ملفات وتقارير

رغم التباينات داخل حماس.. هل تعود العلاقة مع نظام الأسد؟

تتباين المواقف داخل أروقة حركة حماس ما بين مؤيد وضد عودة العلاقات مع النظام السوري- جيتي
تتباين المواقف داخل أروقة حركة حماس ما بين مؤيد وضد عودة العلاقات مع النظام السوري- جيتي

تزايدت في الآونة الأخيرة، مواقف من حركة حماس، ما بين نافية ومؤكدة لجهود تبذل لعودة العلاقة مع سوريا، ما يثير التساؤلات حول إمكانية عودة تلك العلاقة مع النظام السوري بعد قطيعة دامت نحو 8 سنوات، بسبب موقف الحركة من الأزمة السورية في بداياتها.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية، أن حركة حماس خرجت من سوريا على قاعدتها المعروفة؛ أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول"، مشددا أن ذلك القرار "كان صحيحا حينها".

 

جهود تبذل

تصريحات هنية، جاءت بعد حديث سابق للقيادي بالحركة، محمود الزهار، أشار فيها إلى جهود تبذل، لإعادة العلاقة بين حماس والنظام السوري.

وبداية الشهر الجاري، قال الزهار، إن من مصلحة المقاومة الفلسطينية، أن تكون هناك علاقات جيدة مع جميع الدول التي تعادي "إسرائيل" ولديها موقف واضح وصريح من الاحتلال مثل الجمهورية السورية والجمهورية اللبنانية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

وتتباين المواقف داخل أروقة حركة حماس، ما بين مؤيد لإعادة العلاقة مع النظام لاسيما من داخل قطاع غزة، وآخر غير مؤيد لاسيما من التيار الذي تواجد سابقا في سوريا.

 

اقرأ أيضا: الزهار: جهود تبذل لإعادة العلاقات بين "حماس" والنظام السوري

يشار إلى أن قيادة حركة حماس، غادرت دمشق في عام 2012 بعد اشتداد الأزمة والحرب السورية، وقطعت علاقاتها مع نظام الأسد، رفضا لسياسة القتل التي انتهجها ضد شعبه.

 

ثلاثة محددات لعود العلاقات

وفي هذا السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، حسام الدجني، أن ما يحكم عودة العلاقة بين حماس والنظام السوري محددات ثلاثة؛ الأول والثاني، مصلحة الحركة وتحليل شبكة علاقاتها الخارجية وأثر عودة العلاقة عليها.

أما المحدد الثالث، فيكمن في دور الوسطاء في التأثير على النظام السوري للقبول بعودة العلاقة مع حركة حماس.

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن المتتبع لتطور علاقات حماس الخارجية، فإن تعزيز علاقتها مع مصر وإيران، وتوترها مع السعودية من شأنه أن يدفع العلاقات مع النظام السوري للأمام، إلا أن ذلك قد ينعكس سلبا على علاقتها بتركيا وقطر.

 

تباينات داخل حماس

ولفت إلى وجود تباينات داخل حركة حماس نفسها حول عودة العلاقة؛ وعليه فإن توجهات مدرسة ترميم العلاقة مع النظام السوري ترى أن حلف "سوريا إيران"، يمنح مشروع المقاومة دفعا للأمام في إطار بناء حلف لقوى المقاومة والممانعة يربك حسابات تل أبيب، ويوقف عجلة التطبيع التي تأتي ضمن أحد أهداف صفقة القرن.

وتابع الكاتب الفلسطيني، بأن أتباع المدرسة المعارضة في حركة حماس، يرون أن عودة العلاقة بنظام الأسد، هو انقلاب قيمي على قيم الحركة التي حسمت موقفها بالوقوف مع مظلومية ومطالب الشعب السوري، بالإضافة إلى انعكاسات عودتها على علاقة حماس بدول تشكل حاضنة لها مثل تركيا وقطر، وقد تقطع أي فرص لعودة العلاقة مع أطراف عربية وإسلامية أخرى.

 

اقرأ أيضا: النظام السوري يهاجم "حماس" ويعلق على عودة العلاقة معها

ورأى الدجني، أنه على حماس إتباع المدرسة الواقعية بعودة العلاقات مع النظام السوري في حال وافق على أي وساطة من إيران وحزب الله، مبررا ذلك بالتغيرات التي رافقت مسار الثورة السورية، وكذلك البحث عن حلفاء جدد في ظل إغلاق السعودية أبوابها أمام حماس، وكذلك عدم تقديم تركيا وقطر الحاضنة والدعم المريح للحركة بشكل يوازي ما كان عليه من إيران وسوريا.

