سياسة عربية

بذكرى العاشر من رمضان.. كيف تغيرت صورة المقاتل المصري؟

تمر الذكرى حرب وسط كثير من الأسى على تغير عقيدة الجيش المصري وأهدافه وتوجهاته وخططه- جيتي
تمر الذكرى حرب وسط كثير من الأسى على تغير عقيدة الجيش المصري وأهدافه وتوجهاته وخططه- جيتي

تحل الأربعاء الذكرى السادسة والأربعون لانتصار العاشر من رمضان 1393هـ، (أكتوبر 1973م)، وتحطيم الجيش المصري جنوبا، والسوري شمالا، أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.

وتمر ذكرى حرب وسط كثير من الأسى على ما يصفه البعض بتغيّر عقيدة الجيش المصري وأهدافه وتوجهاته وخططه، وتحوله من جيش يحمي حمى مصر والوطن العربي لجيش يشارك بصناعة اقتصاد مواز للدولة المصرية، حسب مراقبين.

ونشر معلقون صورهم بالزي العسكري، وأكد آخرون أن ذكرى الانتصار على الكيان الصهيوني المغتصب للأراضي العربية وتحطيم خط بارليف ستظل في وجدان المصريين والعرب، معلنين أسفهم لتغير صورة الجيش المصري بعيون الشعب، التي وصلت لحد السخرية من ظهور ضباط بمزارع الاستزراع السمكي، والصوب الزراعية، وبيع المنتجات الاستهلاكية والسلع التموينية بمنافذ التوزيع، وبسيارات تجوب البلاد.

وإثر الانقلاب العسكري منتصف 2013، تضاعفت مشروعات الجيش 5 مرات، ودخلت جميع المجالات، حتى فاقت نسبتها 60 بالمئة من حجم اقتصاد البلاد، محققة إيرادات قرابة 15 مليار جنيه عام 2018.

"شهادات صادمة"

تلك الحالة عبر عنها الضابط المتقاعد "منعم" -اسم مستعار- قال: "تعرضت لمواقف عدة، اكتشفت فيها حجم الغضب من كل منتم للجيش"، مضيفا لـ"عربي21": "كنا بقيادة المشير عبدالحليم أبوغزالة بعهد حسني مبارك، نلقى الكثير من الترحيب بالشارع، ولا يستطيع أحد أن ينطق بكلمة مهينة للجيش، وظل الأمر كذلك مع المشير حسين طنطاوي".

وتابع: "ما عشناه إثر ثورة يناير من حب وتقدير تراجع كثيرا، حتى أنني لا أعلن وسط أي جمع أنني كنت ضابطا بالجيش، لما أسمعه من سخرية طالت ضباطه"، مشيرا إلى أنه "قد يكون الضباط اليوم حققوا مكاسب مالية أكثر منهم، لكنهم خسروا الصورة السابقة للبطل المصري".

وكشف ضابط برتبة عقيد عن غضبه من النظرة التي يراها بعيون الناس، مؤكدا لـ"عربي21"، أنه يرغب بإنهاء خدمته؛ نظرا للضغوط التي يتعرض لها وزملاؤه، والقيام بأعمال بعيدة عن مهامهم الأساسية، ويتمنى أن يبدأ حياته كشخص مدني مجددا. 

وقال أحد الموظفين السابقين بمنصب رفيع بمجلس إحدى المدن، لـ"عربي21"، إن "وضع ضباط الجيش بمناصب قيادية مدنية، خاصة مجالس الأحياء والمدن، قلل من هيبة ضابط الجيش الذي ظهر غير فاهما أو مدركا لأعباء وظيفته المدنية، ما يدفعه لاتخاذ القرار الخاطئ والاصطدام بالقيادات المدنية ذات الخبرات والإطاحة بها أحيانا".

وأوضح أن هذا ما يدفع بعض المسؤولين والقيادات المدنية للسخرية من قدرات أولئك الضباط، وللتساؤل: "أهكذا تدار مصر؟".

"هكذا تغيرت الصورة"

وفي رؤيته لمدى تغير صورة المقاتل المصري في عيون الشعب المصري بعهد السيسي، قال رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري الدكتور عمرو عادل: "هناك صورة شهيرة لأحد الجنود أثناء فترة ما قبل حرب أكتوبر 1973، داخل خندق وهو يقرأ القرآن كانت تعبر هذه الصورة عن الحالة داخل الجيش".

عادل، أضاف لـ"عربي21"، أنها كانت حينها "مؤسسة تحاول على الأقل الادعاء بأنها تنتمي لهويتها وحضارتها، ومقاتل ينتمي لأمته، يدافع عنها متمسكا بجذوره وحضارته".

