قضايا وآراء

كشف حساب في ذكرى رابعة العدوية (1-2)

1300x600
1300x600

سردية الدم التي لا تنتهي غرست علم الفرقة بعد أن وضعت بذرة الكراهية فأثمرت شقاقا بين شعب طالما تغنى بوحدته ولحمته وحبله المتين، أسس لهذه الفرقة ثلة اختطفت الوطن منذ سبعة وستين عاما واستباحت فيه كل الموبقات يبغون للوطن الفتنة ليسيطروا وليمكنوا حكمهم من مصائر الشعب، هم العسكر لا كذب، هم وبال هذا الشعب ونكبته، هم القتلة مستحلي الدماء التي حرمتها الأديان.


اثنتا عشرة ساعة من صمود أسطوري لطالبي الحرية والمدافعين عن مكتسبات الثورة، الواعين بمآلات الأمور واجهوا آلة حربية غاشمة لا تعرف في قواميسها الرحمة ولا تتراجع عن سفك الدماء دون وعي لما سيكون لهذا الدم من أثر على هذا الشعب، ست سنوات من لم يتوقف الوجع ولن يتوقف، ست سنوات كافية للوقوف مليا لوضع كشف حساب، لا لمحاسبة أحد، بل لرسم مستقبل هذا الوطن الذي فرقه العسكر وزرع في جسده فيروس الكراهية، ست سنوات كافية لكي يستشفى هذا الشعب من أمراضه، لا سيما بعد أن كشفت الغمامة عن عينيه وعرف العدو الحقيقي ومن كذب عليه وحقنه بفيروس الكراهية حتى تغنى أحد أشهر مطربيه (احنا شعب وهما شعب)، لكن للأسف كان رد فعل أصحاب الحق أن نعم نحن شعب وأنتم شعب، انتم من رقصتم على الدماء وفضلتم الفساد.


لن أخوض في هذا المقال في أداء الثوار سياسيا خلال السنوات الست الماضية، وسأوجل هذه النقطة للمقال القادم لأنني أرى أن التعاطي الشعبي للثوار، وهو لا ينفصل بأي شكل من الأشكال عن التعاطي السياسي، أسبق وممهد للتعاطي السياسي مع النظام، لذا سأفرد هذا المقال للتعاطي الشعبي للثوار خلال السنوات الست الماضية، وهو تعاطٍ ترك لإعلام المعارضة أو الثوار ليعالجه، وهو ما أرى أنه أحد الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها المعارضة أو الثوار، لو اعتبرنا أن التسمية مجازا مقبولة، وهي عندي غير ذلك، فحقيقة توصيف المعارضة هو المقاومة، ذلك أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، مع ذلك فإن المعارضة أو لو شئنا سميناها مقاومة، لم تستطع أن تحدد تعريفا لذاتها منذ اللحظة الأولى، ولا أعرف أهو التخبط أو التعمد، ذلك أن كل مسمى له تبعات، وعود إلى ما بدأنا، فقد استشكل على المقاومة أن تحطم أول جدار وضع بينها وبين الشعب، بل تماهت مع طرح النظام وزادت من الشقة، وترك الإعلام يؤجج النيران رغبة في تثبيت أنصارها، فلعبت كما لعب النظام على مشاعر المظلومية، لكنه وظفها في غير محلها فكانت النتيجة عكسية، وعلى الرغم من أن الظلم قد طال الجميع بعد أن مارس النظام القمع على الكل سواء أمنيا أو اقتصاديا، حتى أصبح الكل يعاني، كانت الرد من الإعلام المقاوم شماتة مستترة، ولأن شعبنا ذكي ولماح كان رد الفعل عكسي، وكان من الأولى أن يصدر خطاب التضامن والدعم لا الشماتة، مع ذلك فإن تثوير المشهد كان حتميا لكنه لم يكن بالحنكة المطلوبة.


ومن ثم فإن الخطاب الإعلامي لم يكن على المستوى المطلوب، وكان من الواجب مع تصحيح المسار الإعلامي أن يصاحب تعاطي المقاومة شعبيا بفتح أفق من الدعم والمساعدات من خلال العمل الأهلي، لكن للأسف تعلل الفصيل الأكبر في الصف المقاوم بأنهم محظورون، وهي المشكلة الأبدية، إن لم نفعل نحن فلا فعل، وكان من الواجب أن تدعم مجاميع شبابية غير محسوبة على تيار في مشاريع تنموية، والنظر إلى الشعب المقهور بعين التراحم، لا بعين السياسة، ظنا بأن الفقر والقهر سيجعل الشعب يتحرك، وهي نظرة أنانية، يقابلها ردة فعل منطقية، بأنكم لم تقفوا جوارنا فلن نقف جواركم، لقد فات المقاومة فهم المعنى الحقيقي للسياسة كما وردت في ديننا وهي كل ما يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح ، وأبعد عن الفساد.


المهمة الأولى والمهمة هي أن نسترجع هذا الشعب الذي وقف بالملايين في يناير ليؤيد ثورتنا ويدعمنا وما كان ليسقط النظام لولا دعمهم ومساندتهم، وأملهم فينا أن نغير ما أفسده النظام السابق، والآن يجب كسب ثقتهم مرة أخرى في إمكانية التغيير، واننا قادرون على فعله. 

1
التعليقات (1)
مصري جدا
الأربعاء، 21-08-2019 03:32 م
مازالت النخبة المصرية المعارضة لانقلاب ال3 من يوليو 2013 ،، تتفنن في إضاعة الوقت وإهدار الثروات وتدمير الفرص واطالة عمر الانقلاب ،،، الخلاصة ،، عندما يفشل مجلس إدارة شركة ما في تحقيق الأهداف بل عندما يتسبب في خسائر فادحة تهدد وجود الشركة ،، الرهان مرة أخرى على هذا المجلس في تعويض الخسائر والنهوض بالشركة رهان خاسر ،،، الخلاصة ،، نحن بحاجة لمجلس إدارة جديد ،،، أي منصات قيادة جديدة للمعارضة الإسلامية والمدنية ،، مجلس إدارة قادر على صناعة ادوات إعادة التوازن لمعادلة الصراع ،، مجلس الإدارة الجديد هو المخول بعمل كشف حساب جديد ورفع الواقع وتحديد الفرص وكذلك التهديدات ووضع خطة النهوض ،،، غير ذلك هو تكرار للفشل بأشكال أخرى ،، على بقايا قيادات المعارضة شريكة الإخفاق التنحي جانبا ويكفيها ما فات ،، عليها إفساح المجال للقادمين من الخلف من نفس الكيانات حفاظا على ما تبقى من كيانات وما تبقى من وطن ،،،د تنحوا جانبا سامحكم الله ،،

خبر عاجل