ملفات وتقارير

شهادة مرعبة: هكذا يتم تعذيب المعتقلين في السعودية

سجون السعودية- جيتي
سجون السعودية- جيتي

* الطعام في أكياس مغلقة.. ومعتقلون مقيدون يفتحونه بأسنانهم

* المعتقلون محرومون من العلاج والدواء.. والأمراض تلتهمهم

* لعدة شهور تظن عائلة المعتقل أنه مختفٍ أو متوفى حتى اكتشفت أنه في السجن

* لا محامين ولا تواصل مع العالم الخارجي.. والزيارات العائلية ممنوعة

* التعذيب والتحقيق مستمران رغم الإحالة إلى محاكمات صورية

 

 

تضمن التقرير البرلماني البريطاني عن تعذيب الناشطات السعوديات في سجون الرياض، والانتهاكات التي يتعرضن لها العديد من التفاصيل والأدلة عن ما يجري في السجون السعودية، ومن بينها إفادة لابن أو ابنة أحد المعتقلين في سجون المملكة، فيما تجنب التقرير الإفصاح عن اسم من أدلى بهذه الإفادة حفاظاً على حياته. 

 

ولم يوضح التقرير الذي يقع في 45 صفحة، وحصلت "عربي21" على نسخة كاملة منه، ما إن كان المعتقل رجلاً أو امرأة، وما إذا كان من قدم الافادة هو ابن أو ابنة له، وذلك حفاظاً على حياة المعتقل الذي لا يزال في السجون السعودية، وحفاظاً على حياة من قدم الإفادة للهيئة البرلمانية البريطانية.

 

ووضع التقرير رمزاً للمعتقل هو (D1)، أما صاحب الإفادة فتم الترميز له باسم (AB)، حيث قال "إيه بي" إن "د1" احتجز في سجن انفرادي لعدة شهور بعد اعتقاله. 

 

وجاءت الافادة في الصفحة 31 حتى الصفحة 33 من التقرير الذي أصدرته هيئة التحقيق البرلمانية البريطانية في أوضاع الناشطات السعوديات المعتقلات في سجون الرياض.

وأكد "إيه بي" أن "د1" ظل مقيد اليدين وتم حرمانه من النوم وتعرض لتحقيق كان يستمر في كل مرة لمدة أربعة وعشرين ساعة، بالإضافة إلى ذلك، حُرم "د1" في البداية من أي تواصل مع محام أو مع أحد من أفراد عائلته لما يقرب من عام كامل. 

 

إقرأ أيضا: برلمانيون بريطانيون: تعذيب الناشطات من أعلى مستوى بالرياض

 

وعلمت هيئة التحقيق البريطانية أنه خلال الشهور القليلة الأولى من اعتقال "د1" تم احتجازه في الحبس الانفرادي، وظل مقيد اليدين وتعرض للتحقيق لمدة دامت 24 ساعة في كل مرة، كما أنه تم حرمانه من النوم ومن الحصول على أي علاج طبي. 

 

وخلال الشهور القليلة الأولى من اعتقاله، كان "د1" يُعطى الطعام في أكياس، وكان يضطر إلى فتح تلك الأكياس بأسنانه نظراً لبقاء يديه مقيدتين، وعلمت الهيئة أن أضراراً لحقت بأسنانه أثناء محاولته فتح الأكياس. 

 

وقبل الاعتقال لم يكن "د1" يعاني من أي أمراض أو حالات طبية، وكان دوماً معافى وفي حالة صحية جيدة، لكن صحة "د1" تدهورت بسرعة داخل السجن، وكسبب مباشر للمعاملة التي تلقاها داخل السجن، فهو يعاني الآن من ارتفاع في ضغط الدم ومن خلل في نسبة الكولسترول كما أنه تكبد أضراراً في أسنانه، بحسب ما جاء في تقرير البرلمانيين البريطانيين الذي حصلت عليه "عربي21".


وتشير الإفادة إلى أنه "بينما كان في السجن فقد تم نقل "د1" إلى المستشفى بسبب ارتفاع ضغط الدم ولكننا لم نعلم بنقله إلى المستشفى لانعدام التواصل معه منذ إلقاء القبض عليه. ولم يعلم أفراد عائلتنا أن "د1" تم إلقاء القبض عليه إلا من خلال أحد أفراد عائلة معتقل آخر. وذلك أن المعتقل شاهد "د1" داخل مستشفى السجن وأبلغ عائلته بأن "د1" يعاني من تردٍّ شديد في صحته". 

 

ويقول ابن أو ابنة المعتقل إن "د1" لم يتلق خلال المراحل الأولى من اعتقاله أي عناية طبية، الأمر الذي نجم عنه الحاجة إلى نقله إلى المستشفى. وعندما سُمح للعائلة بزيارة "د1" للمرة الأولى صعقوا لما كان عليه شكله الشاحب ولانطوائيته ولوضعه الصحي الرديء بشكل عام. 

