ملفات وتقارير

بعد اختتام جولته الخليجية.. هذه مباحثات لافروف غير المعلنة

أشار مراقبون إلى مباحثات إضافية غير معلنة بين روسيا والدول الخليجية التي زارها لافروف- جيتي
أشار مراقبون إلى مباحثات إضافية غير معلنة بين روسيا والدول الخليجية التي زارها لافروف- جيتي

أجرى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، جولة خليجية بدأها من الدوحة ،الاثنين الماضي، ومن ثم توجه إلى الرياض والكويت، وصولا إلى أبو ظبي، وقال إنه بحث مع القادة الخليجيين الشأن السوري، دون التطرق لتفاصيل المباحثات.


وتطرق لافروف خلال مؤتمراته الصحفية من العواصم الخليجية، إلى أزمة الخليج التي اندلعت في حزيران/ يونيو 2017، مجددا دعم بلاده لجهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة، مؤكدا في الوقت ذاته أن "روسيا ليس لديها أي مبادرات لحل هذه الأزمة، ولكنها تدعم وساطة الكويت وترحب بالجهود الأخرى التي تسعى لإعادة الوحدة لمجلس التعاون الخليجي".


وأمام الأجندة المعلنة لجولة لافروف الخليجية، والتي أكد مراقبون لـ"عربي21"، أنها تأتي بشكل أساسي لأجل التمهيد والتهيئة للزيارة المقررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمنطقة خلال العام الجاري، إلا أنهم أشاروا إلى مباحثات إضافية غير معلنة بين روسيا والدول الخليجية التي زارها لافروف.


بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي رائد جبر أن "روسيا تريد أن تذهب إلى حشد تأييد إقليمي لتطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد"، موضحا أن "ذلك كان لافتا خلال لقاءات لافروف التي ركز فيها على ضرورة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، إلى جانب ضرورة دفع مسار إعادة إعمار سوريا وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين".


اقرأ أيضا: لافروف: ليس لدينا مبادرات لحل أزمة الخليج وندعم دور الكويت


وأردف جبر في حديثه لـ"عربي21"، قائلا: "هذه دعوة روسية للدول الخليجية التي لها إمكانيات مادية جيدة، وقد تساهم كدول مانحة في برامج إعادة الإعمار بسوريا"، لافتا إلى أن "هناك ردود فعل متباينة داخل المنطقة وفي العواصم التي زارها لافروف حول هذا الموضوع".


واستدرك قائلا: "هناك رأي موحد بالرغم من الخلافات الداخلية أن الظروف لم تنضج بعد لعودة سوريا، وأنه لا بد أن تسير التسوية السياسية بخطوات إلى الأمام بسوريا، حتى يتم البت فيما بعد بمسألة عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية".


ونوه جبر إلى أن "جولة لافروف ركزت بشكل أساسي على التحضير لزيارة بوتين المتوقعة للمنطقة في بداية الصيف المقبل"، مبينا أن "بوتين يريد توقيع عقودا مهمة لزيادة التبادل التجاري مع الدول الخليجية، إضافة إلى الوصول لنتائج لها أهمية خاصة".


استقراء مواقف


واستبعد المحلل السياسي أن تكون روسيا تهدف للتدخل بشكل جدي لحل الأزمة الخليجية، معتقدا أن موسكو استفادت من هذه الأزمة، لأنها عملت على تشجيع الأطراف العربية المتخاصمة على تعزيز علاقاتها مع الروس، من خلال توسيع البلدان الخليجية لاستثماراتها في روسيا.


وأوضح جبر أن "النقطة الثانية من زيارة لافروف هدفت لاستقراء مواقف دول الخليج، لأنها تلعب دورا أساسيا في صنع القرار العربي عموما، وتحديدا في موضوع إعادة دمشق لجامعة الدول العربية وكذلك إعادة الإعمار بسوريا".


وشدد على أنه "لا يمكن حل القضايا الخلافية بشكل سريع، وما يحدث هو محاولة روسية لمناقشة مفتوحة مع كل الأطراف، ولا يعني ذلك أن هناك تقارب في وجهات النظر في جميع الملفات، ولا يمكننا الجزم أنه تم تجاوز الخلافات الأساسية في الموضوع السوري، والمتعلقة بشكل أساسي بمصير بشار الأسد، وكذلك الدور الإيراني ونفوذ طهران بالمنطقة"، وفق رأيه.


اقرأ أيضا: موقع روسي: هذه هي أهداف جولة لافروف الخليجية


واعتبر جبر أن عدم التطرق للموضوع الإيراني في التصريحات التي خرجت خلال جولة لافروف للدول الخليجية، تؤشر على أنها نقطة خلافية لا تزال قائمة.


من جهته، أفاد المحلل السياسي الروسي فيتشسلاف ماتوزوف بأن المباحثات غير المعلنة شملت العلاقات بين السعودية وإيران، "لأن موسكو تدعو دائما دول الخليج للاجتماع في مؤتمر الأمن والاستقرار بالمنطقة، ومناقشة التناقضات ومعالجتها ضمن الحوار"، على حد قوله.


واستبعد ماتوزوف في حديثه لـ"عربي21"، أن تتدخل موسكو بشكل مباشر في الوساطة بين قطر والسعودية، مشيرا إلى أنها "منذ البداية قالت إن هذا أمر داخلي ودعمت جهود دول المنطقة وتحديدا الكويت في هذا الصدد".


وتوقع ماتوزوف استمرار الخلافات بين الموقف الروسي ودول الخليج بشأن الملف السوري، رغم التصريحات الإيجابية في هذا الإطار، مشددا في الوقت ذاته على أن "زيارة لافروف واضحة، وتطلب من الدول العربية موقفا أكبر لحل القضايا الملحة".


زيارة بوتين


وتابع: "موسكو ترى أن دول الخليج يجب أن تساهم بشكل أكبر لحل مشاكل المنطقة، وعلى هذا الأساس جاءت لقاءات لافروف مع قادة الخليج، إلى جانب تحضيره لزيارة بوتين المقررة خلال العام الجاري لمنطقة الشرق الأوسط".


وحول مدى نجاح لافروف في تحقيق أهداف جولته، قال المحلل الروسي إنه "لم يكن يحمل أهدافا محددة، وإنما طرح المشاكل والقضايا وناقشها في ظل التقارب في بعض وجهات النظر والتباعد في الأخرى".


وذكر ماتوزوف أنه "بعد زيارة لافروف سيكون أمام قادة الدول الخليجية موقفا روسيا واضحا، إزاء تعامل موسكو مع كافة الملفات، ومنها الملف النووي الإيراني"، لما يمثله من أولوية للرياض ودول خليجية أخرى.

التعليقات (0)