صحافة دولية

مونيتور: لماذا توجه عبد الله بن زايد لروسيا بعد لقائه بومبيو؟

بلومبيرغ: التقى عبد الله بن زايد مع لافروف في موسكو الشهر الماضي- سبوتنيك
بلومبيرغ: التقى عبد الله بن زايد مع لافروف في موسكو الشهر الماضي- سبوتنيك

نشر موقع "المونيتور" مقالا للأستاذة المتخصصة في الدراسات العربية، ماريانا بيلينكايا، تقول فيه إن وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، التقى مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، في 26 حزيران/ يونيو.

 

وتشير بيلينكايا في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه الزيارة جاءت بعد محادثات بين الشيخ عبد الله ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في أبو ظبي، لافتة إلى أن عبد الله التقى لافروف قبل فترة قريبة، في بدايات شهر آذار/ مارس في أبو ظبي، خلال جولة الخليج التي قام بها لافروف. 

 

ويورد الموقع نقلا عن لافروف، قوله في بداية الاجتماع مع نظيره الإماراتي في موسكو: "إن الوضع يتكشف بسرعة، ما يجعل من الضروري أن نلتقي أكثر"، وهذا الأمر يتعلق بوضع إيران والأحداث الأخيرة في منطقة الخليج، وتحديدا الهجمات على ناقلات النفظ، وطائرة التجسس الأمريكية التي أسقطتها إيران، والعقوبات الأمريكية الجديدة، وتهديدات طهران بالتسريع في تخصيب اليورانيوم. 

 

وتلفت الكاتبة إلى أن بومبيو قام بزيارة للسعودية والإمارات، في وقت سابق من هذا الأسبوع، وتحدث في كل منهما عن خطط لمنافشة احتمال تشكيل "تحالف عالمي" ضد طهران، الذي سيضمن من بين الأشياء الأخرى حرية الملاحة في الخليج.

 

وينقل الموقع عن وزير الخارجية الإماراتي، قوله للمراسلين في المؤتمر الصحافي في موسكو، بأن محادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي ركزت على الوضع في إيران، إضافة إلى قضايا أخرى، مشيرا إلى أن الوزير رد على سؤال من تلفزيون "روسيا اليوم"، قائلا: "بالنسبة للتحالف أعرب (بومبيو) عن مدى أهمية السعي لتحقيق المزيد من المشاركة الدولية لضمان سلامة ناقلات النفط"، وأضاف عبدالله أن أي خطوات يتم اتخاذها تهدف إلى حماية السفن، وليس استهداف إيران.

 

وتقول بيلينكايا إنه كان من المفيد جدا لموسكو أن تحصل على تفاصيل أولية للمواضيع التي تم بحثها خلال زيارة بومبيو للمنطقة، وأهم تلك التفاصيل ردود المتحاورين العرب معه، مشيرة إلى أن بيان كل من الوزيرين في المؤتمر الصحافي حاول إهمال القضية تماما، ولم يتم الحديث عنها إلا عندما قام الصحافيون بالسؤال عنها. 

 

ويذكر الموقع أن لافروف تحدث ابتداء عن مدى متانة العلاقات الثنائية، وأكد أن لدى روسيا "توقعات كبيرة" من الاجتماع القادم للجنة الروسية الإماراتية للتعاون الاقتصادي والتجاري المزمع عقده هذا العام، ثم ركز على الشؤون الدولية، لكن حتى في هذا القسم من كلمته لم يتطرق لافروف للشأن الإيراني مباشرة. 

 

وتنوه الكاتبة إلى أن لافروف تحدث باقتضاب عن التطورات في ليبيا واليمن وسوريا، "ومنح اهتماما خاصا" للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، وفي النهاية فقط تحدث عن الوضع في الخليج.

 

وينقل الموقع عن لافروف، قوله: "نحن مهتمون بتسوية الأمر، يجب أن يتم تخفيض التصعيد في هذه المنطقة المهمة استراتيجيا، ويجب تشجيع أجندة إيجابية وموحدة لتسهيل القضاء على الخلافات والصراع على أساس التفاوض".

 

وتشير بيلينكايا إلى أن وزير الخارجية الروسي لفت مرة أخرى انتباه ضيفه إلى "مفهوم روسيا للأمن الجماعي للدول العربية في الخليج والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بمساعدة من المجتمع الدولي، بينهم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي".

 

وقال لافروف: "نحن مهتمون بمناقشة هذه القضية، ونتوقع أنه بإمكاننا معا تخفيف التوتر والتوصل إلى مصالحة".

 

وتجد الباحثة أنه في الوقت الذي بقيت فيه موسكو لسنوات تفكر في هذا المفهوم، إلا أن مقترحاتها بقيت حبيسة الأدراج، إلا أن لافروف قال إنه شعر هذه المرة "بوجود اهتمام" من الطرف الإماراتي.

