صحافة دولية

MEE: هل يستخدم الجمهوريون إسرائيل لاستغلال الديمقراطيين؟

ميدل إيست آي: يستخدم الجمهوريون إسرائيل لاستغلال الانقسامات بين الديمقراطيين- جيتي
ميدل إيست آي: يستخدم الجمهوريون إسرائيل لاستغلال الانقسامات بين الديمقراطيين- جيتي

نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقريرا للصحافية شيرين خليل، تقول فيه إن الديمقراطيين قاموا بتوبيخ أحد أعضاء الحزب هذا الأسبوع، وذلك خلال فترة من الاستقطاب السياسي العميق.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن كبار الحزب اتهموا عضو الكونغرس إلهان عمر، باستخدام استعارات معادية للسامية، بعد أن نشرت تغريدة أشارت فيها لـ"البنيامينيين"، لفتت فيها إلى أن التأييد لإسرائيل يحركه المتبرعون السياسيون.

 

وتورد خليل نقلا عن محللين، قولهم إن أكبر الرابحين من الأمر المثير للجدل هم الجمهوريون الذين يستخدمون إسرائيل وسيلة لخلق الخلافات في الحزب الديمقراطي المنافس واستغلالها.

 

ويلفت الموقع إلى أن عمر وزميلتها المسلمة رشيدة طليب واجهتا اتهامات بمعاداة السامية من اللحظة التي قامتا فيها بتأدية اليمين القانونية الشهر الماضي، مشيرا إلى أن تعليق عمر، الذي أثار الضجة، جاء ردا على تغريدة تشير إلى أن رئيس الأقلية الجمهورية في المجلس كيفين مكارثي يهدد بعقاب عمر وطليب لانتقادهما إسرائيل.

 

وينقل التقرير عن خبراء، قولهم إن استهداف عمر وطليب يناسب الحزب الجمهوري؛ لأنه يوقع بين قيادة الحزب الديمقراطي المؤيدة تقليديا لإسرائيل، ضد قاعدته التقدمية الصاعدة، التي تتعاطف مع الفلسطينيين على نحو متزايد، مشيرا إلى أن استطلاعات الرأي العام تظهر بأن الديمقراطيين منقسمون بشكل متساو حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في الوقت الذي تتعاطف فيه غالبية الجمهوريين مع إسرائيل.

 

وتفيد خليل بأن هذا التحول داخل الحزب الديمقراطي وصل الآن إلى مراكز السلطة في واشنطن، حيث تسعى قيادة الحزب للتقليل من الهوة المتنامية، وهو ما لا يريده الحزب الجمهوري، بحسب المديرة التنفيذية للمعهد العربي الأمريكي مايا بري، التي تقول: "أعتقد أنهم علاوة على الاستفادة من الانقسام، فإنهم يقومون بإحداثه".

 

وتقول بري للموقع إن للجمهوريين مصلحة في الإيقاع بين الديمقراطيين ليختلفوا معا حول القضية، وتضيف: "لا يمكن لمراقب موضوعي أن يقول إنه ليس هناك تحول في الحزب الديمقراطي بخصوص إسرائيل وفلسطين، والسؤال هو أين تذهب النخبة السياسية وسياسة الحزب من هنا؟".

 

وينوه الموقع إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ينتقد في العادة لتعليقاته وسياساته التي تعد متعصبة، سارع إلى المشاركة في الجدل، ودعا عمر للاستقالة من الكونغرس، وقال ترامب في اجتماع للحكومة: "لا مكان لمعاداة السامية في كونغرس الولايات المتحدة.. وأعتقد أنه يجب عليها الاستقالة من الكونغرس، أو يجب عليها بالتأكيد الاستقالة من لجنة السياسات الخارجية في المجلس".

 

ويذكر التقرير أن رد فعل قيادة الحزب الديمقراطي كان أقل درامية، ولكنه كان شاجبا، ففي بيان صادر عن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وموقع من كبار الديمقراطيين ورؤساء الحزب، طالبوا باعتذار مباشر، واتهموا عمر باستخدام "استعارات معادية للسامية"، ووصفوا تعليقها بأنه "مهينة للغاية"، وخلال ساعات قليلة أصدرت عمر اعتذارا عن اللغة التي استخدمتها.

 

وتستدرك الكاتبة بأنه مع ذلك فإن عمر أكدت ما وصفته "الدور الإشكالي الذي يقوم به العاملون في الضغط السياسي في سياستنا"، وأشارت إلى إيباك مرة أخرى.

 

وينقل الموقع عن بري، قولها إن على الحزب الديمقراطي أن يناقش كيف يمضي الحزب قدما، وتضيف: "ما من شك أن هذه ستكون إحدى القضايا المطروحة في 2020"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية والانتخابات الأولية الديمقراطية قبل ذلك.

 

وتتابع بري قائلة: "سيتأكد الجمهوريون من جعل هذه القضية مركزية للحوار، لكن السؤال هو، وهذا ما يقلقني، كيف سيرد الديمقراطيون.. فهل سيستمرون في ردود الفعل.. أم أنهم سيقومون بنقاش حقيقي للأمر؟".

