سياسة عربية

بهذه الطريقة يمنع نظام السيسي معارضيه من السفر للحج

العديد من الجهات القضائية والأمنية في مصر تتحكم في قوائم منع السفر- جيتي
العديد من الجهات القضائية والأمنية في مصر تتحكم في قوائم منع السفر- جيتي

أكد قانونيون وحقوقيون مصريون توسع سلطات الانقلاب بمصر في استخدام فريضة الحج للتضييق على السياسيين المعارضين، مستدلين باعتقال اثنين من المواطنين قبل أيام أثناء ذهابهم للحج بسبب انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين وفقا لمعلومات أصدرتها الأجهزة الأمنية.

وكانت وسائل الإعلام المحسوبة على النظام المصري نشرت قبل أيام خبرين عن اعتقال اثنين من المصريين من مطار القاهرة، أثناء ذهابهم لأداء مناسك الحج، ووفق ما نشره الإعلام المصري، فقد تم القبض عليهما بتهمة السفر لأداء مناسك الحج بتأشيرة سياحية، وقد تم تحرير قضية لأحدهم في جنح النزهة.

ووفقا للقانونيين المتابعين لملف المعتقلين بمصر، فإن السلطات الأمنية، لم تتعامل مع أكثر من 300 مصري سافروا بالفعل لأداء مناسك الحج بتأشيرات سياحية، بنفس الأسلوب الذي تعاملت به مع المواطنين الاثنين اللذين تم اعتقالهما، نتيجة انتمائهما السياسي، كما أنها ترفض الكشف عن مكان احتجازهما أو تقديم أية بيانات خاصة بهما.

ويؤكد القانونيون والسياسيون الذين تحدثوا لـ "عربي21"، أن السلطات المصرية، لم تستثن مناسك الحج من قراراتها المتعلقة بالمنع من السفر، الصادرة بحق عشرات الآلاف من المعارضين وأسرهم، أو الذين صدرت بحقهم قرارات بضمهم للكيانات والشخصيات "الإرهابية".

رفض أمني


وفي حديثه لـ "عربي21"، يؤكد المعتقل السابق أحمد بيومي، أنه فشل في الحصول على موافقة أمنية لكي يتمكن من السفر لأداء فريضة الحج لهذا العام، موضحا أنه حاصل على البراءة في القضية التي اعتقل بسببها وهي "الانتماء لجماعة إرهابية"، ورغم ذلك فإن المحامين أخبروه أن اسمه ضمن قوائم الممنوعين من السفر، وقوائم الترقب والوصول.

 

إقرأ أيضا: جماعة الإخوان بمصر تدعو إلى انتفاضة جديدة لدحر الانقلاب

ويشير بيومي إلى أنه لم يكن مدرجا ضمن قوائم "الكيانات الإرهابية"، وعندما أخبره المحامون بأنه مدرج على قوائم المنع من السفر، حاول الحصول عبر وسطاء على موافقة من جهاز الأمن الوطني، لكى يتمكن من السفر للحج، ولكن الوسطاء أخبروه برفض طلبه، ونصحوه بعدم الاقتراب من المطار حتى لا يتم اعتقاله.

ويوضح بيومي أنه ليس حالة فريدة، وإنما يعد واحدا ضمن مئات غيره حاولوا الحصول على موافقات أمنية قبل الشروع في إتمام إجراءات الحج، حتى لا يتم منعهم، وبالتالي خسارة كل ما أنفقوه من تكاليف على السفر لأداء الحج، والخوف من إعادة اعتقالهم مرة أخرى.

قوائم عديدة

وفي تعليقه على استخدام نظام السيسي للحج في التنكيل بمعارضيه، يؤكد رئيس اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة مختار العشري لـ "عربي21"، أن السلطات المصرية تعتبر الخروج من مطار القاهرة تحت أي سبب، هو وسيلة لهروب المعارضين، وخاصة المنتمين للإخوان المسلمين.

ويضيف العشري: "على مدار السنوات الماضية، استخدم السيسي الحج وسيلة للتنكيل بمعارضيه من خلال منعهم من السفر، واعتقال كل من يحاول خوض غمار التجربة، كما حدث مع المواطنين الاثنين اللذين قالت السلطات الأمنية أنها اعتقلتهما بتهمة الإنتماء للإخوان المسلمين، وكان المبرر أنهما أرادا السفر بتأشيرة سياحية، رغم أنه لم يتم اعتقال 300 مصري سافروا بالفعل للسعودية بنفس التأشيرة".

وبحسب العشري فإن قرارات الضم لقوائم الكيانات الإرهابية التي توسع نظام السيسي فيها خلال العامين الماضيين، كانت سببا في سحب جوازات السفر من المئات الذين أرادوا السفر، كما أن السلطات المصرية ترفض إصدار جوازات سفر، لكل من صدر في حقه قرار بالضم للكيانات والشخصيات الإرهابية.

ويؤكد العشري عدم وجود بيان دقيق بأعداد الممنوعين من السفر، لأن هناك أكثر من طريقة يتم بها المنع من السفر، منها القرارات الصادرة من النائب العام، أو من المحاكم نتيجة الضم للكيانات الإرهابية، أو القوائم الخاصة بالأمن الوطني والأجهزة الأمنية الأخرى وهي الأكثر والأقوى نفوذا، ورغم ذلك فإن الإحصائيات التي اهتمت بالموضوع تشير لمنع أكثر من 100 ألف معارض وأسرهم من السفر سواء كان للحج أو لأي مناسبة أخرى.


ويشير عضو البرلمان المصري السابق طارق مرسي لـ "عربي21" إلى أن سيطرة وزارة الداخلية على ملف الحج والعمرة، جعلها تتحكم في كل شيء متعلق بالحج، وتضع العديد من القيود والإجراءات الاستباقية التي تكون كفيلة بالمنع المسبق من السفر لمعارضي السيسي، منها صحيفة الحالة الجنائية، وعرض بطاقات الرقم القومي الخاصة بالراغبين في الحج للفحص الأمني المسبق.

وبحسب مرسي فإن السفارة السعودية بالقاهرة، بعد الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، وضعت شرطا بضرورة الحصول على موافقة من الجهات الأمنية المصرية قبل الحصول على تأشيرة الحج، لمنع أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي من السفر للحج، ورغم أن القرار ليس ساريا بشكل رسمي الآن، إلا أن السلطات المصرية تمارسه على طريقتها.

ويؤكد مرسي أن كثيرا من المعتقلين السابقين، وغيرهم من المطلوبين لدى الجهات الأمنية يخافون من الاقتراب من مطار القاهرة أو غيره من المطارات المصرية، حتى لا يتم اعتقالهم، حتى لو كان السفر بغرض الحج أو العمرة.

التعليقات (2)
مصري
الأربعاء، 14-08-2019 02:34 ص
يارب يارب يارب ، اللهم عليك بأعداءك أعداء الدين و كل من يواليهم ، اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تبق منهم أحدا ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم و نعوذ بك من شرورهم يا سميع يا مُجيب يارب العالمين .
همام الحارث
الأحد، 11-08-2019 06:34 ص
(إنما الأعمال بالنيات) قاعدة شرعية تعني من أن كانت نيته لعبادة معينة ثم لم يتيسر له أداؤها فإن ربنا الكريم يكتب له ثواب العبادة بشكل وافي أي أن الشخص الوارد في الخبر مثلاً هو اليوم الحاج أحمد بيومي بإذن الله. ديننا دين فيه تسهيل على العباد "يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر". حج مبرور يا حاج أحمد بأقل تكلفة مالية و ليخسأ الظالمون "و من أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه..." .