ملفات وتقارير

موسكو و واشنطن تتزاحمان في لبنان لهذه الأسباب

تشير معلومات القصر الجمهوري الى إمكانية الإعلان عن صفقة مفاجأة لتزويد الجيش اللبناني بأسلحة نوعية من قبل روسيا
تشير معلومات القصر الجمهوري الى إمكانية الإعلان عن صفقة مفاجأة لتزويد الجيش اللبناني بأسلحة نوعية من قبل روسيا

تبثّ أوساط التيار الوطني الحر التابع لرئيس الجمهورية، ميشال عون، أجواء إيجابية طبعت زيارة الرئيس اللبناني إلى موسكو ولقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت ما زالت التساؤلات حاضرة حول الغاية التي قدم من أجلها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى بيروت الأسبوع الماضي.


وتشير معلومات القصر الجمهوري إلى إمكانية الإعلان عن صفقة مفاجأة لتزويد الجيش اللبناني بأسلحة نوعية من قبل روسيا، في دلالة كبيرة وهامة ذات بعد إقليمي ودولي.

 

ورأى عضو تكتل لبنان القوي الموالي لرئيس الجمهورية، النائب فريد البستاني، أن زيارة عون إلى روسيا جاءت "مثمرة بالتزامن مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بضم الكيان الإسرائيلي للجولان السوري"، متوقعا "انعكاس النتائج التي أفرزتها الزيارة عملانيا وبطريقة جدية".

 

وتطرّق البستاني في تصريحات لـ"عربي21" إلى عمل الحكومة، فقال: "مجلس الوزراء لم ينطلق بعد لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجه لبنان، على الرغم من مرور شهرين على تأليف الحكومة"، لافتا إلى أنّ "الوضع الاقتصادي يتراجع في ظل التنظيرات المختلفة التي تطلقها القوى السياسية، بينما يتطلب الوضع الراهن إجراءات طوارئ جدية"، كاشفا عن أن موقفه من المجريات الراهنة مبني على معطيات واقعية ويشاطره فيه "عدد كبير من النواب، حيث تم التعبير عنه خلال اللقاء الأخير الذي جمعهم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري".

 

وحول ما يتم تداوله عن استراتيجية دولية في طريقها إلى التفعيل في لبنان، أكد أنّ "خيوط اللعبة بدت جلية منذ إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، ولحقت بها إجراءات عدّة آخرها الاعتراف الأمريكي بالضمّ الإسرائيلي للجولان، ولا أجد أنّ لبنان بعيد عن تأثيرات ما يرسم ضمن صفقة القرن التي يتم الإعداد لها من قبل أطراف دولية، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية"، داعيا كل الأطراف اللبنانية إلى التنبه إلى ما يخطط للبنانيين عموما "ليس على صعيد المساس بسيادتنا ومياهنا وثرواتنا فحسب، وإنّما على صعيد الاستهداف المباشر لوحدتنا الوطنية".

 

ووصف البستاني الوضع الداخلي اللبناني بـ"المأزوم جدا، وبأنّه على شفير الهاوية"، واعتبر أنّ الحديث لم يعد يقتصر على التحسينات المطلوبة على المستوى الاقتصادي، بل تعدى ذلك إلى مرحلة تداعيات ثقيلة على المستويات كافة الاجتماعية السياسية"، محذرا من "استمرار التدهور في حال لم تسارع الحكومة إلى استدراك الأزمة بتطبيق معالجات حقيقية وواقعية؛ للحدّ بداية من التدهور والانطلاق فيما بعد إلى التحصين والتطوير في مختلف المجالات".

 

وطالب البستاني بضرورة عقد "جلسات مفتوحة لمجلس الوزراء بعد تماثل رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الشفاء، على غرار الجلسات التي يعقدها المجلس النيابي، وإحداث تناغم بين المجلسين لتفعيل الدور الوطني الجامع باتجاه الحلول، ووقف التدهور الحاصل في البلاد".

 

ووافق عضو اللقاء الديمقراطي، النائب فيصل الداوود البستاني، في قراءته للوضع الخارجي، وأكد أنّ "السياسة الأمريكية واضحة لجهة رفع وتيرة العقوبات ضد إيران وحزب الله بالتزامن مع سياستها الضاغطة، وآخرها الاعتراف بالضم الإسرائيلي للجولان"، موضحا في تصريحات لـ "عربي21" خطورة ما وصفها بـ"المرحلة صعبة والانعكاسات متوقعة على بلدنا؛ لأن لبنان جزء من لعبة الصراع في المنطقة"، غير أنّه خالف رؤية البستاني للوضع الداخلي، مبديا تفاؤله من موقف الأقطاب السياسية في لبنان الجامع حول رفض "الاصطفافات الداخلية وفق المناخات الخارجية، والحرص على الوحدة الداخلية والموقف الجامع بخصوص العناوين الوطنية الكبرى".

 

وأمل الداوود بأن تحافظ "الحكومة على مبدأ النأي بالنفس فيما يخصّ نظرة اللبنانيين إلى الملفات الخارجية، والالتفات إلى الشأن الداخلي، عبر الشروع في إحداث الإصلاحات الاقتصادية"، وعن عدم انطلاق العمل بجدية في الحكومة، قال: "الأداء لم يكن بحجم الصعوبات، وكنّا نأمل في حصد نتائج أكبر من الحكومة خلال الشهرين الماضيين من خلال استشعار إصلاحات حقيقية ومواكبة متطلبات مؤتمر سيدر (مؤتمر داعم ماليا للبنان)"، وشدد على ضرورة "الشروع في إقرار الميزانية العامة بعد عودة رئيس الحكومة بعد وعكته الصحية؛ لأهمية هذا الملف في ضبط الإنفاق، والحدّ من عجز الموازنة عبر سياسة التقشف ووقف الهدر".

 

وعن مدى تطابق التحليلات التي تقلّل من أهمية التعويل على الحكومة الحالية بسبب مكوناتها المتشابكة، قال: "لم يعد بمقدور أيّ طرف سياسي أن يغطي حالات الفساد حتى لو كان محسوبا عليه سياسيا، لكنّ المشكلة تكمن في عدم الكفاءة في بعض المفاصل الحساسة، ولذلك نعوّل على مرحلة تعيينات واسعة إدارية وسياسية ستشهدها المرحلة المقبلة، ونامل أن يكون للشباب الطموح نصيب منها، إلى جانب ضرورة تشجيع الاستثمار والصناعة".  

التعليقات (0)