سياسة عربية

المعارضة السورية تتوعد بتوسيع الرد على خروقات النظام (شاهد)

قال متحدث من المعارضة السورية إننا "أعلنا الجاهزية القتالية بما يشمل كافة الخطط العسكرية"- الحساب الرسمي
قال متحدث من المعارضة السورية إننا "أعلنا الجاهزية القتالية بما يشمل كافة الخطط العسكرية"- الحساب الرسمي

لم تصمد "الهدنة" التي أعلنها النظام السوري مع انطلاق محادثات "أستانا13"، واستأنفت طائرات سورية وروسية الاثنين القصف في شمال غرب سوريا، بحجة قصف فصائل المعارضة لقاعدة جوية تتخذها روسيا مقرا لقواتها.


وبحسب ما أعلنه المرصد السوري، فإن سبعة مدنيين على الأقل قتلوا الثلاثاء جراء الغارات التي عادت من جديد، لافتا إلى أن طائرات روسية قصفت مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل وإصابة ثلاثة آخرين.


وجاء استئناف الغارات السورية والروسية بعد سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار منذ ليل الخميس الجمعة، أعلنت دمشق موافقتها عليه، مشترطة على الفصائل تنفيذ مضمون اتفاق سوتشي الذي توصلت إليه تركيا وروسيا في أيلول/ سبتمبر ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح.


وأمام خروقات النظام وحليفه الروسي، أكد النقيب ناجي مصطفى الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تعد أبرز الفصائل المسلحة التي تتصدى للنظام، على أننا "اعتدنا أن نظام الأسد والقوات الروسية، لا يلتزمون بأي هدنة حتى ولو أنهم أطلقوها، ويعملون بالكذب والفبركات من خلال قصف أحياء مدنية واتهام الثوار فيها".

 

اقرأ أيضا: قتلى مدنيون بعد استئناف نظام الأسد هجماته.. والمعارضة ترد


وأضاف مصطفى لـ"عربي21" أنه "منذ اليوم الأول الذي أعلنوا فيه عن الهدنة، وافقنا عليها مراعاة لمصلحة أهلنا"، مستدركا بقوله: "بعد دقائق من إعلانها قاموا بخرقها وقصف مناطق مدنية بعشرات القذائف الصاروخية، وعادوا أمس للمعارك من جديد في حماة وأوقفوا الهدنة".


وأفاد بأن "الجبهة الوطنية للتحرير منذ أعلنت عن موافقتها للهدنة، أكدت أنها لا تثق بهذا النظام، وأن الهدنة ولدت ميتة، أبدت جاهزيتها القتالية العالية"، مشددا على أننا "مستعدون بشكل دائم وكبير للأعمال العسكرية، وسنقدم ونضحي بكل ما نملك من أجل هزيمة هذا النظام، مثلما هزمناه خلال 90 يوما وأفشلنا خططه".

 

توسيع الرد


وأعرب مصطفى عن التزامهم بالرد على كافة الخروقات التي "يقوم بها عصابات الأسد والقوات الروسية"، لافتا إلى أنه جرى خلال الساعات الأخيرة استهداف مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري.

 

 

 


وأشار إلى أن "قوات الأسد وبدعم روسي فشلوا خلال 90 يوما من تحقيق أهدافهم بالسيطرة على ريف حماة الشمالي وبعض المناطق بإدلب، وتعرضوا لخسائر كبيرة، وتم استنزافهم، ما اضطروا إلى تبديل القوات التي تشارك بهذه المعارك أكثر من مرة".


ونوه إلى أنهم "فشلوا في تحقيق غايتهم، وتعرضوا لهزيمة كبيرة أمام صمود الثوار، رغم أنهم سيطروا فقط على قلعة المضيق وكفرنبودة، بسبب الطبيعة الجغرافية التي جلعت من الصعب الصمود فيها"، مؤكدا أن "هذه المناطق لا تشكل سوى 1 بالمئة من الشمال السوري المحرر".

 

اقرأ أيضا: طريق دمشق حلب.. ما علاقته بشروط روسيا في هدنة إدلب؟


وتوعد مصطفى بتوسيع رد الفصائل على جرائم النظام السوري، قائلا إننا "كفصائل عسكرية أعلنا الجاهزية القتالية، بما يشمل كافة الخطط العسكرية الدفاعية والهجومية، إلى جانب تحصين الخطوط الدفاعية وتعزيزها بالقوات العسكرية".


وأردف: "وكذلك اتباع أساليب تكتيكية وسيناريوهات تتلاءم مع الواقع والحرب التي تقودها روسيا من سياسة القصف الكثيف والأراضي المحروقة"، مرجئا ذلك إلى "محاولة تفادي الضربات الجوية، وتقليل الخسائر في صفوف قواتنا، والعمل على استنزاف العدو بشكل كبير، من أجل تحقيق التوزان العسكري والتفوق على قوات الأسد في القتال".


وكان المتحدث باسم جيش التحرير الوطني السوري يوسف حمود قال لـ"عربي21" عقب إعلان الهدنة، إن "الأهداف الروسية من وقف إطلاق النار تتركز بشكل أساسي على العامل الاقتصادي والتجاري"، مشككا في جدية موسكو بالالتزام بالاتفاق.


وأضاف حمود أنه "لو كانت روسيا جادة بالاتفاق، ستطلب من النظام الانسحاب من المناطق التي تقدم فيها خلال تصعيده الذي بدأ في نيسان/ أبريل الماضي، لكنني لا أعتقد أنها جادة في ذلك"، بحسب تقديره.

 

رفض الانسحاب


وكان القائد العام لهيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني رفض السبت الماضي خلال لقاء مع الصحفيين بمنطقة إدلب، انسحاب فصيله من المنطقة المنزوعة السلاح في شمال غرب سوريا.


وقال الجولاني: "ما لم يأخذه النظام عسكريا وبالقوة، فلن يحصل عليه سلميا بالمفاوضات والسياسة (...) نحن لن ننسحب من المنطقة أبدا"، مؤكدا أننا "لن نتموضع لا على طلب الأصدقاء ولا الأعداء".


وتعرضت محافظة إدلب ومناطق مجاورة، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية منذ نهاية نيسان/ أبريل، لم يستثن المستشفيات والمدارس والأسواق، وترافق مع معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي.


وأتى التصعيد رغم أن المنطقة مشمولة باتفاق روسي- تركي تم التوصل إليه في سوتشي في أيلول/ سبتمبر 2018، ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومترا تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل.


ومنذ نهاية نيسان/ أبريل، تسببت الغارات والقصف بمقتل نحو 790 مدنيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى جانب نزوح أكثر من 400 ألف شخص من مناطقهم بحسب الأمم المتحدة.

التعليقات (0)