ملفات وتقارير

ما دلالات هجمات "ولاية سيناء" الأخيرة في العريش؟

تنظيم ولاية سيناء نفذ عدة عمليات ضد قوات الأمن خلال الشهر الجاري- جيتي
تنظيم ولاية سيناء نفذ عدة عمليات ضد قوات الأمن خلال الشهر الجاري- جيتي

أعاد توالي وقوع عمليات إرهابية "نوعية" ضد قوات الأمن المصرية، تحمل بصمات تنظيم "ولاية بسيناء"، احتمالات ظهور "موجة جديدة" من الهجمات في مقابل حديث عن مساعٍ للتنظيم إلى "إثبات الوجود" بعد تراجع لافت إثر ضربات أمنية.


وتركزت تلك العمليات الشهر الجاري، بمدينة العريش (عاصمة محافظة شمال سيناء)، وكان آخرها الأربعاء بمقتل ضابط و6 جنود بهجوم على تمركزات أمنية، وهو ما لم تتبنه أي جهة حتى الساعة، فيما قال خبراء إنه يحمل بصمات "داعش"، وسبق تلك العملية أخرى مشابهة، علاوة على واقعتي اختطاف لمدنيين.


وعزا خبيران أحدهما عسكري وآخر مختص في شؤون الجماعات المسلحة، في حديثين منفصلين للأناضول، عودة النشاط الإرهابي إلى محاولة إثبات الوجود، والقدرة على امتصاص الضربات، واستعادة زمام المبادرة، والتكيف مع الوضع الميداني الجديد بسيناء، وسط توقعات بعدم النجاح له كما حدث في السنوات السابقة.

محاولة إثبات وجود

في هذا الصدد، قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد طلعت مسلم، إن تنظيم الدولة يحاول استعادة التموضع بميدان العمليات ضمن مساع مشكوك في قدرتها بعد تعرضه لضربات سابقة.

وفي حديثه، أوضح مسلم، أن استهداف "داعش" للارتكازات الأمنية "هدفه عسكري، ضمن خطة إعلامية لمحاولة إثبات الوجود".

وربط في هذا الشأن بين استهداف المدنيين كالعمال والمحامين، ومساعي "داعش" في التصعيد الإعلامي لعملياته "باختياره استهداف فئات لها صوت مسموع".

واستبعد انطلاق موجة جديدة من العمليات المسلحة بسيناء، أو قدرة التنظيم الإرهابي على تنفيذ عمليات لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن "الإرهاب في سيناء تراجع إلى أقل مستوى ممكن، وبالتالي لن يفرق نشاطه كثيرًا في مراحل متقدمة".

ورغم تأكيده نجاح الحملة العسكرية بسيناء، أبدى مسلم رفضه للمبالغة في تصور القضاء على الإرهاب.

وخلال العام الماضي والشهور الأولى من العام الجاري، خفتت وتيرة العمليات المسلحة التي تستهدف الجيش والشرطة في سيناء، لاسيما مع انطلاق حملة عسكرية بعنوان "العملية الشاملة" المتواصلة منذ فبراير/ شباط 2018.

وأشار مسلم إلى أن كل عملية لها مزاياها وعيوبها، والعملية الشاملة "غير واضحة التفاصيل والمراحل، وبالتالي فإن من الصعوبة الحكم التفصيلي عليها".

 

اقرأ أيضا: مقتل ضابط و6 جنود مصريين إثر هجوم بالعريش (شاهد)

ولا يعرف عدد المسلحين في سيناء، ولا توفر السلطات معلومات تفصيلية بشأن عدد القتلى أو المصابين أو الموقوفين منهم، في مقابل تقارير تقدرهم بالمئات وأغلبهم ينتمون لجماعة "ولاية سيناء" التي بايعت "داعش" أواخر عام 2014.

وفي المقابل، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطلع 2017 إن 41 كتيبة من الجيش تضم 25 ألف مقاتل تواجه الجماعات المسلحة في سيناء.

استعادة زمام المبادرة

بدوره، عزا الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، أحمد مولانا، عودة نشاط داعش بسيناء إلى "قدرة المسلحين على امتصاص الضربات، والتكيف مع الوضع الميداني الجديد".

مولانا، أشار في حديثه للأناضول إلى أنه لا يشترط في عودة النشاط الإرهابي كونه يعتمد على موجة جديدة من المسلحين فقط، بل "رغبة تلك الجماعات في استعادة زمام المبادرة من السلطات".

وحول دلالات ذلك، أوضح أن التنظيم بهذه المحاولات يقول إنه "لا يزال موجودًا رغم كل ما تلقاه وأن الوضع في سيناء ليس مستقرا بعد".

وثمة أمر أشار إليه مولانا يتمثل في "وجود خصومة بين السكان والسلطات توفر بيئة حاضنة للمسلحين".

