حول العالم

ماكرون يكرم طبيبا سوريا أنقذ حياة شاب فرنسي (فيديو)

ماكرون مع الدكتور عفيف.. وإلى اليسار المريض ماران سوفاجون الذي أجريت له العملية - فيسبوك
ماكرون مع الدكتور عفيف.. وإلى اليسار المريض ماران سوفاجون الذي أجريت له العملية - فيسبوك

كرّم الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون طبيب أعصاب سوريا، بعدما أجرى عمليات جراحية معقدة في الدماغ، لإنقاذ شاب فرنسي كان في حالة حرجة بعد تعرضه لاعتداء، لكن الطبيب السوري عبّر عن حزنه لأنه "غير مرغوب" به في بلده الأم، في حين هاجمه إعلام النظام السوري وكذّب أخبار تكريمه أو أنه أجرى جراحة نادرة.

وجاء تكريم الطبيب عفيف محمد عفيف خلال حفل رسمي. ونشر الدكتور عفيف تسجيل فيديو لكلمة الرئيس الفرنسي التي أشاد فيها بالطبيب السوري. وعلق قائلا: "تقدير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعملي وشكره لي على العمليات الجراحية التي أجريتها لماران سوفاجون، وخاصة العملية الأولى التي أنقذت حياته، كان له الأثر الكبير في نفسي. وأنا بدوري أشكره على هذا التقدير".

 

وقال ماكرون، متوجها بالحديث إلى ماران سوفاجون: "لقد تم إجراء العديد من العمليات الصعبة لك، وأهمها العملية التي أجريت لك يوم الاعتداء والتي سمحت لك بالحياة.. إنه جراح، وهو أيضا بطل، وموجود بيننا اليوم في هذه الليلة، الدكتور عفيف عفيف الذي أسعفك بعملية جراحية، في الوقت الذي كانت فيها حالتك ميؤوس منها. إنه معنا هذا المساء، وأريد أيضاً أن أحيي عمله".


من جهتها، نقلت وكالة سبوتنك الروسية عن عفيف قوله إنه أجرى العملية للشاب الفرنسي سوفاجون (20 عاما) في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، بعد تعرضه لاعتداء تسبب برضوض شديدة وكسر في الجمجمة ونزيف في الدماغ والمنطقة المحيطة به.

وأضاف: "نقل المريض إلى المستشفى وهو في حالة موت دماغي.. في هذه المرحلة عادة لا يقوم الأطباء بأي تدخل جراحي، بل يتم إدخاله إلى غرفة العناية المشددة" ومراقبة الحالة، لكن الطبيب السوري قرر أن يجري له عملا جراحيا "وأعطيه فرصة لم أكن أعرف ما نسبتها".

وجاءت النتيجة "مبهرة"، فبعد 12 يوما من العملية بدأ المريض بالتعافي، ثم نقل إلى قسم المعالجة الفيزيائية، إلى أن شفي المريض تماما وعاد إلى جامعته.

وأوضح الدكتور عفيف أنه أجرى عملية مشابه لمريض آخر بعد ستة أشهر وأنقذه من الموت، على الرغم من أن العديد من البحوث العلمية تشير إلى تجنب العمل الجراحي في حالة الموت الدماغي، كما قال للوكالة.

وفي المجمل، أجرى الطبيب السوري أربع عمليات من هذا النوع، موضحا أنه أعد بحثا علميا يلخص ما توصل إليه، وسينشر في مجلة أمريكية قريبا. وقال إن هذا البحث من شأنه أن يغير "طريقة تعامل الجراحة العصبية مع الرضوض الشديدة التي تهدد حياة المرضى".

وحول حفل التكريم، ذكر الدكتور عفيف أنه تمت دعوته من قبل مكتب الرئيس الفرنسي لحضور حفل تكريم الشاب الفرنسي سوفاجون؛ نظرا لأن الأخير عرض حياته للخطر للدفاع عن رجل وزوجته لا يعرفهما.

