صحافة دولية

نيويورك تايمز: على باكستان القلق مما سيطلبه منها ابن سلمان

نيويورك تايمز: يجب على باكستان أن تفكر بما سيطلب منها مقابل ما تقدمه السعودية- جيتي
نيويورك تايمز: يجب على باكستان أن تفكر بما سيطلب منها مقابل ما تقدمه السعودية- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للكاتب محمد حنيف، يتحدث فيه عن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى باكستان.

ويبدأ حنيف مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بالقول: "عندما أردت أنا وزوجتي قبل سنوات أن نسمي ابننا جنكيز، غضبت أخته الأكبر منه، وقالت: (لكنه كان سفاحا؛ لقد قتل الكثير من الناس)، ولم يكن الربط مع جنكيز خان قد خطر في بالنا، وبدا الاسم جميلا وقد أعلنا عنه، فسألتني أختي: (فماذا كان ببالك بدلا منه؟) فاقترحت أن يكون اسم نبي. فقلت لها حتى النبي قد يضطر لقتل عدد من الناس أيضا، فكل حاكم في التاريخ كان عليه أن يقتل بعض الناس، وذلك لا يمنع الناس من الاحتفاء بهم".

ويشير الكاتب إلى أنه "عندما وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى باكستان كان هناك الكثير من الترحيب ولا ذكر للقتل، وقام بعض الصحافيين بتغيير صورهم على منصات التواصل الاجتماعي إلى صورة الصحافي المعارض جمال خاشقجي، الذي قتل في القنصلية السعودية في إسطنبول في تشرين الأول/ أكتوبر، واتصل بهؤلاء مديروهم وطلبوا منهم أن يزيلوا تلك الصور، وأكثرهم فعل ذلك، وتحولت الشاشات كلها إلى سجاد أحمر للترحيب بالزائر، الذي قيل لنا مرة تلو أخرى إنها زيارة فريدة".

ويقول حنيف: "لمعت التفاصيل اللوجستية المملة كما تفعل هذه الأمور عندما تلامس كل ما يتعلق بالملوك، لقد كانت الحكومة الباكستانية في حالة تقشف، وقامت ببيع بعض سياراتها الفخمة في المزاد قبل فترة، لكنها اليوم تستأجر 300 سيارة برادو، دفع رباعي، لنقل المندوبين السعوديين، وكان على المسؤولين الباكستانيين أن يحصلوا على 3500 حمامة لإطلاقها مع وصول الأمير، وكان هناك رقص في الشوارع، ورافقت الطائرات العسكرية طائرة الأمير منذ دخولها إلى الأجواء الباكستانية". 

 

ويلفت الكاتب إلى أنه "قبل وصول الأمير بأربعة أيام كان صحافيو التلفزيون يتوقعون الكثير، فكان من المفترض أن تصل ثمانون حاوية مقدما تحتوي على حاجات الأمير، وأقيم ناد رياضي خاص في بيت رئيس الوزراء عمران خان، وقام طفلان يحملان باقتي ورد أكبر من حجمهما باستقبال الأمير في بيت رئيس الوزراء، وحصلا على تربيتة وقبلة على الجبين، مسكينان". 

ويفيد حنيف بأنه "عادة ما يقال إن السعودية هي زعيمة الأمة دون منافس؛ لأن حكامها هم خدام الحرمين، وتعد باكستان نفسها بأسلحتها النووية حارسة لخدام الحرمين، ويقال لنا إننا جميعا أخوة في العقيدة، لكن العلاقة في الواقع هي أن السعودية تنقذ باكستان من أزمة اقتصادية أخرى، إنه زواج سعيد بين الثراء وعجز الميزانيات، فوعد الأمير محمد باستثمار 20 مليار دولار، وقد يظن الشخص أنه ينفق مال أبيه، لكن الباكستانيين يعتقدون أن الله حبا السعودية بتلك الثروة كلها وأنهم يحصلون على نصيبهم العادل منها".

ويقول الكاتب: "إن الوعد بالمليارات يجعلك تنسى أن خادم الحرمين تسبب بمآس للأمة أكثر من أي دولة في العالم، وليس الأمر فقط هو أن السعودية تستمر في قصف واحدة من أفقر الدول الإسلامية؛ لكنها ترفض أن تدفع أجور العمال البسطاء من باكستان وغيرها، أو تقوم بسجنهم ونسيانهم، وكسب الأمير محمد الكثير من قلوب الباكستانيين عندما استجاب لاستعطاف من خان وأعلن عن إطلاق سراح أكثر من ألفي سجين باكستاني من السجون السعودية، ولم يتساءل أحد عن ذلك النظام القضائي الذي يسمح للأمير بإطلاق سراح الآلاف إن كان مزاجه جيدا، فكم من الناس يمكنه أن يسجن إن كان يعاني من مزاج سيء؟".

ويبين حنيف أنه "بعد الإعلان أن الأمير مصلح، وأنه (مفكر عالمي)، أصيب الغرب بصدمة عندما سمع أنه قد يكون الشخص الذي أمر بقتل خاشقجي، وكانت قد تمت الإشادة به على هذه الصفحات وغيرها، وحول الإعلام قبل جريمة القتل وبعدها الأمير محمد إلى ماركة عالمية". 

