكيد أننا أخوة وأخوات مع اختلافنا". 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن الإمارات قد أعلنت عن عام 2019 بأنه "عام التسامح"، والترويج لنفسها بالمستقرة والمعتدلة التي تتسع للجميع، فيما أعلنت الحكومة عن قانون ضد التمييز، وأنشات حكومة للتسامح والمعهد الدولي للتسامح لمواجهة التطرف، وتقديم الإمارات نموذجا للتعايش. 

 

وبحسب التقرير، فإنه أكثر من 200 جنسية تعيش في الإمارات، تشكل نسبة 90% من سكانها، البالغ عددهم 9.6 ملايين نسمة، حيث يعد الوافدون من جنوب آسيا الغالبية، لافتا إلى أن ثلاثة أرباع السكان هم من المسلمين، وهناك 9% من المسيحيين، و7% من الهندوس، و2 من البوذيين.

 

وترجح شيروود أن يشكل الكاثوليك نسبة الغالبية من الذين سيحضرون قداس الحبر الأعظم.

 

وتنقل الصحيفة عن الأسقف بول هيندر، النائب الرسولي ورئيس الكنيسة الكاثوليكية في جنوب الجزيرة العربية، التي تضم الإمارات العربية وقطر والبحرين والسعودية وعمان، قوله إن زيارة الحبر الأعظم إلى قلب الإسلام "ستقدم علامة على أننا نبني جسورا، وإن لم نكن نؤمن بالأمور ذاتها".

 

وينوه التقرير إلى أن الأسقف أخبر مجلة "ألي ويلت" الكاثوليكية، قائلا: "هذه دون شك زيارة تاريخية، خاصة أنه لم يزر الجزيرة العربية أبدا، وكانت هذه الزيارة حتى وقت قريب مستحيلة"، وأضاف أن المسيحيين في الخليج كانوا ينتظرونها منذ وقت طويل، مشيرا إلى أنه يخشى من خيبة البعض لعدم مشاركتهم في القداس لأسباب تتعلق بالأمور اللوجيستية، وقال إن "السكان العرب كانوا منفتحين ومتحمسين للزيارة".

 

وتستدرك الكاتبة بأن المسؤول السابق في "سي آي إيه" إميل نخلة، قال إن الزيارة لا يمكن تبريرها؛ بسبب الدور الذي تؤديه الإمارات في اليمن، مشيرة إلى قوله لصحيفة "ناشونال كاثوليك ريبورتر": "إنه ليس منظرا جيدا للبابا وهو يزور الإمارات، حيث لا تزال مشاركة في الجرائم الإنسانية في اليمن.. لو لم يقم بإثارة هذه القضية فإنه سيفقد الكثير من مصداقيته في الشرق الأوسط". 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن الأب بول لانسو، من المنظمة الكاثوليكية "باكس كريستي إنترناشونال"، قوله إنه يأمل أن يقنع البابا القيادة في الإمارات بالبحث عن سياسة أخرى في اليمن، الذي وصفت الأمم المتحدة الوضع فيه بالكارثي، وقالت إن الناس الذي يعيشون فيه على حافة المجاعة.

 

وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى أنه بحسب "أوبن دورز"، الذي يرصد وضع المسيحيين في العالم، فإن "المسيحيين في الإمارات أحرار في ممارسة طقوسهم، لكن يحظر عليهم التبشير في الأماكن العامة، ويتحمل معتنقو المسيحية من الإسلام اضطهادا وضغطا من العائلة والمجتمع المحلي للابتعاد عن المسيحية".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
متفائل
الأحد، 03-02-2019 09:43 م
ماذا لو كانت الإمارات من المدافعين عن الحياض الفلسطينية ، ووقفت موقفا قريبا من موقف ماليزيا التي رفضت استقبال أي رياضي إسرائيلي ، أو أنها أدانت انقلاب السيسي على اختيار الشعب المصري الشقيق ، أو وقفت موقفا مشرفا إلى جانب تركيا عشية العملية الانقلابية الفاشلة صيف 2016 ، كما فعل القطريون ، أو أنها وقفت إلى جانب مسلمي الروهينغا المستضعفين ، أو استقبلت مليونا على الأقل من لاجئي سوريا الجريحة ، كل ذلك لم يحصل ، بل العكس ، و إن شئتم اسألوا الليبيين و اليمنيين و الصوماليين ، وكل العرب والمسلمين ؟ لذلك و لذلك فقط يزورها اليوم بابا الفاتيكان الغائب الأول عن قضايا حقوق الإنسان في عالم اليوم ، و يمكن أن تسألوه عن نزلاء السجون الإسرائيلية والسعودية والإماراتية ، و سوف تسمعون العجب العجاب ، أما قضية خاشقجي و مستمي الروهينغا و الجائعين والمرضى بالملايين في اليمن ، انصحكم ألا تسألوه ، لأنه من المؤكد سوف يغمى عليكم ، أما بخصوص شيخ الأزهر فهو خارج عن مجال التغطية بسبب الذي طاله من ظلم و حماقات السيسي المسكين .