صحافة دولية

صحيفة إسبانية: ما فحوى زيارة روحاني إلى العراق؟

نوهت الصحيفة إلى أن إيران اضطرت بعد طردها من الأسواق الدولية إلى اللجوء لجيرانها وخاصة العراق- وكالة الأنباء الإيرانية
نوهت الصحيفة إلى أن إيران اضطرت بعد طردها من الأسواق الدولية إلى اللجوء لجيرانها وخاصة العراق- وكالة الأنباء الإيرانية

نشرت صحيفة"البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن أول زيارة رسمية يجريها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق، التي من المقرر أن تستغرق ثلاثة أيام.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من النفوذ الذي تمارسه إيران على العراق، إلا أن هذه الزيارة تتجاوز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين اللذين يتشاركان حوالي 1500 كيلومتر من الحدود، ويبدو أن طهران واثقة من أن بغداد ستساعدها على تجاوز العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة، ويأمل روحاني في أن يستقبله آية الله علي الحسيني السيستاني، الذي يمثل السلطة الشيعية التي لا تتفق مع النظام السياسي الديني الإيراني.


وبينت الصحيفة أن روحاني أكد خلال لقائه مع الرئيس العراقي برهم صالح أن "جميع الظروف ملائمة لتعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار"، وأشار روحاني إلى أن "العراق بلد مهم ويمكن أن يكون له دور أكثر أهمية في الأمن الإقليمي"، وعلى عكس الزيارة السريعة التي أداها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي إلى قاعدة عسكرية خارج بغداد، رافق روحاني وفد كبير من السياسيين ورجال الأعمال.


وذكرت الصحيفة أن روحاني أوضح أن العلاقة التي تجمع بين العراق وإيران لا يمكن مقارنتها بعلاقته بالولايات المتحدة، إذ يحافظ العراق وإيران على علاقة تاريخية وثقافية ودينية معقدة، كما أن ثلثي العراقيين هم من المسلمين الشيعة مثل 90 بالمئة من الإيرانيين.


وأوردت الصحيفة أنه منذ إطاحة الولايات المتحدة بصدام حسين سنة 2003، كانت الحكومات العراقية المتعاقبة تسعى إلى تحقيق توازن حقيقي بين حليفيها الرئيسيين واشنطن وطهران، العدوان اللذان لا تجمع بينهما أي علاقات دبلوماسية منذ أربعة عقود.

 

اقرأ أيضا: الحكومة العراقية تعلن توقيع حزمة اتفاقيات مع إيران


وتجدر الإشارة إلى أن المساعدات الإيرانية كانت مفيدة في حرب العراق ضد تنظيم الدولة، وهو أمر اعترفت به الولايات المتحدة ضمنيا، في المقابل، تحاول إدارة ترامب تقويض نفوذ إيران الإقليمي، وهو ما عكسه انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران.


ونوهت الصحيفة إلى أن إيران اضطرت، بعد طردها من الأسواق الدولية، إلى اللجوء لجيرانها وخاصة العراق، حيث تهدف إلى زيادة معدل المبادلات التجارية من 12 مليار دولار إلى 20 مليار دولار، وبغض النظر عن الاتفاقيات الموقعة في مجال الطاقة والنقل والزراعة والصناعة والصحة، يبحث روحاني عن منفذ لصادراته وكيفية تلقي مقابل لها إما بالدينار أو اليورو، وذلك للتحايل على العقوبات الاقتصادية.


استعدادا لهذه الزيارة الرئاسية، عمل محافظو البنوك المركزية المعنية؛ الإيراني عبد الناصر همتي، والعراقي علي محسن اسماعيل العلاق، على تحديد نظام للدفع. ويتمثل الهدف من ذلك في فسح المجال أمام إيران لتصدير الهيدروكربونات إلى العراق وتلقي المدفوعات باليورو، ولا أحد يعلم كيف سيتمكن العراق من التحايل على الرقابة الأمريكية، التي حذرته بالفعل من أنها ستفرض عقوبات على مصارفه وتمنع وصول الدولارات إليها إذا أصبح قناة تمكن إيران من إدخال العملة الصعبة.


أكدت الصحيفة أن العراق يعاني بدوره من تأثير العقوبات، لأنه يعتمد في المقام الأول على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الطاقة الخاصة به. وعلى الرغم من حصوله على إعفاء مؤقت، إلا أن الولايات المتحدة تضغط عليه لتنويع مورديه، ومن ناحية أخرى، بات من الصعب على العراق إيجاد بدائل لمورده الثاني بالمنتجات الاستهلاكية لأن انهيار الريال أدى إلى انخفاض وارداته من إيران.


وفي الختام، أبرزت الصحيفة أنه كان من المقرر لروحاني أن يسافر إلى مدينتي النجف وكربلاء، حيث كان يأمل أن يستقبله آية الله السيستاني، وإذا تمكن من ذلك، سيكون أول رئيس إيراني يتمكن من اللقاء به، حيث رفض السيستاني استقبال سلفه محمود أحمدي نجاد في سنة 2008، ومن شأن جلسات الاجتماع أن ترسل رسالة قوية سواء إلى القادة العراقيين أو الأمريكيين وحلفاء إيران العرب مفادها أنه يجب على بغداد أن تعمل مع الحكومة الإيرانية.

التعليقات (0)