 

ويؤكد التقرير أن الانقسامات حول السياسات الخارجية في الحزب الجمهوري أصبحت واضحة قبل انتخابات 2020، ففي الوقت الذي دعم فيه كبير الديمقراطيين في مجلس الشؤوخ تشاك شومر، مشروع القانون الذي تدعمه إيباك ضد حركة المقاطعة الأسبوع الماضي، صوت أكبر المرشحين المتوقعين في الانتخابات الأولية في 2020، بمن فيهم بيرني ساندرز وكمالا هاريس وكوري بوكر ضد مشروع القانون.

 

وتورد خليل نقلا عن الزميل في معهد بروكينغز للدراسات، قسم سياسات الشرق الأوسط، خالد الجندي، قوله إن الحوار حول سياسات الحزب المؤيدة لإسرائيل تاريخيا سيشكل إسفينا في الانتخابات الأولية، مؤلبا الحرس القديم في الحزب ضد التقدميين المنتخبين حديثا، وأضاف الجندي: "إن القاعدة الصلبة لدعم إسرائيل بدأت بالتصدع"، وتابع قائلا: "أصبح على الديمقراطيين أن يجيبوا عن سياسات لم يكن عليهم أن يجيبوا عنها سابقا، ويتم استدعاء القيادة (للإجابة)".

 

وقال الجندي للموقع إن إسرائيل تنتقل نحو اليمين على الطيف السياسي، ما يجعل من الصعب على الديمقراطيين إبقاء التزامهم مع الحكومة الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتنياهو، عندما يوضعون في مواجهة مع المصالح السياسية المحلية.

 

ويقول الموقع إن الشرخ المتنامي بين بعض الديمقراطيين ونتنياهو كان واضحا لبعض الوقت، وفي تحد للرئيس باراك أوباما الديمقراطي حينها، قام نتنياهو بإلقاء خطاب في الكونغرس ضد الصفقة مع إيران في 2015، مشيرا إلى أن التقارب بين إسرائيل والجمهوريين أصبح أكثر وضوحا منذ أن تسلم ترامب الرئاسة، واضعا الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل في وضع صعب، حيث يحاولون الدفاع عن إسرائيل دون الظهور بأنهم مؤيدون لترامب، وتعكس ذلك إعلانات حملة نتنياهو الانتخابية التي ظهرت في القدس وتل أبيت، التي هي عبارة عن صور ضخمة له مع ترامب.

 

ويقول الجندي لـ"ميدل إيست آي": "في الوقت الذي نقل فيه الحزب الجمهوري الخطاب الأمريكي أكثر فأكثر إلى موقع اليمين الإسرائيلي، فإنه خلق هذا الصدع الذي كان قد بدأ ينمو في يسار الحزب الديمقراطي"، ويضيف: "لكن بدأ الآن بجعل من هم معتدلون أو في وسط الحزب الديمقراطي في وضع غير مريح، حيث لا يستطيعون أن ينحازوا إلى سياسات نتنياهو، التي هي مؤيدة للاستيطان وضد حل الدولتين ومع الاحتلال".

 

ويشير الجندي إلى أنه سواء كان التحول في الحزب الديمقراطي رد فعل على السياسات الجمهورية أن لا، فإنه يبدو أن الجمهوريين هم الرابحون من الأرضية المهزوزة التي يجد الحزب الديمقراطي نفسه يسير فيها، ويقول: "فإما أن يستسلم الحزب الديمقراطي ويتبنى التعريف الجمهوري لتأييد إسرائيل، أو أن يرسم خطا ويقول لا، لكنهم يعرضون الحزب للانتقاد؛ لأنه غير مؤيد بما فيه الكفاية لإسرائيل".

 

ويفيد التقرير بأن كلا من عمر وطليب أصبحتا أهدافا سهلة لمثل هذا الانتقاد؛ لأنهما تويدان الحقوق الفلسطينية، وكونهما مسلمتين، بحسب ما يقول الناشطون، لافتا إلى أنهما أول عضوي كونغرس تؤيدان حركة المقاطعة ضد إسرائيل، وهي حركة سلمية تسعى لاستخدام الضغط الاقتصادي لإيقاف الانتهاكات ضد الفلسطينيين.

 

وتذكر الكاتبة أن ثلاثة أعضاء في مجلس النواب قاموا بتقديم مشروع قرار رمزي لإدانة "الكراهية ضد إسرائيل والسامية التي بدأت تتسلل إلى السياسة الأمريكية وقاعات الكونغرس"، وسموا عمر وطليب بالاسم، مشيرة إلى أن النائبتين شجبتا التهم بمعاداة السامية كلها، وأصرتا على أن آراءهما هي ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وليست ضد الديانة اليهودية أو اليهود.

 

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن الجمهوريين في المجلس تحولوا بعد مشروع القرار، من تحديد عمر وطليب، وتوجيه اللوم للحزب الديمقراطي، لما أسموه "الخطاب المتعصب تجاه إسرائيل".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)