صحافة إسرائيلية

باحثة: اعتراف دول الخليج بإسرائيل شريكا أمنيا "حدث تأسيسي"

الكاتبة ذكرت أن "إسرائيل تسير اليوم في مسار علني لإقامة علاقات بينها وبين دول الخليج"- تويتر
الكاتبة ذكرت أن "إسرائيل تسير اليوم في مسار علني لإقامة علاقات بينها وبين دول الخليج"- تويتر
سلطت باحثة إسرائيلية، الضوء على الطريقة التي تمكنت من خلالها "إسرائيل" اختراق معظم دول الخليج العربي، ونسج علاقات مختلفة معها، معتبرة أن اعتراف دول الخليج بـ"إسرائيل" كشريك أمني واقتصادي؛ هو بمثابة حدث تأسيسي.

وقالت الباحثة الإسرائيلية في "مركز عزري لشؤون الخليج"، التابع لجامعة "حيفا" العبرية، نيريت أوفير: "يخيل أن مؤتمر البحرين، الذي شارك فيه علنا وفد إسرائيلي، لم يكن مثيرا للانطباع منذ البداية، فالمقاطعة الفلسطينية وغياب كبار المسؤولين من الخليج قلل التوقعات بحدوث اختراق، ورغم ذلك، فالمؤتمر ليس كل شيء".

وزعمت أن "شيئا ما طيبا يحصل في الشرق الأوسط منذ عقدين، فلم تعد إسرائيل منبوذة في العالم العربي"، مضيفة أنه "بدأ هذا بتنقيط رجال أعمال ذوي جنسية أخرى في بداية الألفين في دبي وأبو ظبي، وتعليم دورات أكاديمية في قطر من قبل خبراء إسرائيليين، وإقامة فرع لجامعة نيويورك في أبو ظبي؛ إضافة لتواصل زيارة وزير الطاقة الإسرائيلي عوزي لانداو عام 2010 لأبو ظبي".

وأشارت أوفير في مقال لها نشر اليوم بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إلى "مشاركة وفود رياضية إسرائيلية في دبي، ونجاة ممثلية اقتصادية إسرائيلية من قضية محمود المبحوح (اغتالته إسرائيل في دبي عام 2010)، وإقامة لوبي تجاري إسرائيلي مبارك في السعودية".

اقرأ أيضا: مسقط تنفي وجود أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل

وأضافت: "الآن وبعد شوط طويل مثير للانطباع مع طلعات ونزلات، وصلت العلاقات الرسمية بين إسرائيل ودول الخليج، إلى نقطة ذروة جديدة، حين أعلن رئيس الموساد يوسي كوهين عن إقامة ممثلية دبلوماسية في عُمان"، وهنا تجدر الإشارة إلى أن مسقط نفت وجود أي "علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".

وذكرت أن "إسرائيل تسير اليوم في مسار علني لإقامة علاقات بينها وبين دول الخليج"، منوهة إلى أن "السؤال المركزي هو: هل ستتمكن هذه الخطوات من الحفاظ على العلاقات حتى في ظل النزاع الفلسطيني- الاسرائيلي؟".

ورأت أن "دول الخليج حتى الآن، تشهد هزة الربيع العربي كل واحدة على طريقتها؛ فالسعودية لا تزال غارقة حتى الرقبة في نزاعات داخلية وفي قتال في اليمن، ولأول مرة تشعر بتهديدات أمنية حقيقية تبدو مؤشراتها واضحة في باقي دول الائتلاف، ولا سيما على خلفية عدم التقدم حيال قطر وإيران".

كما أن "الشارقة ودبي تجدان نفسيهما قد فقدتا الحيلة أمام أحداث محرجة متوالية؛ موت ولي العهد خالد القاسمي في حفلة مخدرات في لندن، وهرب الأميرة هيا زوجة حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، وابنته لطيفة السنة الماضية".

أما "سلطنة عمان الهادئة، فتجد نفسها في مركز قضية قصف ناقلتي نفط"، بحسب الباحثة الإسرائيلية التي زعمت أن "ثورات العقد الأخير رفعت للوعي السلطوي في العديد من الدول الإسلامية والعربية؛ أن إسرائيل لم تعد العدو الصهيوني الذي يهدد بإبادة العالم العربي، بل جزيرة استقرار في الشرق الأوسط"، بحسب قولها.

وأكدت أن "الاعتراف بإسرائيل كشريك في مصير أمني واقتصادي هو بمثابة حدث تأسيسي"، موضحة أنه "كشف مؤخرا قسم من المبادرات المشتركة بين إسرائيل وعدد من دول الخليج، ولا سيما مع الاختراق السياسي الهام؛ بزيارة ميري ريغيف وآفي غباي إلى أبو ظبي، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويوسي كوهين إلى عُمان، والنائبة السابقة تسيبي لفني إلى البحرين".

ونوهت إلى أن "هذه الزيارات هي مجرد مقدمة للزيارات التالية التي يعتبر أن تحققها وصل إلى مرحلة متقدمة"، مشددة على أهمية أن "تواصل إسرائيل الخطوات المصممة المحسوبة باتجاه دول الخليج، ولا سيما تجاه الكتلة الائتلافية برئاسة السعودية (البحرين ولسعودية والإمارات)، فالوضع الحالي يبدو واعدا ولكنه حساس، خاصة أن العلاقات بين الطرفين تعتمد في معظمها على مصالح أمنية".

وفي نهاية مقالها، نبهت أوفير أنه "رغم الرضا والتفاؤل من هذه العلاقات، فإنه يجب الحفاظ على الحذر".
0
التعليقات (0)