ملفات وتقارير

غضب فلسطيني لإغلاق فيسبوك صفحات نشطاء ومطالبات بالتراجع

فيسبوك أغلق عشرات الصفحات الفلسطينية خلال الأيام الماضية التي تتناول جرائم الاحتلال الإسرائيلي- أ ف ب
فيسبوك أغلق عشرات الصفحات الفلسطينية خلال الأيام الماضية التي تتناول جرائم الاحتلال الإسرائيلي- أ ف ب

عبر عدد من النشطاء الفلسطينيين عن غضبهم واستنكارهم الشديدين، لقيام إدارة موقع "فيسبوك" بارتكاب "مجزرة" بقرارها إزالة وإغلاق عشرات الصفحات الفلسطينية خلال الأيام الماضية، وهي صفحات تفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.


"فضح الاحتلال"


ومن بين النشطاء الذين تم إغلاق صفحاتهم، الناشط الإعلامي إسماعيل أبو عمر، الذي أوضح أن "النشطاء الذين أغلقت حساباتهم على فيسبوك، يمارسون عملا صحفيا مهنيا مكفولا بالقانون والأعراف الدولية"، مؤكدا أن "إدارة الموقع لا تزال تحارب المحتوى الفلسطيني الذي يفضح ممارسات وجرائم الاحتلال".


ورأى في حديثه لـ"عربي21"، أن ما قامت به إدارة فيسبوك، "يتساوق تماما مع العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا"، مطالبا الموقع بـ"تفسير واضح لمجزرة إغلاق عشرات الحسابات الخاصة بنشطاء وخبراء فلسطينيين، مع ضرورة التوقف عن مثل هذه الإجراءات والاعتذار عنها".


وأضاف: "على صعيدي الشخصي، أغلقت إدارة فيسبوك حسابين لي وقمت بإنشاء 3 حسابات جديدة وأغلقت جميعها في أسبوع واحد"، داعيا إلى "مقاطعة فيسبوك وممارسة الضغط عليها عبر رفع دعاوى قضائية في حال استمرت في استهداف المحتوى الفلسطيني".


وحول تأثير هذه الإغلاقات المتكررة، عبر أبو عمر عن حزنه لـ"ضياع الجمهور الذي كسب ثقتي بعد عمل دؤوب استمر لسنوات"، موضحا أن صفحته على فيسبوك هي عبارة عن "أرشيف مهم للكثير من الأحداث والذكريات، وإغلاقها يعني فقدان كل شيء"، بحسب تعبيره.


بدوره، اتفق الناشط الإعلامي جهاد الشريف مع أبو عمر وأوضح، أن "فيسبوك يصر على استهداف وحظر المحتوى الفلسطيني، الذي يدافع عن الحقوق الفلسطينية العادلة في وجه الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".


"مطالبة بالتراجع"

 

ونبه في حديثه لـ"عربي21"، أن "حملة فيسبوك الأخيرة والمتواصلة، طالت عشرات الحسابات القوية التي تعمل على نشر الحقائق وفضح الاحتلال"، لافتا إلى أنه قام بعمل حساب بديل، بعدما وصل عدد المتابعين على الحساب المغلق لنحو 45 ألف متابع.


وأكد الشريف، أن "ما قامت به فيسبوك من استهداف مركز للنشطاء، يصب في صالح الاحتلال ويشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني"، موضحا أن الصفحات التي تم إزالتها تحظى بمتابعة خارجية كبيرة أولا بأول".


من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، وهو أحد الذين تم إزالة صفحتهم الخاصة: "عندما توقعنا أن الاستهداف متعلق بقوانين فيسبوك، وأن هناك انتهاكا للخصوصية كما تدعي الشركة، تم تصميم صفحات جديدة، وتم إزالتها".


وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "هذا يعني أن الاستهداف ليس لانتهاك القوانين المتعلقة بفيسبوك كما يدعي، وإنما هو استهداف للنشطاء أنفسهم والشخصيات الأكثر تأثيرا في الساحة الفلسطينية، حيث تم حصرهم وإزالة صفحاتهم دون سابق إنذار أو تحذير".


وأكد الدجني أن "استهداف المحتوى الفلسطيني من قبل فيسبوك، يؤكد أن هناك تأثيرا لهذا المحتوى وللرواية الفلسطينية في الرأي العام العربي والفلسطيني والغربي، ولذلك كان هذا الاستهداف لهذا الصوت".


ولفت الكاتب إلى أن "ما قامت به فيسبوك يتناقض مع الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية كافة"، مطالبا الشركة الدولية بـ"التراجع فورا عن هذه الخطوة، كما على المؤسسات الحقوقية والصحفية والمنظمات الدولية العمل على مقاضاة فيسبوك لما ترتب من خسائر معنوية ومادية لهؤلاء النشطاء من خلال إغلاق صفحاتهم".


"صناعة إسرائيلية"


وشدد الدجني على ضرورة أن تكون هناك "وقفة حقيقية، وفي حال لم تنصع فيسبوك لهذه الدعوة القانونية، ينبغي أن يكون هناك موقف من الأمتين العربية والإسلامية، وذلك عبر القيام بمقاطعة كاملة وشاملة لهذه الشركة".


وفي تعليقه على ما أقدمت عليه فيسبوك بحق نشطاء فلسطين، أكد الخبير الإعلامي نشأت الأقطش، أن "أمريكا والحركة الصهيونية والماسونية العالمية، لن تسمح لأي موقع بتجاوز حدا معينا بالهجوم على إسرائيل".


ونوه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "النشطاء يمكن لهم حتى سقف معين استخدام وسائلهم (فيسبوك)، ولكن بعد هذا السقف يمكنهم فعل ما يريدون من خلال قدرتهم على التحكم، وعلينا أن نفهم هذه الحقيقة".


وذكر الأقطش، أن "النشطاء يحاربون في أرض معركة ليست لهم، وموقع فيسبوك هي صناعة أمريكية إسرائيلية، أما الصين فقد تنبهت لهذا الأمر منذ 20 عاما وقامت بعمل نظام خاص بها، وروسيا أدركت أنها لن تكون حرة دون إقامة نظام خاص بها".


وتساءل بغضب: "كل المليارات التي تمتلكها الأمة العربية ماذا تفعل؟"، مضيفا: "بدلا من إعطاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مئات المليارات، كان الأجدر بهم أن يقوموا بإنشاء نظام عربي خالص، كي تصبح أنت كأمة مستقل وتتحكم بالمحتوى".


وشدد الخبير على وجوب أن تعمل الأمة على توفير "محركات بحث ووسائل تواصل عربية، وعندها تمتلك القاعدة التي يمكن لك أن تحافظ من خلالها على وجودك، حتى لو تم محاربتك على فيسبوك وغيره، وعندها لا تنتهي من الوجود، ولكن اليوم يشطب الحساب ويشطبك من الوجود".


وأضاف: "نحن نفتقد لنظام اللوبي الضاغط، فعندما يكتب أحد ضد إسرائيل الكل يتحرك ضده كشعوب، ولكن نحن لا نقوم بهذه الحملات المنظمة".

التعليقات (0)

خبر عاجل