 

إقرأ أيضا: برلمانيون بريطانيون يطلبون لقاء المعتقلات السعوديات للتحقيق

ويتابع صاحب الإفادة، وهو ابن أو ابنة المعتقل أو المعتقلة: "وبعد نقل "د1" إلى المستشفى، ظل يتلقى معاينة متقطعة من قبل الأطباء داخل السجن. إلا أن العناية الطبية التي يحصل عليها "د1" ليست كافية. فعلى سبيل المثال، في إحدى المناسبات، ورغم أن "د1" تمت معاينته من قبل أحد أطباء السجن الذي قرر أنه بحاجة إلى دواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم لديه، إلا أنه لم يتم توفير الدواء له لعدة أسابيع". 

 

ويضيف: "علمتُ أن "د1" مستمر في الخضوع للتحقيق وذلك على الرغم من استمرار إجراء محاكمته، حيث يتم استجوابه عدة مرات في كل أسبوع. ويعاني "د1" إرهاقاً شديداً بسبب هذه الاستجوابات، وهي مجهدة له بشكل خاص آخذاً بالاعتبار أن محاكمته قد بدأت. ورغم أن "د1" لم يعد مقيد اليدين أو مصفداً أثناء هذه الاستجوابات إلا أن عصابة توضع على عينيه كل حين ما يسبب له معاناة شديدة وشعوراً عميقاً بالضعف". 

 

ويؤكد صاحب الإفادة أن "د1" لم يحظَ بأي تواصل مع أي وكالات خارجية، مثل مؤسسات الإغاثة أو المنظمات الدولية المتوفرة والتي تبدي الاستعداد لمساعدتنا في ضمان إطلاق سراحه من السجن.
ويؤكد أنه لم يُسمح لـ"د1" بالاتصال بعائلته لشهور عديدة بعد اعتقاله، وهو ما سبب إزعاجاً شديداً لأن العائلة لم تكن لديها أدنى فكرة، ولشهور عديدة، عما إذا كان "د1" على قيد الحياة أم لا. وعندما سُمح لـ"د1" بالاتصال بعائلته لأول مرة، كان التواصل بادئ ذي بدء من طرف واحد. ولم يتمكن "د1" من إشعار العائلة متى سيكون بإمكانه التواصل معها، ولم تكن المكالمة الهاتفية تستمر سوى لبضع دقائق في كل مرة. 

 

وينتهي صاحب الافادة الى القول إنه "منذ تاريخ إلقاء القبض على "د1" تم منع عدد من أفراد عائلتنا المقيمين داخل المملكة العربية السعودية من السفر إلى خارج المملكة. وهم فعلياً محتجزون داخل السعودية وباستمرار تحت رحمة السلطات التي يمكن أن تلقي القبض عليهم وتعتقلهم في أي وقت، وهذا بطبيعة الحال يُسبب الكثير من العنت والقلق لعائلتنا التي تعيش في حالة من الرعب مما يمكن أن تقدم عليه السلطات السعودية". 

 

وتقول هيئة التحقيق البرلمانية البريطانية إنه تمت إضافة هذه الإفادة كدليل على الانتهاكات التي يتم ارتكابها في السعودية، وتم إدراجها في التقرير كما وصلت مباشرة، والهيئة مطمئنة إلى سلامة ما جاء في هذه الإفادة وإلى انسجامه مع الصورة العامة والمحددة التي حصلت عليها الهيئة من مصادر أدلتها الأخرى. 

التعليقات (1)
من سدني
الثلاثاء، 05-02-2019 01:31 ص
هيئة التحقيق البريطانية وغيرها من هيئات النفاق كل مده تتحفنا هذه الهيئات بتقرير من هنا وهناك عن اوضاع المعتقلين وعن اوضاع حقوق الانسان في دولنا العربيه ومنذ سبعينيات القرن الماضي وابتاداءاً من هيءة الإذاعة البريطانية وهي تعرض لنا بعض شذوذ حكام العرب والغرب عامة يستخدم هذه الهيئات وما يصدر عنها فقط للضغط على الانظمه العربيه حتى تركع لطلباتها وتفرض عليها سياستها وبالمعنى الأصح لحلبها اما بعد خضوع وركوع الحاكم العربي ينسى التقرير وتموت القضيه ويبقى السجين والمضطهد والمعارض والشيخ والمتدين يعاني أصناف العذاب والقهر ويشتد ألمه حين يرى هذه الدول ومؤسساتها يستقبلون هؤلاء الحكام وكانهم الأبطال والفاتحين بل ويدعمونهم بالمستشارين الأمنيين وبأدوات التعذيب ولا قيمة لمخلوق او إنسان عند حكام العرب وبدعم من هذه الدول وليست السعودية اول دوله بل سبقها كثير من دول العرب ومثالا ( سوريا مليون قتيل واحدى عشر مليون مهجر من اهل السنه مصر ألوف قتلت وستون الف معتقل الإمارات سجون ومعتقلات سريه في الفرن الأفريقي وفي كل مكان. العراق وما فيه من تصفيات طاءفيه لأهل السنه ايران ومافيها من حظر لوجود مسجد لأهل السنه في طهران وباقي المدن ناهيك عن ذبح العرب في الأحواز وكثير من باقي الدول العربيه ) وهذا يعني ان الغرب يستخدم هذه الهيئات لمصالحه الشخصية لاتهمه. الضحيه