صحافة دولية

موقع روسي: هكذا وجدت موسكو بديلا "للناتو العربي"

 تسعى روسيا لإطلاق نظام الأمن الجماعي للشرق الأوسط بمشاركة إيران، وإسرائيل، والمملكة العربية السعودية- جيتي
تسعى روسيا لإطلاق نظام الأمن الجماعي للشرق الأوسط بمشاركة إيران، وإسرائيل، والمملكة العربية السعودية- جيتي

نشر موقع "تسارغراد" الروسي تقريرا تحدث فيه عن مقترح الأمن الجماعي الذي قدمته وزارة الخارجية الروسية، والذي من شأنه أن يمنع الولايات المتحدة من إنشاء كتلة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط لإضعاف إيران.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن موسكو تعتبر تجنب التصعيد في منطقة الخليج العربي وخليج عمان من أهم أولوياتها في الشرق الأوسط.

 

وبناء على ذلك، تسعى روسيا لإطلاق نظام الأمن الجماعي للشرق الأوسط بمشاركة إيران، وإسرائيل، والمملكة العربية السعودية، إلى جانب دول أخرى.

وذكر الموقع أن مكتب سيرغي لافروف نشر تقريرا من خمس صفحات بعنوان "المفهوم الروسي للأمن الجماعي في الخليج العربي".

 

وتعتبر هذه الوثيقة رد فعل روسيا على تفاقم الوضع في مضيق هرمز، حيث سقطت طائرة دون طيار، واحتجزت سفينة بريطانية من قبل القوات الإيرانية.

ومن جهتها، ترى إدارة ترامب أن إيران هي المسبب الرئيسي للأزمة في المنطقة، وتسعى لتشكيل تحالف عسكري لضمان حرية الملاحة.

 

وتحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية، عقدت ثلاثة مؤتمرات دولية في وارسو والبحرين ومكة من أجل توحيد صفوف أوروبا والدول السنية لمحاربة طهران.

وأضاف الموقع أن روسيا تقدم مقترحا مختلفا عن المقترح الأمريكي يتمحور حول مفهوم الأمن الشامل، علما بأن المقترح الروسي لا يشمل الحلفاء فقط وإنما جميع بلدان الخليج العربي.

 

وبحسب هذا المقترح، يجب أن يكون النظام الأمني في منطقة الخليج عالميا وشاملا وقائما على أساس احترام مصالح جميع الأطراف الإقليمية المعنية.

لتخفيف التوترات، تقترح روسيا عقد مؤتمر دولي وحل أكثر مشاكل المنطقة حدة: الأزمة السورية والعراقية واليمنية، إلى جانب البرنامج النووي الإيراني.

 

ولتحقيق هذا الهدف، تدعو موسكو إلى إنشاء تحالف موحد لمكافحة الإرهاب تحت رعاية مجلس الأمن الدولي.


اقرأ أيضا :  السعودية تطلب مساعدة روسية لإطلاق أقمار صناعية


وأورد الموقع أن تنفيذ المقترح الروسي يقوم على عدة مبادئ، من بينها بناء الثقة وتوفير الضمانات المتبادلة للأمن، بالإضافة إلى ضمان عدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول، ورفض استخدام القوة والتهديد، واحترام السيادة والسلامة الإقليمية. ومن الناحية العملية، يقترح الروس عقد مؤتمر دولي.

وأشار الموقع إلى أن المرحلة التالية تتمثل في إنشاء المنظمة الدولية للأمن والتعاون في منطقة الخليج العربي.

 

وإلى جانب دول الخليج؛ الكويت وإيران وعمان واليمن والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والمملكة العربية السعودية وقطر، فستشارك عدة دول أخرى كمراقبة، هي: روسيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند.

وأكد الموقع أن هذا المقترح يستوجب عقد اتفاقات حول نزع السلاح وتحديد الأسلحة وتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الحد من الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة يعتبر عنصرا منفصلا في المقترح الروسي.

 

وحسب المستشرق الروسي أندريه أونتيكوف، فإن مفهوم المقترح الروسي يظهر مدى تأثير روسيا في الخليج العربي.

ونقلت الصحيفة عن أونتيكوف أن هذه البادرة "تمثل خطوة دبلوماسية كفؤة للغاية في خضم ما يحدث في الخليج العربي".

 

قد يعتقد البعض أن تدخل روسيا في المنطقة وتقديمها لهذا المقترح هو بدافع الواجب، إلا أن ذلك إن دل على شيء فهو يدل على أن روسيا موجودة في الشرق الأوسط ولها تأثير قوي".

 

ويعتبر أونتيكوف أن النقاط الرئيسية في الوثيقة تؤكد الحاجة إلى انسحاب القوات الأجنبية من المنطقة وترك حل مشاكلها بعهدة دول الخليج العربي فقط.

 

وبحسب هذا الخبير، فإنه "يمكن لإيران والمملكة العربية السعودية الاتفاق فيما بينهما إذا لم تتدخل دول أخرى".

في سياق متصل، تحدث منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس العلاقات الدولية الروسية، رسلان محمدوف، عن التأثير السلبي للقوى الخارجية، مشيرا إلى أن تطبيق هذا النظام الأمني يطرح العديد من الإشكاليات؛ أولها وجود القوات الخارجية.

 

فبينما تقدم روسيا حلا جماعيا للأزمات، يتبع اللاعبون الآخرون مثل الولايات المتحدة مسار آليات الكتلة مثل "الناتو العربي" أو "صفقة القرن".

وأضاف الموقع أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يعملان على مزيد تعزيز وجودهما العسكري في المنطقة، وهذا يشكل إحدى العقبات الرئيسية أمام تنفيذ المبادرة الروسية.

 

أما العقبات الأخرى، فلها علاقة بالبعد الإقليمي من بينها التنافس بين المملكة العربية السعودية وإيران، إلى جانب الأزمة المستمرة داخل مجلس التعاون الخليجي بشأن الأزمة القطرية، إلى جانب التوترات والاختلافات في المواقف بشأن القضايا الإقليمية بين اللاعبين المؤثرين.

وأورد الموقع أن وزارة الخارجية الروسية تحملت مهمة عملاقة، نظرا لأن مشاكل الخليج العربي لا تقتصر على المواجهة بين الدول المتنافسة، وإنما تنطوي على مجموعة كبيرة من التناقضات.

 

وإلى جانب المواجهات بين والولايات المتحدة وإيران من جهة والسعودية وإيران من جهة أخرى، يجب أخذ العداوة بين إيران وإسرائيل بعين الاعتبار، والمواجهة الشيعية السنية والنزاع العربي الإسرائيلي.

وعلى الرغم من التناقضات العميقة في المنطقة، قد تكون روسيا اللاعب الوحيد القادر على حل النزاعات الإقليمية وخير مثال على ذلك سوريا.

 

وعلى الرغم من أنه ليس لروسيا وجود عسكري في منطقة الخليج العربي، إلا أن السياسة الروسية وعلاقات موسكو مع جميع أطراف النزاع انطلاقا من طهران ودمشق وصولا إلى أبو ظبي والرياض، يمنحان الأمل لتطبيق مفهوم الأمن الجماعي الروسي المقترح في الشرق الأوسط.

التعليقات (0)