قضايا وآراء

حقا دعونا نتفاءل

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600
تحضرني واقعتان لا تغيبان عن ذهني أبدا..

الواقعة الأولى: وقعت في أمريكا، عندما اعتدى مواطن أمريكي على مراهق مسلم أسود وقتله. وقد قُدَم القاتل إلى المحاكمة، ولكن والد الضحية أعلن في المحكمة وسط ذهول الحاضرين عن تسامحه مع القاتل، بل واحتضنه والتمس له عذرا أنه لم يكن في وعيه.

وقد بكى القاتل من هذا التسامح غير المسبوق. لقد تسامح الأب المكلوم مع قاتل ابنه الوحيد، ليقدّم درسا لا يُنسى في التراحم والمغفرة. والأكثر من ذلك، فقد قدّم درسا في العدالة، وفي أن الإنسان يُفترض أن لا يحده الدين ولا اللون.

نعلم أن قضية العنصرية في أمريكا ما زالت تُلقي بظلالها الكثيفة الكئيبة على تفاصيل الحياة اليومية.. الرجل مُسلم، ونحن نعلم أيضا شدة موجة الإسلاموفوبيا التي تجتاح العالم الغربي؛ نظرا لممارسات شديدة التعصب والتطرف من البعض. لقد برهن الأب على سماحة الإسلام وإنسانية الأسود، وأرسل برسالة مفادها: نحن جميعا إخوة في الإنسانية.

الواقعة الأخرى: وهي رسالة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في روما إلى كنائس الشرق، يحييهم فيها على بث روح السلام بالشرق الأوسط. بل والأكثر من هذا، لقد باع البابا سيارته (لامبورغيني) المُهداة له من الشركة الإيطالية المنتجة لهذه السيارة، وأرسل ثمنها للاجئين المسيحيين في العراق، كما أنه دعا البطاركة للصلاة من أجل السلام في سوريا.

حقيقة أن المرء يجد نفسه عاجزا أمام هذا العطاء الإنساني الكبير.

وفي النهاية لا أجد من العبارات التي أنهي مقالتي هذه إلا.. "حقا دعونا نتفاءل".
التعليقات (0)