ملفات وتقارير

ما دلالات إبقاء الرياض ملف الحج للسوريين بيد المعارضة؟

وقع رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى مع نائب وزير الحج السعودي اتفاقية ترتيبات شؤون الحجاج السوريين- صفحة الائتلاف
وقع رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى مع نائب وزير الحج السعودي اتفاقية ترتيبات شؤون الحجاج السوريين- صفحة الائتلاف

في خطوة لا تخلو من دلالات سياسية، وقعت وزارة الحج السعودية، العقد الناظم للحج السوري للموسم الحالي 1440هـ-2009 م، مع "لجنة الحج العليا" المنبثقة عن الائتلاف السوري المعارض.

وأعلنت اللجنة أن رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى، وقع مع نائب وزير الحج والعمرة السعودية الدكتور عبد الفتاح، أمس الأربعاء، اتفاقية ترتيبات شؤون الحجاج السوريين للموسم الحالي.

وبالرغم من اعتيادية هذا الإعلان، بما أن الائتلاف المعارض كان قد تولى إدارة ملف الحج السوري منذ العام 2012، بعد أن سحبت السعودية مسؤولية تنظيم الحج من النظام السوري إثر قطع الرياض علاقتها به، إلا أن التوقيع في هذا الموسم حظي باهتمام المراقبين.

ومرد الاهتمام، إلى تسريبات سابقة تناولت الحديث عن احتمال إعادة الرياض ملف الحج السوري إلى النظام السوري، وأنباء غير مؤكدة عن عزم الرياض إعادة افتتاح سفارتها لدى دمشق، كما فعلت البحرين والإمارات، حيث قرأ البعض في هذه الواقعة قطعا للشك باليقين، وغلقا لاحتمال إعادة السعودية علاقاتها بالنظام السوري، على الأقل في المدى القريب.

 

اقرأ أيضا :  حماسة عربية لعودة سوريا للجامعة.. وفتور سوري


وفي هذا السياق، اعتبر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، محمد يحيى مكتبي، أن تجديد السعودية توقيع اتفاق الحج مع لجنة الحج العليا التابعة للائتلاف، يؤكد من جديد حرص المملكة على إبقاء هذا الملف السيادي بيد الائتلاف.

الموقف السعودي ثابت


وفي حديثه لـ"عربي21" أكد مكتبي أن "الموقف السعودي من الملف السوري ثابت ولم يتغير، لافتا إلى وجود بعض القضايا التي تمت معالجتها خلال عدد من الزيارات إلى الرياض"، من دون أن يوضح أكثر.

وقال إن "كل الحديث الذي حاول البعض تسويقه في المرحلة الماضية، حول وجود نوايا سعودية للتسوية مع النظام السوري، هو حديث لا يجانب الصواب، وهذا الأمر سمعناه من خلال زيارات الائتلاف والهيئة العليا للتفاوض، وموقف السعودية المتمسك بوجوب التوصل إلى حل سياسي واضح".

وبسؤاله عما إذا كانت الخطوة السعودية المتمثلة بتوقيع اتفاق الحج مع المعارضة، تعني قطعا للطريق على إعادة الرياض علاقتها بالنظام السوري، وإعادة افتتاح سفارتها بدمشق، رد مكتبي "ما يزال هناك نوع من التماسك العربي تجاه التعاطي مع النظام السوري، نعم قد أعادت بعض الدول العربية علاقاتها بالنظام، لكن هذا الانزياح ليس بهذه الأهمية".

ورأى أنه "في المدى المنظور، لا نعتقد بأن موقف السعودية سيختلف، وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار عرقلة النظام السوري لكل الحلول الدولية".

بعيدا عن التسييس

أما الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، فقلّل من دلالات هذه الخطوة، مؤكدا على ضرورة حماية فريضة الحج من التسييس.

وقال إن السعودية تدرك أن إعادة تسليم النظام لملف الحج، يعني حرمان شريحة واسعة من السوريين الذين لا يستطيعون الذهاب إلى مناطق النظام من فرصة الحج.

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن بقاء هذا الملف في عهدة المعارضة يجعل فرصة الحج متاحة لكل السوريين، لافتا إلى أنه "بمقدور السوريين الذين يقطنون في مناطق النظام التسجيل على الحج في مكاتب الائتلاف في لبنان و الأردن".


اقرا أيضا :  85 ألف حاج إيراني الموسم المقبل بعد التفاهم مع الرياض


وبحسب السعيد، فإن ذلك يقف وراء توكيل المعارضة بهذا الملف، وعلق بالقول: "هذا هي القراءة الأدق، بعيدا عن المدلولات السياسية".

وعلى الجانب المقابل، يتهم النظام السوري السعودية بتسييس ملف الحج، زاعما أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى حرمان السوريين من أداء مناسك الحج.

وردا على ذلك، أكد مدير "لجنة الحج العليا" التابعة للائتلاف، سامر بيرقدار، أن اللجنة تعمل لخدمة كافة السوريين في جميع المناطق السورية دون أي تمييز، مؤكدا في تصريح نقله موقع الائتلاف أن اللجنة متوجهة "لكافة السوريين أينما وجدوا دون أي اعتبارات مناطقية أو عرقية أو حتى سياسية في ظل الوضع الراهن".

يذكر أن لدى "لجنة الحج العليا" التي شكلتها المعارضة في العام 2012، مكاتب دائمة ومعتمدة في الداخل السوري (باب الهوى بإدلب، وباب السلامة بريف حلب )، وفي تركيا (الريحانية – غازي عنتاب – إسطنبول – مرسين)، وفي بيروت وعمّان والقاهرة ومكة والإمارات، والكويت، وقطر.

التعليقات (0)