صحافة دولية

إيكونوميست: الشعب السوداني أطاح باثنين وعينه على الثالث

إيكونوميست: المجلس العسكري في السودان يتمسك بالسلطة مع تزايد الاحتجاجات- جيتي
إيكونوميست: المجلس العسكري في السودان يتمسك بالسلطة مع تزايد الاحتجاجات- جيتي

ذكرت مجلة "إيكونوميست" في عددها الأخير أن المعركة بين الجيش والمدنيين في السودان لم تحسم بعد، قائلة إن الشعب أطاح بقائدين وهو يأمل بإسقاط الثالث. 

ويصف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، مشهد الاعتصام الحافل بالنشاط والموسيقى والشعر والخطب النارية والأغاني الوطنية، بالإضافة إلى الألوان والأعلام السودانية المرسومة على الوجوه، والأصدقاء الذين يلتقطون صورا لبعضهم، ويسجلون للتاريخ و"فيسبوك". 

وتلفت المجلة إلى أنهم "يطلقون عليه في الخرطوم اعتصاما/ جلوسا، لكن في المكان كل شيء متحرك، وكانت الاحتجاجات المستمرة على مدى أشهر هي التي أدت إلى إنهاء حكم عمر البشير، الذي يحكم البلاد منذ عام 1989، حيث أطاح الجيش به في 11 نيسان/ أبريل، وفي اليوم التالي أجبر خليفته على الاستقالة، واليوم يطالب الشارع السوداني بـ(سقوط ثالث)، وهو المجلس العسكري الانتقالي الذي يقود البلاد".

وينقل التقرير عن أبي ذر عوض، المهندس البالغ من العمر 31 عاما، قوله: "علينا مواصلة الضغط، وإلا فلن يمنحنا الجيش حقوقنا"، مشيرا إلى قول الجيش إنه مستعد للتشارك في السلطة مع حكومة انتقالية، ولفترة محددة، يتم فيها التحضير للانتخابات الرئاسية. 

وتعلق المجلة قائلة: "لا أحد يشك في رغبة الجيش في مواصلة إدارة البلاد، ولهذا السبب علق تجمع المهنيين السودانيين المحادثات مع المجلس العسكري الانتقالي في 21 نيسان/ أبريل، وقال المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين إسماعيل التاج: (نريد من الجيش حماية البلاد لا حكمه)".

 

وينوه التقرير إلى أن المحادثات استؤنفت في 24 نيسان، أبريل، حيث أعلن متحدث باسم المجلس العسكري عن اتفاق الطرفين على معظم المطالب، وقام المجلس في بادرة حسن نية بعزل ثلاثة جنرالات مرتبطين بالبشير، وتم تشكيل لجنة مشتركة لإدارة التفاوض، مع أن معظم الأمور لا تزال غامضة، من بينها علاقة الحكومة الانتقالية بالجنرالات. 

وتلاحظ المجلة وجود فراغ سياسي في الجانب المدني، فقد كافح تجمع المهنيين السودانيين للاتفاق على زعيم واحد، ومن يجب أن يكون جزءا في الحكومة الجديدة، وتحاول في الوقت ذاته جماعات المعارضة، التي تعمل تحت مظلة "ائتلاف الحرية والتغيير"، التنافس للحصول على موقع. 

ويورد التقرير نقلا عن عثمان ميرغني، وهو محرر صحيفة سودانية، قوله: "حتى تكون هناك خطة واضحة فإن الجيش سيسيطر على الحكم"، فيما قال دبلوماسي غربي إن رئيس المجلس الجنرال عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، مترددان في التخلي عن السلطة. 

ويضيف الدبلوماسي الغربي أن حميدتي، الذي يقود مليشيا، ويعتقد أنه أقوى أعضاء المجلس، "يلعب لعبة" من خلال الإيحاء للمتظاهرين بأنه معهم؛ أملا في أن يؤمن المنصب القيادي للدولة. 

وترى المجلة أن "الزمرة الحاكمة لديها الكثير لتخسره، فنسبة النفقات العسكرية للحكومة تتراوح ما بين 65-70%، مقارنة مع 5% تخصص من الميزانية لقطاع الصحة والتعليم، وتدير العائلات المرتبطة بالجيش والأمن الأعمال التجارية، والفساد مستشر". 

ويفيد التقرير بأن الدول الجارة تحاول مساعدة المجلس العسكري الانتقالي على التمسك بالسلطة، ففي 21 نيسان/ أبريل قدمت السعودية والإمارات 3 مليارات دولار، منها 500 مليون دولار وديعة في البنك المركزي، وفي لقاء عقد في القاهرة، في يوم 23 نيسان/ أبريل، وترأسه عبد الفتاح السيسي، الذي يترأس هذا العام الاتحاد الأفريقي، تمت الموافقة على منح المجلس العسكري 3 أشهر لنقل السلطة إلى المدنيين. 

وتقول المجلة إن مصر والسعودية والإمارات ترى فرصة في اضطرابات السودان، حيث خرج حزب المؤتمر الوطني الذي قاده البشير من الحركة الإسلامية السودانية التي يمقتها هذه الدول الثلاث، وهي ترى فرصة في إبعاد السودان عن المحور التركي القطري المتعاطف مع الإسلاميين، مشيرة إلى أن هذا الثلاثي يريد القضاء على أي أمل بربيع عربي جديد. 

وينقل التقرير عن دبلوماسي آخر، قوله إن السعودية ومصر والإمارات "ليست مساعدة"، مشيرا إلى أن الترويكا المكونة من أمريكا وبريطانيا والنرويج دعت إلى التفاوض بين الجيش والمحتجين، وأن يقوم تجمع المهنيين السودانيين بإعادة النظر في مطالبه، مثل تشكيل حكومة انتقالية بقيادة المدنيين لمدة أربعة أعوام حتى ينضج المناخ السياسي. 

وتقول المجلة: "ربما اعتقد المجلس العسكري أنه قادر على شراء الوقت، وإنهاك المحتجين، إلا أن الاعتصام لا يظهر أي إشارة إلى التعب، بل على العكس فإن الحركة تنمو، فعندما وصل قطار عطبرة، التي تبعد 200 ميل عن الخرطوم، يوم 23 نيسان/ أبريل، خرج الآلاف لاستقباله، وكانت عرباته مزدحمة بالركاب، مثل قطارات طوكيو، لكن بحشد أكثر فرحا ونشوة، وفي 25 نيسان/ أبريل نظمت في العاصمة مليونية تعد الأضخم حتى الآن". 

وبحسب التقرير، فإن "طليعة حركة الاحتجاج هم الشباب، لكن هذه ليست ثورة أحداث، ويقف الآباء والأمهات وراء الثورة". 

وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى قول عبد العزيز محمد خير (65 عاما)، وعمل في البنك المركزي 21 عاما: "النظام السابق كله فاسد، إذا لم تكن فاسدا فلا يمكنك البقاء في منصبك.. لكن الشباب لا يقبلون بهذا"، ويشارك ابنه الأمين وابنته روان في الاعتصام رغم تحذيره لهما، "لكنهما كانا مستعدين للموت من أجل الوطن".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
عثمان
الجمعة، 26-04-2019 06:18 م
الثالث والرابع والخامس كمان ..لا دخل لأي جهة عسكرية بالحياة المدنية والسياسية للبلاد ولا تواجد لأي عسكري بالمجلس الانتقالي..