سياسة دولية

محادثات أفغانية بالدوحة بالتزامن مع مفاوضات طالبان وواشنطن

محاورو طالبان شاركوا في الاجتماع بصفتهم الشخصية- جيتي
محاورو طالبان شاركوا في الاجتماع بصفتهم الشخصية- جيتي

انتهى الأحد اليوم الأول من لقاء ضم في قطر مسؤولين سياسيين أفغانا وممثلين لحركة طالبان، في محاولة جديدة لتحقيق اختراق سياسي، بينما تسعى الولايات المتحدة لإبرام اتفاق مع الحركة المتمردة في غضون ثلاثة أشهر لإنهاء 18 عاما من الحرب.


ويجري ممثلو حركة طالبان محادثات منفصلة في الدوحة مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، لبحث سبل التوصل لاتفاق يتيح انسحاب القوات الأمريكية مقابل عدد من الضمانات. وقالت واشنطن إنها تسعى للتوصل إلى اتفاق لبدء سحب الجنود قبل أيلول/سبتمبر، موعد الانتخابات الأفغانية التي قد تشكل عامل فوضى.


وانطلقت المحادثات الأفغانية في فندق فخم في الدوحة وسط إجراءات أمنية مشدّدة.


وترك المشاركون وعددهم نحو 70 هواتفهم النقالة عند مدخل باب القاعة، ثم جلسوا في المقاعد المخصّصة لهم حول طاولة مستديرة قبالة شاشة عرض كبيرة في حضور ممثلين لقطر وألمانيا اللتين ترعيان هذه المحادثات.


وقال المبعوث الألماني إلى أفغانستان ماركوس بوتسل في افتتاح المحادثات: "يجتمع اليوم حول هذه الطاولة عدد من ألمع العقول الذين يمثلون شرائح كبيرة في المجتمع الأفغاني".


وأضاف: "أمامكم فرصة فريدة (...) لإيجاد طرق لتحويل المواجهة العنيفة إلى نقاش سلمي".

 

وفي واشنطن، أكد وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو في تغريدة عبر تويتر أن الاجتماع "كان منتظرا منذ فترة طويلة"، وأشاد "بالحكومة والمجتمع المدني والنساء وطالبان" لمشاركتهم في الاجتماع.

 

وقبيل بدء الاجتماع عند الساعة 09,30 بالتوقيت المحلي (06,30 ت غ)، وقعت مشادة كلامية بين عنصر أمن وكبير المفاوضين في طالبان شير محمد عباس ستانيكزاي عند مدخل القاعة.


وقال ستانيكزاي: "نريد أن نذهب للحوار لكنهم لا يسمحون لنا"، ورد عليه عنصر الأمن قائلا: "كف  عن الصراخ بنا".


وانتهت المحادثات قرابة الساعة 15,00 ت غ بحسب اثنين من المندوبين. ومن المقرر أن تستأنف صباح الاثنين.


وكتب وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تغريدة على تويتر أنه يتطلع إلى "حوار بناء".

 

"بصفة شخصية"

 

ويأتي اللقاء بين الأطراف الأفغان بعد محادثات مباشرة بين طالبان والولايات المتحدة، استمرت ستة أيام قبل أن تعلّق بغية السماح بعقد المحادثات الأفغانية التي تستمر يومين.


وستتواصل المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة الثلاثاء.


وقالت المبعوثة أسيلة ورداك، العضو في مجلس السلام الأعلى الذي أسسه الرئيس السابق حميد كرزاي لوكالة فرانس برس: "الجميع يشدد على وقف إطلاق النار".


وبحسب ورداك، فإن المفاوض عن طالبان ستانيكزاي تحدث عن موقف حركته من "دور المرأة، والنمو الاقتصادي ودور الأقليات".


وأضافت أنه قال إن حركته "ستسمح للنساء للعمل والذهاب إلى المدرسة، والدراسة بما يتوافق مع الثقافة الأفغانية والقيم الإسلامية".


وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، أكّد السبت أن الجولة السابعة من محادثات السلام التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة طالبان هي "الأكثر إنتاجية" حتى الآن.


وأوضح خليل زاد: "للمرة الأولى يمكنني القول إننا أجرينا نقاشات معمّقة، مفاوضات، وأحرزنا تقدّما في النقاط الأربع"، وهي "الإرهاب" وانسحاب القوات الأجنبية والمفاوضات الأفغانية الداخلية ووقف إطلاق النار.

 

اقرأ أيضا: واشنطن: جولة التفاوض الحالية مع طالبان "الأكثر إنتاجية"

وأعرب المتحدث باسم طالبان في قطر سهيل شاهين عن ارتياح الحركة للمحادثات الجارية مع الولايات المتحدة.


وكتب على تويتر: "نحن مسرورون بالتقدم الذي أحرز ونأمل أن يتم إنجاز العمل المتبقي. لم نواجه أي عراقيل حتى الآن".


وترفض طالبان التفاوض مع حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، وتؤكد الحركة أن محاوريها سيشاركون في الاجتماع "بصفتهم الشخصية".


والولايات المتحدة ليست ممثّلة في المحادثات، التي أكد خليل زاد أنها لن تجري "وفقا لشروط طالبان".


غير أن استبعاد الحكومة الأفغانية التي تعتبرها الحركة المسلحة "دمية" في يد الولايات المتحدة، من المحادثات، يجعل من الصعب تحديد النتائج الملموسة التي يمكن أن تثمر عنها. 


واجتماع الأحد هو ثالث لقاء من هذا النوع بين طالبان وسياسيين أفغان، عقب قمتين مماثلتين في موسكو في أيار/مايو وشباط/فبراير الماضيين.


سيارة مفخّخة 


واعتبر اللقاء الأول اختراقا تاريخيا. وفي مشاهد استثنائية استمع مسؤولو طالبان لنساء تحدثن في اجتماع موسكو، وهو الأمر الذي لم يكن يمكن تصوره إبان حكم طالبان الذي أطاحت به القوات التي تقودها الولايات المتحدة في 2001. 


وطرحت طالبان أيضا رؤيتها على الحاضرين أمام عدسات التلفزيون في مشهد نادر.


يفترض أن يتضمن الاتفاق مع طالبان نقطتين رئيسيتين، هما الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وتعهد الحركة بعدم توفير قاعدة لإرهابيين، وهو ما قالت الولايات المتحدة إنّه أحد أسباب الاجتياح الأمريكي قبل 18 عاما.


وتبقى العديد من القضايا عالقة مثل حقوق المرأة، وتشارك القوة مع طالبان، ودور القوى الإقليمية بما في ذلك الهند وباكستان ومستقبل حكومة أشرف غني.


وواصل عناصر طالبان هجماتهم حتى  في أثناء خوضهم مفاوضات مع الولايات المتحدة، واثقين بأنهم يسيطرون على الوضع. وانفجرت سيارة مفخخة في شرق أفغانستان الأحد، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات، حسبما أفاد مسؤولون.

التعليقات (0)