 

ويلفت الكاتب إلى أن "جولته في آسيا تأتي في وقت تهدد فيه الهند باكستان بالانتقام للهجوم الانتحاري في كشمير، الذي تسبب بمقتل أكثر من 40 جنديا هنديا الأسبوع الماضي، (وكان هناك هجوم قاتل آخر يوم الاثنين)، ولا أحد يتوقع أن يقوم الأمير بشيء حول كون الهند وباكستان على شفا حرب مرة أخرى، ومثله مثل الأمراء الصغار كلهم فليس عليه أن يختار جانبا، وعندما يزور الهند هذا الاسبوع يتوقع أن يوقع المزيد من صفقات الاستثمار". 

ويقول حنيف إن "الحكومة الباكستانية سمت زيارته تاريخية، وكذلك المسؤولون الهنديون يسمونها تاريخية، لكن فقط الناس الذين لا يعرفون التاريخ هم من يسمي كل عربة تمر حدثا تاريخيا، إن الأمير يلعب مع باكستان والهند؛ لأن الأولاد والبنات في الغرب، الذين يريد أن يلعب معهم حقا، يرفضون اللعب معه مؤقتا".

وينوه الكاتب إلى أن "هذه الزيارة تعيد للذاكرة الفترة التي اتبعث الثورة الإيرانية والغزو السوفييتي لأفغانستان عام 1979، عندما بدأت السعودية تغدق بالمال على باكستان لمحاربة الشيوعيين، وهو ما جلب ثروة للقليل من الناس، وطائفية مسعورة إلى الباقي، وشاركت السعودية أمريكا بتمويل أكبر شبكة جهادية متعددة الجنسيات، لا يزال شبحها يرهب العالم":.  

ويفيد حنيف بأنه "خلال الاستعدادات لاستقبال الأمير محمد في باكستان هذا الأسبوع، قامت بعض المجموعات الصغيرة بالاحتجاج ضد حربه الوحشية في اليمن، وبدأ هاشتاغ (# أم بي أس غير مرحب به)، واصدرت وزارة الداخلية بيانا أشار بإصبع الاتهام إلى (أفراد ناقمين من المجتمع الشيعي.. يقفون بشكل رئيسي خلف هذا التصرف الشائن)، وعندما قيل لوزارة الداخلية إن هذه طائفية فإن الوزارة أصدرت بيانا آخر قالت بأنها ستحقق في سبب إصدار البيان الأول، ويرأس وزارة الداخلية عمران خان".

ويقول الكاتب: "يبدو أن خان وقع تحت سحر الأمير محمد، حتى أنه أصر على أن يقود السيارة التي تقل سمو الأمير بنفسه، وفي إشارة إلى شعبية الأمير في باكستان، قال له عمران ممازحا إنه لو ترشح للانتخابات في باكستان لحصل على أصوات أكثر منه، لكن الأمير ليس مهتما بالانتخابات هنا أو في أي مكان آخر". 

 

ويشير حنيف إلى أن وزير الخارجية السعودي شن يوم الاثنين في مؤتمر صحافي في إسلام أباد، حملة على إيران، واتهمها بأنها الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم، فقامت قنوات التلفزيون بعدم بث الصوت، أما وزير الخارجية الباكستاني فاختار الصمت، لافتا إلى أنه في اليوم ذاته، منح الأمير محمد أعلى وسام مدني في باكستان. 

ويلفت الكاتب إلى أن هذا كله يأتي في وقت تتهم فيه إيران باكستان بالوقوف خلف التفجير الذي وقع في إيران الأسبوع الماضي، الذي تسبب بمقتل 27 من عناصر الحرس الثوري.

ويختم حنيف مقاله بالقول: "قد ترحب باكستان بما تقدمه العائلة المالكة السعودية، لكن يجب عليها أن تفكر بما سيطلب منها في المقابل".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (2)
أبو حلموس
الأربعاء، 20-02-2019 10:35 م
غريب الحالة اللي وصلنا لها ، زي البنت الغنية ورثت مشيخة قبيلتها ، و اللي محكوم عليها من قبيلتها الزواج من ابن عمها و إلا تفقد أسباب الغنى و العز و المشيخة الوجاهة القبلية ، و لكن بعد الزواج !!! و فجأة (((((((((يطلع العريس جنس ثالث ))))))))) و تفضل القبيلة تطالبها بالذرية المباركة !!!! و هي الوحيدة اللي عارفة باستحالة المطلوب و استحالة الشفاء من عرض الورطة دي و استحالة الطلاق و استحالة السكوت على هذا الحال .!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ""شيزوفرانيا عجيبة"" نسأل الله أن يحلها لدى كل الشعوب التي تزوجت من ابن عمها المختل نفسيا و عقليا و جسديا و عقائديا . لله الأمر من قبل و من بعد
مصري
الأربعاء، 20-02-2019 09:09 م
كما قلت سابقا لا يمكن علي الإطلاق أن يأتي الخير من الشيطان .