وخلال كلمته، قال ماكرون: "العمليات التي أجراها الدكتور عفيف، وخاصة العملية الأولى، هي التي أنقذت حياة سوفاجون، وكان في حالة ميؤوس منها ولا يجرى لها عملا جراحيا عادة، فشكرا للدكتور عفيف وأحيي العمل الذي قام به".

لكن ما يُحزن الدكتور عفيف أنه "غير مرغوب به" في بلده الأم، سوريا، كما يقول. وكان قد ذكر في حديث سابق، نُشر العام الماضي في فيسبوك، أنه غادر فرنسا التي وصلها لأول مرة عام 2000 للتخصص في جراحة الأعصاب، وعاد إلى بلاده في 2011 لـ"مساعدة الضحايا السوريين الفقراء" وتدريب جراحين سوريين، لكنه واجه ضغوطا من "منظومة الفساد" في وزارة التعليم العالي في سوريا.

فبعد جهد كبير تم تعيينه كأستاذ في كلية الطب في جامعة دمشق، لكنه لم يلق "محاضرة واحدة"، ولم يُسمح له بإجراء عمليات مجانية في المستشفيات الحكومية السورية. وبعد عدة عمليات أجراها في مستشفى خاص قال إنه أجراها "مجانا"، قرر العودة لفرنسا في 2012، بعدما وجد نفسه دون عمل في سوريا، رغم تعيينه رسميا.

وفي عام 2014، حصل الدكتور عفيف، الذي يعمل في مستشفى "بيير ويرثيمر" في منطقة برون قرب ليون، على شهادة "HDR" (شهادة التأهيل لمتابعة وإدارة الأبحاث من فرنسا)، وهي أعلى شهادة يمكن أن يحصل عليها طبيب لجراحة الأعصاب في فرنسا.

 

إعلام النظام السوري يهاجم الطبب

 

وفي المقابل، هاجمت صحيفة "الوطن" التابعة لرامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، الطبيب عفيف، وكذّبت أخبار تكريمه.

وخصصت الصحيفة تقريرا كاملا تحدثت فيه عن الأخبار "الملفقة" وتحريض الشارع السوري على قيادته وحكومته وتشويه الحقيقة وتزييفها لغايات "بطولية" وفيسبوكية باتت مكشوفة"، وفق تعبيرها.

وكتبت: "دخلنا إلى موقع الرئاسة الفرنسية الذي ينشر من دون استثناء كل أخبار الرئيس ماكرون، وأيضاً لم نجد أي خبر عن أي تكريم أو وسام قلده الرئيس الفرنسي!!"، وقالت إن ما "حصل هو أن الرئيس الفرنسي كان يكرم الطاقم الطبي لمستشفى في مدينة "ليون" وكان من بينهم الدكتور عفيف عفيف، ولم يكن الحفل لتكريمه هو أو تقليده أي وسام".

لكن الطبيب السوري لم يذكر أنه تم منحه وساما أو أن الحفل أقيم لأجله، بل إنه أشار بوضوح إلى أنه دُعي لحفل تكريم الشاب الذي دافع عن رجل وزوجته وعرض حياته للخطر. وخلال كلمة الرئيس الفرنسي تحدث عن الطبيب بالاسم وكيف أنقذ حياة المريض، وقدم الشكر له، كما أن الكاميرا تحولت إليه حينما ذكره ماكروه، كما تم التقاط صور للرئيس مع الطبيب والمريض. ولاحقا، نشر الدكتور عفيف صورة الدعوة التي وصلته من قصر الإليزيه لهذا الحفل، ردا على قول الصحيفة إنه لم يدع بشكل شخصي.

ويبدو أن ما أغضب النظام من هذا الطبيب أنه تحدث عن الفساد الذي منعه من ممارسة مهنته في سوريا. واعتبرت الصحيفة أن "من روج لهذه المعلومات انطلق من مبدأ الحاقد على بلده، وهدفه كان تشويه الحقيقية لتوجيه سهام نقده على الدولة السورية وممارساتها "التطفيشية" للكفاءات العلمية وربما غير العلمية"، وفق قولها.



 

 

 

التعليقات (0)