ملفات وتقارير

لماذا يترك السيسي قيادات الإخوان المرضى لتأكلهم الزنازين؟

عضو مجلس شورى الإخوان محمد العصار
عضو مجلس شورى الإخوان محمد العصار

تفتح وفاة المهندس محمد العصار عضو شورى جماعة الإخوان المسلمين والرجل السبعيني وأحد فقهاء الدعوة في مصر، الأحد، بسجن "برج العرب" بالإسكندرية، الباب للتساؤل حول أسباب عدم إفراج النظام عن كبار السن والمرضى المعتقلين.


وفي الوقت الذي منح النظام رجال أعمال مبارك مثل هشام طلعت مصطفى، وبعض قيادات نظامه، وأشهر بلطجية عصره صبري نخنوخ، إفراجا صحيا، لم يطبقه على أي من كبار السن والمرضى من الإخوان، بل يحرمهم من العلاج حتى على نفقتهم ويتركهم يصارعون الموت، حسب منظمات حقوقية.


وإثر وفاة القيادي الإخواني محمد العصار، نتيجة أزمة قلبية بمحبسه اليوم، يثار التساؤل حول أهداف السيسي من ترك قيادات الإخوان وكبار السن منهم لتأكلهم الزنازين؟ ولا يطبق عليهم قانون الإفراج الصحي كرجالات نظام مبارك؟


لا حل إلا الثورة

 
وفي تعليقه حمّل الدكتور وصفي أبوزيد، قيادات جماعة الإخوان المسؤولية قائلا: "لنسأل قيادات الجماعة عن ذلك"، مضيفا لـ"عربي21": "ليس عندي كلام إلا الثورة، والثورة أماتها هؤلاء في الداخل والخارج"، مؤكدا أن "الكلام لن يفيد في ذلك، إلا العمل على الأرض".


من جانبه يرى القيادي الإخواني السابق، محيي عيسى، أن "النظام يعلم العناصر المؤثرة بالجماعة والتى تميل للاعتدال وعدم الصدام؛ ويرى أن هذه العناصر الأخطر والقادرة على جمع الشمل وحلحلة الأزمة حال خروجها من السجون".


عيسى، أوضح لـ"عربي21"، أن "النظام يعمل على تجفيف الجماعة من الأعضاء المؤثرين والقادرين على إعادة البناء"، مضيفا أنه "أضف لنظرية تجفيف الجماعة من القيادات فهناك على الخط الموازي منع الجماعة من ضم أعضاء جدد".


وقال عيسى: "أول الخطوات؛ مراجعة فلسفة وجود الجماعة وأهدافها، وهل هي بديل للدولة"، مؤكدا أن "النظام مع الوقت سيدرك استحالة القضاء على الإسلاميين و سيضطر للتعامل معهم وفق أجندة دولية جديدة".


"المناخ عدائي"

 
ويعتقد الحقوقي المصري محمد زارع، أن "الوفيات بالسجون ليس أولها المهندس العصار، بل سبقه قيادات أخرى كانت معتقلة نتيجة لظروف الاحتجاز وعدم الرعاية الصحية والأمراض المزمنة، ولن تكون آخر مرة للأسف".

 

اقرأ أيضا: وفاة عضو مجلس شورى إخوان مصر العصار بسبب الإهمال بالسجن

وأكد نائب رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان لـ"عربي21" أن "الدولة لديها موقف من قيادات الإخوان، رغم الإفراج بالآونة الأخيرة عن بعض الشباب بقرارات العفو وإطلاق سراحهم ببعض القضايا".
وقال إن "المسألة لها علاقة بتعامل الدولة مع الإخوان وامكانية التعايش معها مستقبلا والمصالحة، أم أن الصدام سيصل حد الاستئصال بالكامل من وجهة نظر الدولة"، مضيفا أنه "بظل المناخ العدائي؛ ليس هناك فرص للإفراج عن القيادات رغم معاناتها الصحية".


وعن عدم معاملة كبار السن والمرضى من الإخوان كرموز نظام مبارك، بيّن رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي أن "الإفراج الصحي عن قيادات ورجال أعمال مبارك مثل هشام طلعت كرجل أعمال قريب من الدولة، أمر طبيعي".


وأشار زارع، أيضا إلى أن "الإفراج الصحي عن نخنوح، كونه قدم خدمات بلطجة لصالح الدولة بالانتخابات وغيرها، وهذا خير شاهد على أن كل من يفرج عنه قدم خدمة للدولة ولابد أن يجدوا له مخرجا؛ وقس على ذلك أي ضابط شرطة متهم بقضية جنائية أو تعذيب سياسي".


وحول مسؤولية قيادات الإخوان عن هذا الوضع، يعتقد الحقوقي المصري أن "المشاريع مختلفة عند بعض قيادات الخارج والخطاب غير موحد، ورغم أنهم يعيشون أمن نسبي فالبعض يتكلم عن مصالحة والآخر عن اسقاط النظام، أما إخوان الداخل الذين يعانون الأمرين؛ فيحلمون بتخفيف البطش والقتل والاعتقال والخروج من بالسجون".


