صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: هكذا يواجه الإيرانيون التقارب العراقي الإسرائيلي

برلمان العراق شكل لجنة للتحقيق بمزاعم زيارة وفود لإسرائيل- الصفحة الرسمية للبرلمان
برلمان العراق شكل لجنة للتحقيق بمزاعم زيارة وفود لإسرائيل- الصفحة الرسمية للبرلمان

قال جاكي خوجي، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف، إن "العراق ظهر اسمه حديثا في قائمة الدول التي قد تشهد تطبيعا مع إسرائيل، رغم عدم وجود علاقات رسمية بينهما، لكن الاتصالات بين مواطني البلدين تجري على قدم وساق، رغم أن ذلك أثار غضب المليشيات الشيعية النافذة هناك".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "المجموعات الإيرانية في العراق أصدرت وثيقة انتشرت كالنار في الهشيم تحذر كل من يتواصل مع إسرائيل، حيث إن كل من يساعدها، أو يتواصل معها، سيعدّ داعما لها، ويعدّ عمله هذا خيانة للدولة يساوي أعمال التجسس، لأن الشعب العراقي يرفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكل من يخالف هذه الوثيقة يتحمل المسؤولية القانونية".


وادعى خوجي، محرر الشؤون الفلسطينية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، أن "إسرائيليين وعراقيين يجرون في السنوات الأخيرة اتصالات دافئة بصورة متزايدة، معظمها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأخرى باتصالات طبيعية، وهي اتصالات عائلية أو شعبية بشكل عام، ويشترك فيها الأكراد الذين يدينون بالفضل لإسرائيل واليهود، وكذلك للشيعة والسنة والمسيحيين".


وأشار إلى أن "أمرا ذا صلة بالتقارب العراقي الإسرائيلي حصل قبل ثلاثة أسابيع، حين تعرض الكاتب العراقي علاء المجدوب 45 عاما من مدينة كربلاء لعملية اغتيال وهو يخرج من مكتبه، وأطلق عليه مسلحون 13 رصاصة قتلته على الفور، وقد كان من أشد المعارضين لزيادة التدخل الإيراني في العراق، ويبدو أن من قتله هو من أولئك المؤيدين للخط الإيراني في البلاد".


وأضاف أنه "ربما يكون هناك صلة بين قتل المجدوب وبين العريضة المذكورة الرافضة لإجراء أي اتصالات عراقية مع إسرائيل، مع العلم أن هذه العريضة ليست سرية، بل علنية، وتحمل تهديدات مكشوفة، كما أن الموقعين عليها ليسوا أعضاء برلمان فحسب، بل شخصيات كبيرة في الدولة العراقية من مناصري التواجد الإيراني فيها".


وأوضح أن من "بين الموقعين على تلك العريضة هادي العامري، الوزير السابق، وهو قائد كبير في المليشيات الشيعية التي أقامها الإيرانيون بعد إسقاط صدام حسين في 2003، المسماة الحشد الشعبي، بجانب قيس الخزعلي الذي يترأس هذا التنظيم، ويعتبر صديق حزب الله في لبنان، وهؤلاء حين يعلنون عن أحد ما بأنه عميل أو جاسوس تتم محاكمته في الشارع، دون أن يسمح له بالدفاع عن نفسه"، على حد زعمه. 


وزعم أن "العراقيين الذين لديهم اتصالات مع إسرائيليين يروون لهم عن طول الذراع الإيرانية في بلادهم، وربما بعد فرض العقوبات الأمريكية الجديدة، سيحاول الإيرانيون التمسك أكثر بنفوذهم القائم في العراق؛ لتحقيق جملة من الفوائد، ولعل ذلك يزداد عقب انصراف حيدر العبادي رئيس الوزراء السابق الذي سقط في الانتخابات، وعمل بالتعاون مع الأمريكيين والبريطانيين وآخرين لتقليص النفوذ الإيراني في العراق".


وأكد أنه "لم يكن صدفة ظهور التهديدات الإيرانية في هذا الوقت بالذات ضد أي اتصالات عراقية إسرائيلية، فقد كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل أسابيع أن ثلاثة وفود عراقية وصلت إسرائيل خلال عام 2018، وتسببت هذه التسريبات بخروج ردود فعل عاصفة في بغداد، حتى أن أعضاء في البرلمان العراقي طالبوا بفتح تحقيق في الأمر، ودعوا أجهزة الأمن لكشف تفاصيل الأمر، دون الوصول لصورة واضحة لمعرفة ما حصل بالضبط".


وختم بالقول إنه "حتى اللحظة لم تحن الساعة لمعرفة ما شهدته تل أبيب من الزيارات العراقية، وإلى حين الكشف عن ذلك يمكن الحديث عن زيارات شخصية، وليس بمستويات رسمية عليا في الدولة العراقية، وبالتأكيد لا تشكل اختراقا في العلاقات بين بغداد وتل أبيب، خاصة في ظل انتفاض مبعوثي إيران في العراق، وتوعدهم لكل من يقوم بالاتصال بإسرائيل بالقتل المباشر".

 

اقرأ أيضا: جدل وردود بعد إعلان "إسرائيل" عن زيارة وفود عراقية في 2018

0
التعليقات (0)