ملفات وتقارير

من وراء ظاهرة إغلاق الحقول النفطية في ليبيا.. وما أهدافه؟

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية توقف عمليات شحن النفط الخام بميناء "الزاوية" (غرب ليبيا)- جيتي
أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية توقف عمليات شحن النفط الخام بميناء "الزاوية" (غرب ليبيا)- جيتي

تكررت ظاهرة إغلاق الحقول النفطية في ليبيا من وقت لآخر سواء عبر مجموعات مسلحة أو أطراف الصراع الليبي أو مجموعات قبلية، وسط تساؤلات عن تأثير ذلك على اقتصاد البلاد المنهك، وما إذا كان "النفط" سيكون الورقة التي يحاول الجميع السيطرة عليها.


من جهتها، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، حالة القوة القاهرة، وتوقف عمليات شحن النفط الخام بميناء "الزاوية" (غرب ليبيا) اعتبارا من يوم أمس السبت، بعد إيقاف الإنتاج بحقل "الشرارة" (أكبر حقل نفطي في البلاد) بسبب إغلاق أحد الصمامات من قبل مجموعة مجهولة الهوية".


"خسائر يومية"


وذكرت المؤسسة أن هذا الإغلاق سيؤدي إلى خسارة ما يناهز الـ 290 ألف برميل من الإنتاج اليومي، أي قرابة 19 مليون دولار يوميا، الأمر الذي سيحول دون قدرة المؤسسة على القيام بعمليات شحن النفط الخام بالميناء".


وتابعت: "الواقعة حدثت في منطقة الحمادة الصحراوية الواقعة بغرب ليبيا والتي يحيط بها عدد من البلدات والمدن، مشيرة إلى أن "الخزانة العامة ستتحمل عبء تأمين احتياجات السوق المحلية من المحروقات نتيجة استمرار توقف المصفاة، حسب بيان رسمي لها.


ولم يتضح بعد من يقف وراء إغلاق هذه الحقول التي تعتبر الرافد الأول لاقتصاد البلاد، لكن المؤسسة النفطية الرسمية في البلاد دائما ما تعلن القوة القاهرة أو الإغلاق المؤقت دون ذكر أسباب حقيقية كونها تعرضت للهجوم من قبل وحرق بعض الملفات.

 

اقرأ أيضا: النفط الليبية: دعوات إيقاف إنتاج النفط ستؤدّي إلى تفاقم الأزمة الوطنية

"انتقام قبائلي"


الباحث في مجال النفط، جمال سعيدان أكد أن " إغلاق الحقول النفطية أو بعضها هو عمل كيدي قبلي انتقاما من أي حادثة تقع في العاصمة "طرابلس" حتى لو كانت إجراء قانونيا بمعاقبة شخص ينتمي للقبيلة أو المنطقة ومنها منطقة "الحمادة" وهي مكان قفل النفط".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "لا توجد صراعات مسلحة في تلك المنطقة حاليا بل الغلق عمل كيدي انتقامي، وبالتأكيد سيؤثر ذلك على الوضع الاقتصادي للبلاد حيث إن "النفط" هو مصدر الدخل الوحيد للشعب مع وجود عجز للميزانية للنصف الأول من هذا العام"، وفق معلوماته.


وعن إمكانية إدخال ورقة "النفط" في الصراع الدائر الآن، قال سعيدان: "لن يدخل النفط في الصراع كون المجتمع الدولي قد حذر وأنذر جميع الأطراف من المساس بالحقول والموانيء النفطية وقد التزم الطرفين بذلك"، كما قال.


"إغلاق جزئي ومؤقت"


لكن الناشط السياسي الليبي، مصطفى شقلوف، أشار إلى أن "ما يحدث هو مجرد إغلاق جزئي ومؤقت وأنه قد يؤثر على سعر الصرف في السوق السوداء لكنه لن يؤثر على الوضع الاقتصادي للبلاد إلا إذا طالت مدة هذا الإغلاق".


وأضاف لـ"عربي21" أن "الوضع الاقتصادي الآن لا يتحمل أي تأثير أو عراقيل، فالإيرادات الحالية لا تغطي المصاريف ولا ننسى أن الدولة مدينة لمصرف ليبيا المركزي بعجز متراكم طيلة سنوات بعد أن كانت ليبيا شهيرة بالفائض السنوي"، كما رأى.


"ابتزاز وسمعة سيئة"


وبدوره، رأى الباحث الليبي في شؤون النفط والغاز، طارق إبراهيم أن "ظاهرة تكرار غلق الحقول النفطية هي محاولة من قبل مجموعات معينة لتحويل المؤسسة النفطية وحقولها إلى ساحة "ابتزاز" للحصول على منافع شخصية من قبل عدد من السياسيين والانتهازيين"، وفق وصفه.


وعن تأثير ذلك اقتصاديا، أوضح: "سيكون التأثير عنيفا ويتسبب في خسائر كبيرة للدولة أهمها فقدان ثقة عملائنا وهذا سيضر كثيرا بسمعة إمدادات الخام الليبي"، كما صرح لـ"عربي21".


"حفتر السبب"


الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أشار إلى أن "الإغلاق يحمل عدة دلالات، أبرزها زيف ادعاءات "حفتر" بأنه يؤمّن حقول ومنشآت النفط، وكذلك يدل على حالة الفوضى وانهيار الخدمات وهو الأمر الذي تفاقم بعد دخول الأخير وقواته إلى الجنوب الليبي".

 

اقرأ أيضا: تحذيرات من أزمة إنسانية بليبيا في حال انهيار قطاع النفط

وتابع لـ"عربي21": "أعتقد أن الاعتداء على الحقول النفطية تم بتواطيء من قبل قوات "حفتر" أو على الأقل غض طرف منها لزيادة العبء الاقتصادي على حكومة الوفاق، وتدمير حالة التعافي المتواضع التي حدثت بعد الإصلاحات الاقتصادية"، حسب كلامه.


وقال المحلل السياسي الليبي، إسماعيل المحيشي إنه "من المتوقع أن يتحول الصراع في ليبيا إلى صراع على الحقول النفطية وهذا يتوقف على مدى احتياج السوق الدولية إلى النفط الليبي كون الأزمة الآن تحولت إلى صراع دولي"، وفق كلامه لـ"عربي21".

التعليقات (1)
ليبي
الأحد، 21-07-2019 10:39 م
كل العالم يعلم ان تعطيل انتاج النفط والغاز الليبي بفعل الجزائر وروسيا ودول الخليج وايران وهم المستفيدين لانهم المنتج البديل الا الليبين الاغبياء حتى الان لايعلمون من وراء التعطيل او انهم يعلمون وباعوا انفسهم مقابل القليل من المال كان القذافي يعطيهم اكثر منه ولكنهم عشقوا ذل انفسهم