أمّا عن فرص إنهاء هذا التواجد بسيناء فهي مرتبطة، وفق مولانا، "بكسب النظام للسكان إلى صفه... وهو ما لا توجد له بوادر حتى اليوم".

وفي سياق قريب، من الطرح السابق، تحدث الكاتب الصحفي عمرو الشوبكي، على حسابه على "فيسبوك"، عن حل للأوضاع المتأزمة بسيناء يتمثل في "ضرورة التعامل مع البيئة الحاضنة للتطرف التي تفرز إرهابيين بغرض العنف والانتقام والثأر".

الشوبكي، حذَّر من أن المسلحين بمصر "تم تجنيدهم برواية انتقام ومظالم سياسية وليس بتفسيرات دينية تأتي متأخرة لإضفاء شرعية ما على القتل والإرهاب".

وقبل أيام نفى المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي، صحة تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الدولية، بشأن وجود "انتهاكات" أمنية بسيناء، بينها "حالات اعتقال جماعية تعسفية وعمليات إخفاء قسري"، على حد قول المنظمة.

العريش مركز العمليات


تركزت عمليات المسلحين في مدينة العريش الشهر الجاري وكان آخرها الأربعاء بمقتل ضابط و6 جنود في هجوم على تمركزات أمنية.

فيما قُتل مطلع الأسبوع الجاري 4 عمال مدنيين، في هجوم مسلح قرب مطار العريش الذي توقفت رحلاته منذ 2013 على خلفية الأوضاع الأمنية.

ومنتصف الشهر الجاري، تعرض 12 بينهم محاميان بمدينة العريش للاختطاف من قبل مجهولين، وسط مؤشرات عدة تؤكد مسؤولية داعش عن الواقعة التي لم تعلق عليها السلطات، باستثناء بيان إدانة لنقيب المحامين سامح عاشور، وإعلان النقابة تعطيل العمل بالمحاكم تضامنًا مع المخطوفين.

وواقعة الاختطاف لا تعد الأولى إذ تعرض 4 آخرون أواخر شهر رمضان الماضي للاختطاف، لأسباب بينها إبلاغ الأهالي عن تحركات العناصر الإرهابية، وفق تأكيد الناشط السيناوي عبد القادر مبارك بفيسبوك.

وفي 5 يونيو/ حزيران الجاري، قتل 8 شرطيين بينهم ضابط، بالإضافة إلى 5 مسلحين، إثر هجوم على حاجز أمني بالعريش تبناه داعش، فيما ردت الداخلية المصرية بمهاجمة مقار قالت إنها تابعة لعناصر متورطة في الهجوم، أسفرت عن مقتل 31 شخصا خلال 4 أيام عقب الحادث.

 

اقرأ أيضا: لهذه الأسباب تفرض مصر حصارا إعلاميا على سيناء

ومطلع 2018 أخلت السلطات دائرة قطرها 5 كيلومترات كحرم آمن من محيط مطار العريش، على خلفية استمرار استهدافه أكثر من مرة كان أبرزها نهاية 2017 بقذيفة من نوع متطور أثناء زيارة وزيري الدفاع والداخلية آنذاك للمدينة؛ ما أدى إلى مقتل ضابط وتضرر طائرة عسكرية.

3 حملات عسكرية

وشهدت سيناء في السنوات الست الأخيرة، ثلاث عمليات عسكرية، بدأت الأولى في سبتمبر/ أيلول 2013، قبل أن تعلن السلطات في سبتمبر/ أيلول 2015، عن عملية عسكرية شاملة باسم "حق الشهيد"، استمرت مرحلتها الأولى شهرًا، تلاها تدشين "المرحلة الثانية" بهدف تهيئة الظروف المناسبة لبدء أعمال التنمية بسيناء.

وسبق أن أمهل السيسي قادة الجيش والشرطة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، ثلاثة أشهر للقضاء على الإرهاب، باستخدام "القوة الغاشمة، بعد أيام من استهداف مسجد "الروضة" في حادث أسقط 311 قتيلاً وعشرات الجرحى في هجوم لم تتبنه أية جهة، رغم وجود مؤشرات تفيد بمسؤولية "داعش" عنه.

