ملفات وتقارير

توتر وتلاسن إعلامي مغربي ـ جزائري

الحدود البرية بينهما مغلقة منذ العام 1994 (الأناضول)
الحدود البرية بينهما مغلقة منذ العام 1994 (الأناضول)

عادت أجواء التوتر لتخيم على العلاقات المغربية ـ الجزائرية في شكل تلاسن إعلامي عبر تقارير صحفية في وسائل إعلام البلدين.

فقد نشرت صحيفة "الخبر" الجزائرية اليوم، تقريرا بعنوان: "السعودية تنقلب على المغرب"، ذكرت فيه أن العلاقات السعودية المغربية، تشهد أزمة دبلوماسية صامتة، وصل صداها إلى وسائل الإعلام.

وذكرت الصحيفة أن "الرياض لم تنتظر كثيرا بعد تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عبر قناة الجزيرة القطرية، والتي تحدّث فيها عن رفض بلاده استقبال وليّ العهد، جاء الرد السعودي في برنامج تلفزيوني عبر ذراعه الإعلامي قناة "العربية" ترجم مواقف لا ترضي المغرب".

 



وأشارت الصحيفة إلى أن تصدر مصطلحات "الصحراء الغربية" و"جبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي"، و"يحد الصحراء الغربية من الشمال المغرب"، في تقرير في قناة "العربية" إحدى أقوى الأذرع الإعلامية للمملكة السعودية، يكشف عن تغيير في تعاكس السعودية مع القضية الأهم في أجندة الرباط بـ 180 درجة، خاصة وأن الرياض تعد أحد أشد المدافعين عن أطروحات المغرب في نزاعه مع الصحراويين.

وأضاف تقرير صحيفة "الخبر": "ليس في قاموس الإعلام السعودي، أن يُبرز موقف جبهة البوليساريو على حساب الموقف المغربي، وانتقلت قناة العربية في هذه المرة إلى السرعة القصوى مقارنة بالمرات الماضية التي تناولت فيه القضية الصحراوية بعيدا عن المصطلحات والمواقف المعهودة للسعودية". 

ووفق ذات التقارير فإن "القنوات السعودية كانت تستعمل مصطلحات الصحراء المغربية وانفصاليي البوليساريو ومحتجزي تندوف"، وقال التقرير: "هذه المصطلحات تركت مكانها لأخرى جديدة بالنسبة لمتابعي الإعلام في الخليج".

وذكر التقرير أن "مجلس التعاون الخليجي، كان قد أعلن في قمة احتضنتها الرياض في شهر نيسان (أبريل) 2016 بمشاركة المغرب، دعمه للرباط في قضية الصحراء الغربية. ورفض على لسان العاهل السعودي الملك سلمان أي مساس بمصالحه العليا". 

وأضافت الصحيفة: "هذا الحرص السعودي على مغربية الصحراء ودعم الرباط في النزاع الصحراوي، تغير وتحول الحكم الذاتي إلى الحق في تقرير المصير، والانفصاليون إلى ممثل شرعي للشعب الصحراوي، والصحراء الغربية إقليم له حدود مع المغرب بعدما كانت مغربية".

ورأت الصحيفة أن "الخلاف السعودي ـ المغربي، يأتي في وقت حساس بالنسبة للمغرب، الذي يرمي بكل ثقته من أجل استعادة الدعم الأمريكي، بعد اتخاذ واشنطن مواقف لا تخدم الرباط في قضية الصحراء الغربية، وأيضا في ظل التقارب الكبير بين ابن سلمان وإدارة ترامب، تطورات لا تخدم في هذا الظرف المغرب حاليا، إذ سيجد نفسه اليوم في مواجهة غير مسبوقة مع الرياض وأذرعها الإعلامية"، وفق الصحيفة.

ونشرت ذات الصحيفة أنباء عن وسائل إعلام عبرية تتعلق بتحديد موعد زيارة بنيامين نتنياهو إلى المغرب، وذكرت في الوقت نفسه رفض وزير الاتصال المغربي السابق مصطفى الخلفي التعليق على خبر الزيارة.

 



ونقلت الصحيفة عن القناة التلفزيونية العبرية 12 بأن زيارة بنيامين نتنياهو إلى المغرب، ستتم في موعد قريب من 30 آذار (مارس) المقبل، ومباشرة بعد زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب.

وقد نشرت صحيفة "الأيام" المغربية تقرير الصحيفة الجزائرية، ووصفتها بأنها صحيفة مقربة من النظام الجزائري، وأنهته بخلفية جاء فيها:

"يذكر أن نزاع الصحراء، هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من قبل الجزائر. وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي".

 


وأضافت "الأيام" المغربية: "يعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي"، وفق الصحيفة.

وفي ذات سياق التلاسن بين الرباط والجزائر نشرت صحيفة "تيل كيل" الالكترونية المغربية في عددها الصادر اليوم، ذكرت فيه "أن شبكات تهريب جزائرية، بسطت في الآونة الأخيرة، نفوذها على سوق الأدوية المهربة بالمغرب بترويج أنواع جديدة سامة وقاتلة، يتم تخزينها بكميات ضخمة، ثم توزع على الأسواق الأسبوعية ومحلات خاصة على أنها مستلزمات طبية، مستغلة انشغال لجان المراقبة بمواجهة الحمى القلاعية".

وأضاف التقرير: "تقدم هذه المواد للزبناء على أنها مخصصة للتجميل، ومنها أنواع لتكثيف نمو الشعر في الوجه، والتي بينت كل فحوصات الأطباء على خطورتها، وتؤدي إلى أمراض جلدية خطيرة".

 



وتضيف الصحيفة: "حسب ما أشار إليه باحثون في مجال الصيدلة، فإن خطورة الأدوية الجزائرية، تتجلى في كثرة استعمالها يهدد بالإصابة بأنواع خطيرة من السرطان، علما أن الشبكات نفسها لا تقتصر على تهريب أدوية التجميل، بل امتد نشاطها إلى مواد أخرى خطيرة، منها اصقات العين، ومساحيق تبييض الأسنان، التي تباع في بعض المحلات غير المرخص لها"، وفق الصحيفة.

ويأتي التلاسن الإعلامي المغربي ـ الجزائري بينما يعتزم المبعوث الأممي إلى نزاع الصحراء الغربية هورست كولر مواصلة التحضيرات الجارية من أجل إجراء طاولة مستديرة ثانية شهر آذار (مارس) المقبل بين المغرب وقيادة البوليساريو بحضور الجزائر وموريتانيا.

كما يأتي التلاسن بعد فشل جبهة البوليساريو في منع المغرب والاتحاد الأوروبي من التوقيع على اتفاق الصيد البحري، الذي تقول البوليساريو إنه يشمل مياه الصحراء الغربية.

وبينما تطرح المغرب خيار الحكم الذاتي لإقليم الصحراء الغربية في ظل السيادة المغربية، تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر بحق تقرير المصير.

التعليقات (1)
مواطن صالح و شريف.
الثلاثاء، 05-02-2019 12:58 ص
هكذا يريدنا الشيطان و الغرب و الجيوش الحاكمة نار مؤصدة وعداوة دائمة و حدود مغلقة و مخدرات متدفقة و ألسن سالقة و قلوب حاقدة . الفتنة نائمة لعن الله من ايقضها. الله غالب.