صحافة دولية

فيسك: لماذا تحتاج إيفانكا ترامب لدرس في التاريخ المصري؟

فيسك: لا تتطلع إيفانكا للعمل مع الحكومة المصرية للإفراج عن 60 ألف سجين سياسي- جيتي
فيسك: لا تتطلع إيفانكا للعمل مع الحكومة المصرية للإفراج عن 60 ألف سجين سياسي- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للصحافي المعروف روبرت فيسك، تحت عنوان: "إيفانكا ترامب أخبرتنا بكل شيء نحتاجه عن لقاء ترامب مع السيسي". 

 

ويتحدث فيسك في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، ساخرا من أن ابنة الرئيس وزوجة "الخبير" في شؤون الشرق الأوسط جارد كوشنر، الذي من المفترض أن ينشر "خطة سلام" بعد انتصار بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، "منحت دعمها لنظام سجن النساء و(غيب) آخرين، وقام جيشه بإجراء فحص العذرية على المشاركات في احتجاجات ميدان التحرير، لكن ماذا نتوقع من حديقة ترامب المتوحشة؟". 

 

ويشير الكاتب إلى تغريدة إيفانكا التي تحمل التشجيع والمدح لمصر، خاصة رئيسها الذي انتصر العام الماضي في انتخابات الرئاسة بنسبة 97.08%، قائلا: "يبدو أن إيفانكا توصلت إلى النتائج الضرورية حول نزاهة الانتخابات وحب المصريين له ولجيشه الذي أطاح بأول رئيس منتخب عام 2013، والسيسي هو نفسه الذي زار واشنطن للقاء ترامب". 

 

ويقول فيسك إن "إيفانكا ربما تأثرت في تغريدتها بخطاب السيسي الذي ألقاه في يوم المرأة العالمي، الذي وعد فيه بمشاركة واسعة للمرأة في سوق العمل وتعزيز دورها التكنولوجي، وأنهى كلماته بالقول إن (مصر تعيش نهضة، وهي بحاجة لجهود بناتها جنبا إلى جنب مع جهود أبنائها)".

 

ويعلق الكاتب قائلا: "كان الخطاب جيدا للقراءة في مكتبها في البيت الأبيض حيث تتخذ القرارات، ووصفته بـ (المهم)؛ لأنه دعا (لإصلاحات واسعة تهدف لتقوية وضع المرأة المصرية)، وقالت: (نتطلع للعمل مع الحكومة المصرية لتحقيق هذه الجهود)". 

 

ويقول فيسك: "كان بالأحرى لو نظرت إيفانكا لتقرير منظمة (هيومان رايتس ووتش) عن مصر، الذي كشف عن (فشل الحكومة (المصرية) في توفير الحماية المناسبة للنساء والفتيات من العنف الجنسي، وعاقبتهن في بعض الحالات للتحدث عنها)".

 

وتورد الصحيفة نقلا عن التقرير، قوله إن (الناشطة أمل فتحي وضعت في 9 أيار/ مايو شريط فيديو على (فيسبوك) انتقدت فيه الحكومة المصرية وفشلها في حماية المرأة، وفي اليوم التالي شن الإعلام المدعوم من الحكومة حملة عليها، وفي 11 أيار/ مايو اعتقلتها، وقبل ستة أشهر حكمت المحكمة الجنائية في القاهرة عليها بالسجن لمدة عامين لـ(نشرها الأخبار الكاذبة)". 

 

ويعلق الكاتب قائلا إن "والدها الذي يهاجم أعداءه في (نيويورك تايمز) كان سيصفق لهذه الأحكام، لكن ألم يكن جديرا بإيفانكا لو قرأت هذا الجزء من التقرير؟ أو علمت بالناشطتين مزن حسن وعزة سليمان اللتين تنتظران الحكم عليهما". 

 

ويقول فيسك: "لاحظ أن إيفانكا لا تتطلع للعمل مع الحكومة المصرية لفتح سجونها وإطلاق سراح 60 ألف معتقل فيها، ومرة أخرى لماذا تفعل هذا؟ ألم يخبر السيسي في لقائه التلفزيوني قبل شهرين بعدم وجود معتقلين سياسيين في مصر؟".

 

ويضيف الكاتب: "لا يوجد تعذيب أو شرطة تضرب وتغتصب المعتقلين في زنازين الأمن، وليست هناك انتهاكات جنسية ضد المرأة، لا، لكن هناك معلومات قليلة عن 69 امرأة اعتقلن لأنهن تظاهرن بشكل سلمي، ولا معلومات عن الناشطات أو زوجات المعتقلين، ولا كلمة عن 150 امرأة وضعت أسماؤهن على قائمة الإرهاب، ولا حديث عن 500 طالبة طردن من جامعاتهن لأسباب سياسية، ولا فهم للسياق التاريخي وكيف قام جيش السيسي بفحص للعذرية ضد المتظاهرات عام 2011". 

 

وينقل فيسك ما نشرته منظمة "أمنستي إنترناشونال" عن تلقي 18 فتاة تهديدات من الجيش بتوجيه اتهامات بالسقوط الأخلاقي، وأجبرن على الخضوع لفحص العذرية، مع أن مسؤولا برر لشبكة "سي أن أن" بأن الفحص محاولة لمنع اتهام الجيش بأنه قام باغتصاب الفتيات، وإثبات أنهن لم يكن عذراوات عندما دخلن ميدان التحرير.  

 

ويلفت الكاتب إلى أن "اللقطات التي التقطتها الهواتف الذكية في كانون الأول/ ديسمبر عام 2011، أظهرت الجيش المصري وهو يهاجم امرأة مصرية، وعراها للنصف من ثيابها، ثم سحلها في ميدان التحرير، قبل أن يدوس جندي على ثدييها، وتركت ملقاة على ظهرها، وليس عليها إلا حمالة صدرها وبنطال جينز، ثم تحدث الجيش المصري لاحقا عن (انتهاكات)، لكن جنرالا قال في مؤتمر صحافي: (كانت هناك فتيات مع شباب في خيمة، هل هذا منطق؟ وكانت هناك مخدرات)". 

 

ويقول فيسك: "أعتقد أن هذا فات إيفانكا، فهي بالتأكيد لا تستطيع لوم السيسي على هذه التجاوزات، فقد كان مديرا للمخابرات العسكرية، لكن ترامب يعتقد أن السيسي يقوم بمهمة رائعة". 

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "في اتجاه آخر، فإن السيسي وترامب يشعران بالقوة ولا حاجة لأن تمدحهما إيفانكا".


لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)