صحافة دولية

"الغارديان": محاولات سعودية لاختراقنا وملاحقة صحافيينا

تم تحذير الصحيفة من التهديد المحتمل من خلال مصدر في الرياض- جيتي
تم تحذير الصحيفة من التهديد المحتمل من خلال مصدر في الرياض- جيتي

كشفت صحيفة "الغارديان" عن أن فريق صحافييها كان في مرمى هدف وحدة الأمن الإلكتروني السعودية

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تقرير مقررة الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان أغنيس كالامارد، الذي كشفت فيه عن تفاصيل دقيقة مثيرة للقلق عن التصرفات السعودية، قبل مقتل الصحافي جمال خاشقجي وبعده، قدم تفاصيل عن التهديدات التي مثلتها السعودية على الصحافيين والأكاديميين، من خلال استخدام برمجيات التجسس الخبيثة. 

وتقول الصحيفة إن هذا هو الذي دفع "الغارديان" لتقييم هذا التهديد وبجدية في الأشهر القليلة الماضية، ففي بداية العام الحالي تلقت الصحيفة تحذيرا من أن وحدة الأمن الإلكتروني السعودية باتت تستهدفها وأمرت باختراق حسابات الصحافيين الذين يقومون بالتحقيق في الأزمات التي تعيشها العائلة السعودية الحاكمة. 

ويكشف التقرير عن أنه تم تحذير الصحيفة من التهديد المحتمل من خلال مصدر في الرياض، الذي تم تأكيد كلامه بنسخة من أمر داخلي سري، وفيه طلب من الفريق الفني "اختراق" أجهزة الحاسوب في "الغارديان" و"بسرية كاملة". 

وتقول الصحيفة إن المذكرة السرية وقع عليها مستشار ولي العهد السعودي سعود القحطاني، المتهم بالإشراف على عملية قتل الصحافي جمال خاشقجي، مشيرة إلى أن "الغارديان" طلبت من السلطات السعودية على مدى أسابيع التعليق على التهديد المحتمل، وتقديم بيان تقدم فيه تطمينات لا لبس فيها بأنه تم وقف عملية من هذا النوع، إلا أن السلطات السعودية رفضت التعليق.

 

ويفيد التقرير بأنه في الوقت الذي اعترفت فيه السعودية بجدية الاتهامات، إلا أنها شككت في صحة المعلومات، وطلبت السلطات السعودية من الصحيفة تقديم الوثيقة التي بحوزتها لتتمكن من التحقيق في الموضوع. 

وتلفت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يرى فيه الخبراء والمحللون أن الأنظمة الديكتاتورية عادة ما تلجأ إلى أساليب القرصنة الإلكترونية ضد الصحافيين والأكاديميين، فإن المملكة تتعرض لضغوط، فلم يمض سوى 8 أشهر على مقتل الصحافي جمال خاشقجي، الجريمة التي يعتقد أن القحطاني هو الذي أشرف عليها. 

وبحسب التقرير، فإن "الغارديان" اكتشفت أنها تحت التهديد بعد نشرها تقريرا عن التوتر بين الملك سلمان وابنه وولي عهده المثير للجدل الأمير محمد، وأثار هذا التقرير الصحافي نقاشا في الشرق الأوسط، وتوقعات عن قيام الملك بدور مركزي في توجيه المملكة، وسط العاصفة التي تسببت بها خطوات ابنه غير الحكيمة. 

وتنوه الصحيفة إلى أنه تم تحذير العاملين في الصحيفة باتخاذ الحيطة والحذر؛ لأن عناصر داخل الديوان الملكي تحاول تحديد أفراد يعتقد أنهم قاموا بالحديث علانية، ورأت الصحيفة أنه من المناسب إبلاغ السلطات المعنية في بريطانيا وأمريكا. 

وينقل التقرير عن المصدر، قوله: "أنتم بحاجة لحماية أنفسكم"، وبعد ذلك تلقت الصحيفة نسخة من الوثيقة المكتوبة باللغة العربية، التي تؤكد المزاعم الأولى، إلا أنها لم تستطع التأكد من صحة الوثيقة، مع أن الوثائق المفصلة تم تقديمها للسلطات السعودية. 

وتكشف الصحيفة عن أن الوثيقة مؤرخة في 7 آذار/ مارس، وتخاطب "رؤساء الأقسام الفنية التكنولوجية"، فيما يطلق عليها دائرة الأمن الإلكتروني داخل المكتب الخاص في الديوان الملكي، وتشير المذكرة إلى "معلومات حساسة" وردت في تقرير صحيفة "الغارديان"، وجاء فيها: "بناء على ما نشر في الصحيفة البريطانية (الغارديان) في عددها الصادر في يوم 28/6/1440 هجري (6 آذار/ مارس 2019)، الذي احتوى معلومات حساسة بين خادم الحرمين الشريفين وسمو الأمير ولي العهد حفظهما الله، وما يحتويه من تهديدات أمنية خطيرة، وما نعرفه مقدما من تحركات ضد سمو ولي العهد". 

وتضيف المذكرة: "توصلنا إلى نتيجة بأنه يجب ملاحقة تسريبات الصحيفة، وحددنا اتصالين أساسيين في لندن وواشنطن، ويبدو أن هناك علاقة قوية بين الأفراد الذين تم ذكرهم والمصادر التي سربت.. وبناء على هذه المذكرة تحديدا عليكم القيام بعمليات الاختراق للصحيفة البريطانية، والذين عملوا على التقرير، والتعامل مع الموضوع بسرية تامة".

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن المذكرة تخصص على وجه التحديد الصحافي البريطاني نيك هوبكنز، والأمريكية ستيفاني كيرتشغاسنر.

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)