التعليقات (4)
مصري
الخميس، 27-06-2019 07:13 م
سيناء لن تهدأ أبدا مادام جاسوس تل ابيب في مصر و مرحاض الخنازير بن سلمان و بن زايد الخسيسي علي رأس الحكم العسكري الخائن فالإرهاب الذي هو حرفة السيسي و مخابراته العميلة سبوبة للسيسي و لاحظوا تلازم تلك الحوادث مع المؤتمرات التي يحضرها هذا المرحاض للدعاية الكاذبة و ترويج نفسة علي أنه المكافح الأول للإرهاب و بغير ذلك فعن ماذا يتحدث في تلك المؤتمرات هل يتحدث عن معجزاته في النهوض بمصر و شعبها من الهوة السحيقة التي دفعنا إليها و هذا التخلف الذي نعيش فيه أم عن ماذا يتحدث هذا الفاشل ؟؟؟
حرب الاستنزاف
الخميس، 27-06-2019 06:47 م
تصعيد (ولاية سيناء) من هجماتها خلال الأسابيع الأخيرة ضد الجيش و الشرطة المصريين فى سيناء - و ذلك بعد تراجع ملحوظ فى وتيرة هجماتها خلال العام و نصف العام الماضيين - يعود بالأساس إلى تخطيط مدروس لمرحلة جديدة من مراحل حرب الاستنزاف التى تخوضها ضد الجيش و الشرطة منذ يوليو / تموز عام 2013 م ! فقد انطلقت " العملية الشاملة " للجيش المصرى فى سيناء فى فبراير / شباط عام 2018 م كعملية حاسمة للقضاء على ولاية سيناء بعد انهيار خلافة داعش فى العراق و سوريا نهاية عام 2017 م ، و بدعم تسليحى و استخبارى كبير من الغرب ، و تمويل سخى من دول الخليج ! حيث قام الجيش المصرى بنشر أعداد إضافية من قواته فى سيناء ، و فى زيادة غير مسبوقة لتلك القوات منذ بدء الصراع ! بينما أدى انهيار خلافة داعش إلى تراجع كبير فى مصادر تمويل التنظيم ، و إلى تدفق المئات من مقاتليه المخضرمين من العراق و سوريا نحو سيناء ! فكان أمرا طبيعيا أن يقتصد التنظيم من هجماته فى مواجهة تلك القوة العسكرية الكبيرة ، و أن يطيل من أمد الاستنفار العسكرى للجيش و الشرطة فى سيناء دون قتال بغرض إنهاكهما ، و استنزافهما اقتصاديا طوال تلك الفترة ، حيث ينفق الممولون الخليجيون ملايين الدولارات على تلك القوات يوميا ، و إن لم تطلق رصاصة واحدة ضد المجاهدين ! و يأتى استئناف الهجمات من جديد بعد إنهاك تلك القوات ، و تسرب الملل لأفرادها من طول أمد الصراع ! أما أنصار الإخوان الذين يروجون لنظريات المؤامرة ، و يزعمون أن : " الكيان المسلح في سيناء مدعوم من قوى غربية وإقليمية منها إسرائيل بهدف إشعال المنطقة وتوظيف هذا الاشتعال لمصالح إسرائيل " ، فليتذكروا جيدا أن حكومة الإخوان كانت قد أعلنت التزامها بالإتفاقات الدولية التى وقعتها مصر ، بما فيها إتفاقية السلام مع (إسرائيل) الموقعة عام 1979 م ، و أن قادة الإخوان هم من كانوا يستجدون الغرب لحمايتهم من انقلاب العسكر ، و الحفاظ على التجربة الديمقراطية فى مصر ، و دون أن يكون للإخوان أى تمكين أو سيادة فعلية على الأرض .
مصري جدا
الخميس، 27-06-2019 02:36 م
بعض الدلالات والتصورات ،،، أولا ،،، أن النظام المصري عاجز فعليا عن مكافحة وسحق العناصر المسلحة رغم الادعاءات المتكررة بقوة الجيش المصري ومحدودية عدد العناصر المسلحة وتواضع تسليحها ،،، ثانيا ،،، أن ما يتم في سيناء بتنسيق مشترك بين الأجهزة المصرية وبعض الأجهزة الصهيونية والإقليمية بهدف استمرار شعلة العنف والإرهاب كمبرر لشرعية ووجود السيسي ونظامه ،،، ثالثا ،،، أن الكيان المسلح في سيناء قوي فعليا ولا يمكن سحقه عسكريا ،،، رابعا،،، أن الكيان المسلح في سيناء مدعوم من قوى غربية وإقليمية منها إسرائيل بهدف إشعال المنطقة وتوظيف هذا الاشتعال لمصالح إسرائيل ،،،
نموذج من اعلام الاعراب
الخميس، 27-06-2019 02:18 م
كالعادة هذا الموقع ينقصه الكثير من الانصاف ويستشهد ضد خصمه باشخاص اما من نفس التيار أو مخبرين ينتحلون صفة خبير في الجماعات المسلحة أو ممن هم أحذية الطواغيت. وطبعا الجهاد الحق عندهم ان كان قام به تيارهم والشهيد الحق ان كان منهم. هي نصيحة من عبد فقير اليكم الاوضاع تتبدل بسرعة صاروخية ولا تأمنون غضب الله ومكره أن يأتي فجأة والطواغيت الى زوال وقطعا لن ينال ثمرة التمكين في هذا الزمن من لم يجاهد في حياته فأفيقوا من غيّكم يرحمكم الله.