زارع، دعا لأن يكون هناك "صوت وقرار وهدف واحد للجماعة، ووضع خطة للمستقبل، والتفاوض على الماضي، وعلى حرية من بالسجون، ومن يعانون المحاكمات، وإلا فإن الوضع الكارثي سيزداد تعقيدا، وسيأتي بالسلب على أوضاع حقوق الإنسان والأمن وعلى قيادات الجماعة الذين يتم إقصائهم وتشكيل أفكار جديدة بها كثير من الشطط".


وقال: "أتمنى أن يأتي يوم يغلب فيه العقل بالتعامل بين الأطراف"، مضيفا أن "المسؤولية تقع أيضا على العقلاء من داخل الدولة، ولكن صم الآذان من أحد الأطراف سيجعلنا بحلقة مفرغة للنهاية وسيعاني الجميع بالمستقبل".


"دعوة للتضامن"

 
من جانبها أطلقت الناشطة إيمان الجارحي، دعوة للتضامن وقالت إن المعتقلين يعيشون ظروف اعتقال غير إنسانية وتكدس بالزنازين مما يساعد على انتشار الأمراض وخاصة لكبار السن.

 

اقرأ أيضا: ما دلالات إلغاء الأمن عزاء والدة أيقونة ثورة مصر خالد سعيد؟

الجارحي، أعلنت لـ"عربي21"، عن تضامنها مع المعتقلين وفي القلب منهم المرضى، ودعت للإفراج الفوري عنهم، مناشدة منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان لتوثيق الانتهاكات ضدهم وضمان توفير العلاج وعدم تعريض حياتهم للخطر.


وحمّلت سلطات الانقلاب المسؤولية عن حياة المعتقلين لما يتعرضوا له من ضغوط نفسية وظروف اعتقال غير آدمية ومنع الأدوية والطعام والشراب الصحي ما تسبب بوقوع عشرات الوفيات بين المعتقلين نتيجة للإهمال الطبي المتعمد والظروف غير الإنسانية.


وفي رثائه للعصار، قال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين جمال حشمت: "خاب وخسر كل حاكم مغتصب باعتقاده أنه يقتل الدعوة بقتل الدعاة بالسجون إعداما أو إهمالا أو تعذيبا بل هم يخلدون بقوائم الشرف، بينما هو يذبل بمزابل التاريخ".

التعليقات (3)
ابوعمر
الإثنين، 27-05-2019 12:58 م
الارهابي القبيح والقذر .قذارة أكياس القمامة..السيسي يواصل الارهب العسكري الذي سبقه فيه الارهابي المقبور جمال عبدالناصر غضب لله منه ولعنه...وانتهى الارهابي المقبور الى باطن الارض زبالة في احشاء الارض..وأزدادت شعبية الاخوان المسلمين ولم تنته أو تقبر مثل المقبور عبدالناصر..وسينتهي الكلب بن اليهودية السيسي ويغور في باطن الارض مثل البقايا البيولوجية للانسان..وستنهض وتقوم الجماعة وتواصل المسيرة ......المؤسف جدا أن قادة الاخوان باركوا هذا المنافق السيسي وكانوا يعتبرونه من الذهب الخالص.......فقد كان الدكتورمرسي يقول عن الارهابي الوحشي(السيسي) رجل من ذهب...أحنا لدينا رجال في الجيش من ذهب...
هاني
الإثنين، 27-05-2019 12:05 ص
ظلم وجبن وجهل حسبنا الله ونعم الوكيل
قيادات الإخوان هم المسؤولون
الأحد، 26-05-2019 11:17 م
صدق د. وصفي أبو زيد في تحميله لقيادات الإخوان "التاريخية" المسؤولية عن إصرار زعيم الانقلابيين الخائن على ترك الإخوان يموتون في المعتقلات دون السماح لهم بالعلاج أو التداوي وحرمانهم من الأدوية التي يأتي بها اهلوهم. نعم هذه القيادات وعلى رأسها محمود عزت والمدعو محمود حسين وأمثالهم هم المسؤولون بقتلهم الثورة في الداخل على الأقل والتي لو كان قد أُحسن توجيهها لكانت قد أثمرت وآتت أكلها، ولكنهم دأبوا على الخضوع والافتقار إلى كيفية إدارة الصراع. لو كان لدى هؤلاء أدنى قدر من الإحساس بالمسؤولية لكانوا تركوا الساحاة منذ زمن للقيادات الشابة التي كانت تدير الاحتجاجات والمظاهرات في مصر وكانوا يُرعبون الانقلابيين الخونة. حسبنا الله ونعم الوكيل في هذه القيادات التي أوردت الإخوان وشباباهم والمتعاطفين معهم المهالك بسياساتهم الخاطئة المتقاعسة.