ملفات وتقارير

مراجعات للعروبة والاشتراكية.. البعث السوري يراجع مفاهيمه

يسعى نظام الأسد لإعادة تعريف الحزب - أرشيفية
يسعى نظام الأسد لإعادة تعريف الحزب - أرشيفية
كشفت وسائل إعلام عن قيام "حزب البعث" الحاكم بإجراءات وصفتها بأنها الأولى من نوعها، منذ تأسيس الحزب في منتصف القرن الماضي، وتوليه السلطة في سوريا في العام 1963.

وبحسب ما نقلت مواقع موالية، فإن الحزب أجرى اجتماعا قبل يومين بدمشق، جرى خلاله مناقشة المفاهيم التي قام عليها، مثل القومية العربية، والدين والدولة، والأمة، والاشتراكية.

ووفقا لمصادر حضرت الاجتماع الذي تم بدعوة من "القيادة المركزية"، فإن الحزب مقبل على إعادة التفكير بالمفاهيم القديمة، وتحليلها للبحث في مدى مناسبتها مع احتياجات المرحلة والمتغيرات التي شهدتها المنطقة عموما، وسوريا خصوصا.

ونقلا عن المصادر ذاتها، أكدت وسائل الإعلام الموالية، أن الحزب مقبل على تحولات جذرية، مبنية على مراجعات لمفاهيم كان الحديث عنها محرما في السابق.

يأتي ذلك، بعد أشهر قليلة من تغيير الأسد لمسميات الهيكلية التنظيمية للحزب، حيث تم استبدال مسمى "القيادة القطرية" بـ"القيادة المركزية"، ليصبح الأسد أمينا عاما بدلا من أمين قطري للحزب، تمهيدا لتحويل فكر "البعث" من فكر قومي عابر للحدود، إلى حزب محلي سوري.

والسؤال هو ما دلالة هذه التغييرات، وهل يتجه النظام إلى حل هذا الحزب بعد أن تراجع دوره وعلاه الصدأ، منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011؟

وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس "حركة نداء سوريا"، وعضو "رابطة الحقوقيين الدوليين" سامي خليل، أن حزب البعث السوري كان أحد ضحايا النظام السوري وآل الأسد منذ قدوم الأخير إلى السلطة، شأنه شأن الشعب السوري.

وأوضح المحامي خليل، في حديثه لـ"عربي21"، أن الحزب قائم على فكرة رفض الاستبداد وتأليه الأشخاص، وهذا ما لم يطبقه آل الأسد، الذين حولوا سوريا إلى مزرعة خاصة، سياجها الحزب زورا.

إعادة إنتاج بعث جديد

وبالحديث عن دلالة هذه التغييرات، اعتبر أن النظام يحاول إعادة إنتاج بعث جديد بمواصفات تتناسب مع ما جرى في سوريا منذ العام 2011.

وقال خليل، إن النظام يخطط  لإنتاج حالة بعثية جديدة تحرك المشاعر، لكنها لن تبرح صدور وعقول من يقومون بها.

وتابع بأن "المواطنة أهم من التنظيمات السياسية، والشعب السوري اليوم بحاجة إلى توفير خدمات من مدارس وجامعات ومستشفيات وطعام وشراب وكهرباء وأمن بدلا من الحديث عن مراجعة لمفاهيم أكل الزمن عليها وشرب".

وأضاف بأن هناك حالة من التململ تسود الشارع السوري، على اختلاف الطرف المسيطر، وعلق بقوله: "المواطن السوري غير مرتاح سواء كان يعيش في مناطق النظام أو المعارضة".

ومضى بقوله: "في هذه الحالة من الفوضى والجوع، يصعب على المجتمع إنتاج تنظيمات سياسية أو حتى مراجعة سياسية، والحالة الحزبية تتطلب الاستقرار الذي لا زال بعيدا عن سوريا".

وجه جديد يخفي الحقائق

وعن مراجعة مفهوم القومية العربية، رأى خليل أن النظام هو أكثر من قام بقهر هذا المفهوم، عندما استقوى على شعبه وعادى دول الجوار العربي، بحلفه مع روسيا وإيران.

وأضاف خليل في ختام حديثه أن "كل ما يفعله النظام اليوم، هو محاولة تقديم نفسه بوجه جديد، يخفي الوجه القبيح والدميم والدموي الحقيقي".

ومتفقا مع خليل، اعتبر المفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، أن الأسد يسعى من خلال هذه التغييرات، إلى تفكيك "البعث" بعد أن أدى الحزب الدور المطلوب منه.

 وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "البعث لم يكن إلا أداة من أدوات النظام للسيطرة على المجتمع، وقيادة حراكه تحت شعارات القومية والاشتراكية".

وبحسب محمد، فإن "المجتمع السوري، لم يعد قادرا على هضم كل هذا الكم الهائل من النفاق، ولذلك لا بد من تحسين وتجميل هذا الحزب ليعود إلى ممارسة دوره، أو تفكيكه والاستغناء عنه نهائيا".

تجدر الإشارة إلى قيام النظام السوري في العام 2012، بشطب المادة في الدستور السوري التي تنص على أن يكون "البعث" قائدا للدولة والمجتمع.
التعليقات (1)
السوري
الأربعاء، 06-02-2019 09:03 م
لم يختلف يوما تفكير البعث عن الفكر النصيري! واصلا النصيريون اصلهم ليس عرب وانما ايران وتركيا فكيف بالله عليكم سيهتمون بالعرب والعروبة!! ومن يحكم دمشق الان غير ايران اما الاشتراكية فلم تكن يوما بتفكير النصيريين فالأسعار في سورية تعتمد على السوق وسعر الدولار في عدى بعض الخضرويات والفواكه التي هي من انتاج سورية ولا تلقي سوقا للتصريف خارج سورية فهي رخيصة نوعا ما '. ما عدا ذلك فالله يعين الفقير فلا كهرباء ولا ماء ولا غاز فلو كان هناك حكم شيوعي او اشتراكي في سوريا على مبدآ المانيا الديمقراطية فيمكن ان يكون الناس في الجنة اما بشار الاسد فانه سيبيد الشعب السوري من الجوع!!! قال بعث اشتراكي قال ها ها ها ضحكني