 

الدورة القيادية الحالية لحماس

 

من جهته، قال الباحث السياسي، محمد العيلة، إن الجدل داخل حركة حماس حول العلاقة مع سوريا لم ينته منذ بداية الثورة السورية، حيث رأى عدد قليل في الحركة بأن الخروج من سوريا خطأ سياسي في حينها، إلا أن الجدل عاد يطفو للسطح لعوامل منها: التغيرات الاستراتيجية في المسألة السورية، إضافة للتغيرات التي تبعت نتائج الدورة القيادية الحالية لحركة حماس، وانتقال مركز ثقل الحركة وقيادتها إلى غزّة.

 

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن هنالك رغبة لدى جهات داخل حماس، متمثلة في المجالس الشورية أو التنفيدية في إعادة فتح العلاقة مع النظام السوري، والتباين الاعلامي بين قيادات حماس أحد إفرازات هذه التفاعلات.

 

مصلحة مرتبطة بإيران

 

وحول فائدة عودة العلاقة مع النظام السوري بعد سنوات من القطيعة، أوضح العيلة، أن الفائدة المرجوة غير مرتبطة بالنظام بحد ذاته، كون النظام هشا ومنهكا ومنبوذا، وكون ساحة سوريا مستباحة من الاحتلال الإسرائيلي، مما يقيد حركة كوادر وقيادة حماس.

 

اقرأ أيضا: تأكيدا لانفراد "عربي21".. هنية: وفد كبير يبدأ زيارة لطهران
 

وتابع بأن المصلحة مرتبطة برغبة في تطوير العلاقة مع إيران وحزب الله، ونقلها لمستوى أعلى، وهو ما قد ينعكس إيجابا على الدعم المقدم إلى الحركة، هذا من الجانب المصلحي.

 

وأضاف أن إيران تضغط على حركة حماس من أجل تطبيع العلاقة مع سوريا، بهدف إعادة تأهيل النظام، وترى أن ذهاب حماس نحو هذه الخطوة سيشجع آخرين للحذو حذوها.

4
التعليقات (4)
أحمد
الأحد، 21-07-2019 07:59 ص
مرغم أخاك لا بطل..الحيوان رأسه مطلوب في كل وقت وحين وهذا لا يختلف عليه أحد, لكن مع وجود خونة ومنافقين ومطبعين داخل الأمة فحماس مجبرة على مد بساطها في كل مكان وأن تجامل كل من يعادي الصهاينة ولو نفاقا أو من تحت الطاولة لأن كل شيء ويا للأسف أصبح فوق الطاولة وعلى المكشوف بدون استحياء أو كرامة..وممكن أن ندرج هذا في التكتيكات العسكرية لحماس أضافة أن الحيوان له حدود مع دولة فلسطين وهذا مهم جدا..لا أرى أي لوم لحماس ومن يده في النار ليس كمن يده في الماء...
محمد يعقوب
السبت، 20-07-2019 09:38 م
إذا كانت حماس قد قطعت علاقاتها مع نظام ألأسد، رفضا لسياسة القتل ألتى إنتهجها ضد شعبه، فإن النظام السورى لم يغير نهجه إتجاه شعبه، بل ربما إزداد سوءا وفجورا وبطشا بشعبه وخصوصا السنة منهم. أما إذا كانت عودة العلاقات تتم إرضاء لإيران التي تمد حماس والمقاومة بكل ما يمكنها من مجابهة العدو، فهذا سبب كاف لإعادة العلاقات لتحقيق الهدف المنشود وهو تحرير فلسطين.
ناقد لا حاقد
السبت، 20-07-2019 09:35 م
عيب و عار التطبيع مع الكيان الاسدي الذي لا يقل اجرامه عن الكيان الصهيوني
scrutinized jordan
السبت، 20-07-2019 08:02 م
ستكون عار ابدي على حماس اذا اعادت العلاقه مع نظام قتل مليون مسلم برئ عدا ملايين المشردين ووووووو.هل هذا النظام سيساعد الفلسطينيين .حذاري ثم حذاري.