وأشار إلى أن "هذه الصورة بقيت في العقل الجمعي للجماهير، بالرغم من انهيارها بدءا من كارثة (كامب ديفيد) والسلام مع الصهاينة، ولكن ومن هنا بدأ التغيير العميق في الصورة الذهنية لدى المجتمع المصري، وكذلك الجيش، بأن الصهاينة ليسوا الأعداء، وأن العدو شيء آخر".

وأضاف الضابط السابق بالجيش، أن "تغيير الصورة بشكل ناعم استمر حتى عام 2013، وبالرغم من حجم الإجرام الذي قام به الجيش، إلا أن الصورة النمطية القديمة كانت لا تزال تؤثر على الجماهير".


ويعتقد السياسي المصري بأنه "خلال السنوت الخمس أو الست الماضية، حدثت تحولات هائلة على هذه الصورة، وأصبحت النظرة لضابط وفرد الجيش تماما كالنظرة إلى ضابط وفرد الشرطة".

وأشار إلى أن الصورة لدى البعض هي أنها "مجموعات من المرتزقة أو الانتهازيين الذين يقومون بأي شيء للحفاظ على وظيفتهم، حتى لو كان بالقتل أو بيع الأرض والعرض، وليس فقط المكرونة والسمك".

وختم بقوله: "لقد انتهت الصورة الذهنية القديمة، والصورة الجديدة على قدر إهانتها الكبيرة لضباط الجيش وأفراده، إلا أنها مهمة للغاية في معركة الثورة الجذرية الطويلة".

"جيش محمد.. وجيش البيزنس"

وعرض الحقوقي والإعلامي المعارض هيثم أبوخليل، 4 صور عبر صفحته بـ"تويتر"، تكشف عن "تحولات الجيش المصري في 47 عام هجري"، وقال: "اليوم ذكرى انتصارنا في #العاشر_من_رمضان على إسرائيل، والصورة الأولي لجندي مصري يقرأ القران في خندقه نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت عام 1969 تحت عنوان (جيش محمد، الذي يريد إغراق اليهود)"، مضيفا أن "الصور الأخرى بعد مسخ عقيدة الجيش وتحوله للبزنس".

 

تحولات الجيش المصري في
47 عام هجري
في4 صور
اليوم ذكري إنتصارنا في
#العاشر_من_رمضان علي إسرائيل
الصورة الأولي صورة جندي مصري يقرأ القران في خندقه نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت
عام 1969تحت عنوان
( جيش محمد الذي يريد
اغراق اليهود)
الصور الأخري بعد مسخ عقيدة الجيش وتحوله للبزنس! pic.twitter.com/ud07hCEa1u



وقال الناشط السياسي طارق الملط، عبر صفحته بـ"فيسبوك": "سيظل العاشر من رمضان يُحيي في الوجدان المصري والعربي ذكرى عَطِرة فريدة، وهي الانتصار على الكيان الصهيوني المغتصب للأراضي العربية، ذكرى انتصار الأبطال مقاتلي حرب أكتوبر ومحطمي خط بارليف، قبل زمان مقاتلي خط الجمبري".

التعليقات (2)
ابوعمر
الخميس، 16-05-2019 10:30 ص
كان جيشا ...وأصبح جيشــة ان جاز التعبير...أي كان سيدا وأصبح سيدة...ست...
مصري
الخميس، 16-05-2019 10:11 ص
انتهت إلي الأبد فكرة المقاتل المصري في الجيش المصري و أُستبدلت بالمرتزقة السفلة في جيش السيسي العميل ، وبالتوازي أيضا سقطت فكرة الشرطي المصري إلي غير رجعة و تربعت محلها صورة شبيحة الداخلية المجرمين ، و لم تعد المسلسلات تفيد في خداع الشعب بشعارات جوفاء لا معني لها مثل الوطنية و تحيا مصر و غيرها بل أصبح الشعب يعلم تماما أن الجيش و الشرطة كيانات إرهابية إجرامية كل همها هو حماية نظام الحكم العميل الخائن و في سبيل ذلك فكل الجرائم و السفالات و القذارات مباحة من قتل و خطف و تعذيب و سرقة و نهب و سحت و فرض لإتاوات و تجارة محرمة ، إنها كيانات لا تعبد إلا الشيطان الذي يمثله السيسي الرجيم في أوضح صورة لأبليس اللعين فاللهم هد قوتهم و أزل دولتهم هم و من يواليهم بقدرتك و قوتك يارب العالمين .