 

ويورد الموقع نقلا عن لافروف، قوله: "فكرتنا في إيجاد محادثات بين الدول العربية في الخليج وإيران قد تشكل بديلا للطريق الكارثي الذي ينادي دعاة الحرب إلى سلوكه، فالتفاوض يساعد دائما في التوصل إلى حل للخلافات بطريقة سلمية"، مشيرا إلى أن الوزير الروسي بدا سعيدا بوصول عبد الله إلى موسكو بعد فترة وجيزة من المحادثات مع بومبيو.

 

وتفيد بيلينكايا بأن لافروف أعرب عن ثقته بأن واشنطن وطهران لم تصلا إلى نقطة اللاعودة، مشيرة إلى أنه أجاب عندما سئل عما إذا كانت هناك فرصة لحل الأزمة من خلال المفاوضات، قائلا: "المفاوضات هي دائما خيار إن رغب الطرفان بإجرائها باحترام متبادل، وبناء على القانون الدولي والمعايير الدبلوماسية والأخلاقية".  

 

وينقل الموقع عن لافروف، قوله إنه في الوقت ذاته ليس إيجابيا أن نرى "بيانات تعد بالازدهار في إيران من بداية العملية التفاوضية، تتبعها شتائم وعقوبات مذلة، التي كانت تتصاعد على مدى اليومين الماضيين"، ووعد لافروف بأن "يقنع الإيرانيين والأمريكيين بالابتعاد عن هذا المسار الخطير".

 

وتلفت الكاتبة إلى أنه تمت مناقشة التعاون الإماراتي الروسي في الفضاء الخارجي، وتحدث عبدالله عن عائدات التبادل التجاري، التي زادت بحسب الإحصائيات الروسية بنسبة 3.6% إلى 1.6 مليار دولار عام 2018، مشيرة إلى أنه لم يبق إلا ثلاثة أشهر على انضمام أول رائد فضاء إماراتي لمحطة الفضاء الدولية.

 

ويذكر الموقع أنه بعد الحديث بشكل مقتضب عن سوريا، فإن عبدالله قال مباشرة إنه ناقش الهجمات على ناقلات النفط في خليج عمان مع نظيره الروسي، وتحدث عن الوضع في اليمن وليبيا، وأكد أن أبو ظبي تدعم مبادرات كل من المبعوث الخاص للأمم المتحدة والممثل الخاص للأمين العام، اللذين يرأسان بعثات سياسية للبلدين.

 

وتنوه بيلينكايا إلى أنه عندما سئل عما إذا كانت آراء الامارات تعكس الموقف الأمريكي بأن إيران هي المسؤولة عن الهجمات على الناقلات، فإن عبد الله كان متحفظا جدا، وبدلا من تأييد أو رفض الادعاءات الأمريكية فإنه أكد ما ورد في تقرير مشترك قدمته السعودية والإمارات والنرويج لمجلس الأمن بعد الهجوم الأول في 12 آيار/ مايو، قائلا: "لا تشير الإمارات بأصابع الاتهام إلى أي دولة في الهجمات الأخيرة على أربع حاملات نفط في مياهها الإقليمية؛ لأن هناك حاجة لأدلة علمية واضحة ومقنعة لفعل ذلك، وإن كانت لدى أي دولة أخرى أدلة أوضح، فإن من المؤكد أن يأخذها المجتمع الدولي بالحسبان". 

 

وبحسب الموقع، فإن الوفد الإماراتي كان هو الوفد العربي الثاني الذي يصل موسكو خلال الأسبوع، ففي 25 حزيران/ يونيو استضافت العاصمة الروسية محادثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيريهما المصريين سامح شكري ومحمد زكي، وكان ذلك الاجتماع هو خامس اجتماع "2+2" بين البلدين الذي يعقد منذ عام 2013، وكان الاجتماع السابق قد جرى في أيار/ مايو 2018 في موسكو أيضا.

 

وتشير الكاتبة إلى أن شويغو وعد باستعداد بلاده لمساعدة المصريين على تحسين دفاعاتهم، في الوقت الذي ركز فيه زكي على كون روسيا "داعما نشيطا لجهود مصر في مكافحة الإرهاب".

 

وتختم بيلينكايا مقالها بالقول إنه تجدر الإشارة إلى أن هذه المحادثات حصلت ليس فقط خلال التوتر بخصوص إيران، لكن أيضا وسط كشف أمريكا للشق الاقتصادي من "صفقة القرن" في مؤتمر في البحرين، وقد أبدت موسكو تشككا كبيرا تجاه مبادرة ترامب للسلام، ونشرت موقفها هذا في المنطقة بعدة طرق.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)