صحافة دولية

لماذا تعد حرائق الأمازون الهائلة "مفزعة" لنا جميعا؟

الغابات المطرية الشاسعة تعد رئة تنفس لكوكب الأرض - جيتي
الغابات المطرية الشاسعة تعد رئة تنفس لكوكب الأرض - جيتي

نشرت مجلة "وايرد" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن مدى خطورة الحرائق الأخيرة، التي أتت على مساحات شاسعة من غابات الأمازون، وآثار ذلك على كوكب الأرض ومستقبل الإنسان.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مساحات شاسعة من غابات الأمازون التي تعد بمثابة "رئتي الأرض" تتعرض للاحتراق.

 

ورصدت وكالة أبحاث الفضاء البرازيلية أكثر من 72 ألفا و800 حريق في البلاد حتى الآن خلال سنة 2019، وأكدت أن أكثر من نصف هذه الحرائق قد شب في غابات الأمازون المطيرة.

وأضافت المجلة أن المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى قام بقياس كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من حرائق الأمازون حتى الآن خلال هذا الشهر.

 

وأكد المركز أنه بحلول 20 آب/ أغسطس، أنتجت الحرائق حوالي 23 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

 

وفي سنة 2018، بلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتأتية من صناعة الطاقة في المملكة المتحدة بأكملها 98 مليون طن.

وأشارت المجلة إلى أنه من غير الممكن تقدير كميات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الحرائق لسنة 2019، لكن من المتوقع أن تكون الأرقام مهولة.

 

ومقارنة بغابات أخرى، تنتج غابات الأمازون أكبر كمية من غاز ثاني أكسيد الكربون عند احتراقها.

 

ويعزى ذلك إلى أن الغابات المطيرة كثيفة للغاية، التي تبلغ حوالي أربعة أضعاف كثافة الغابات الأمريكية العادية.

 

اقرأ أيضا: "وعود ثم لا شيء".. البرازيل تنتقد أمريكا إزاء حرائق الأمازون

ومقارنة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم الناتجة عن الوقود الأحفوري، فإن حرائق الأمازون تكاد لا تذكر.

 

وحسب كريستين فيدينمير، الباحثة في جامعة كولورادو بولدر، فإن دورة الكربون العالمية مهمة ولكنها ليست ذات تأثير خطير جدا على الأرض.

 

ولكن على الصعيد الإقليمي، يمكن أن يؤثر ذلك بشكل كبير على جودة الهواء.

وأضافت المجلة أنه يوجد تحفظات بشأن تحلل الأشجار التي أحرقتها النيران وإفرازها لثاني أكسيد الكربون على مدار سنوات عديدة.

 

وبشكل عام، تمتص الأشجار الحية في الأمازون كميات ثاني أكسيد كربون أكبر من تلك المنبعثة من الأشجار الميتة.

 

مع ذلك، من الواضح أنه عندما يحترق عدد كبير جدًا من الأشجار بالنار، يمكن أن تتغير الحقائق.

وأكدت المجلة أن العالم يأمل دائما عقب إخماد حرائق الغابات الضخمة أن تحل الأشجار الجديدة محل الأشجار المحترقة وتمتص ثاني أكسيد الكربون أثناء نموها.

 

وفي الواقع، غالبا ما تجري الأمور على هذا المنوال خاصة أن الأشجار الصغيرة تمتص ثاني أكسيد الكربون بمعدل أسرع من الأشجار القديمة الثابتة.

وحسب دومينيك باشيليت من جامعة ولاية أوريغون، فإنه بسبب الحرائق الكبيرة التي تملأ الهواء بالجسيمات، تنقص كمية ضوء الشمس الذي يصل إلى الأشجار الجديدة والناجية.

 

ونتيجة لذلك، تتعطل عملية التمثيل الضوئي فتستهلك الأشجار كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون.

 

بعبارة أخرى، كلما تعرضت الغابات للنيران، طال انتظارنا قبل أن تزيل الأشجار الجديدة نفس كمية الكربون من الغلاف الجوي مرة أخرى.

ونقلت المجلة عن جيم راندرسون، الباحث في جامعة كاليفورنيا في إرفين، أن نطاق حرائق الأمازون هذا العام يعني أيضا أن الغابات المطيرة تدفع أكثر فأكثر نحو "نقطة تحول بيوفيزيائية".

 

كما أن تراجع هطول الأمطار يتناقص مع تقلص الغابة، مما قد يؤدي إلى انخفاض معدل نمو النبات.

 

وبمجرد تناقص كمية التساقطات، سيكون من الصعب على الغابات أن تنمو. وفي الحقيقة، تشير العديد من عمليات محاكاة النماذج إلى أننا نقترب من نقطة التحول هذه.

وفي الختام، أكدت المجلة أن غابات الأمازون المطيرة، على غرار بقية العناصر الطبيعية الأخرى على كوكبنا، جزء من نظام متصل ومترابط.

 

وعلى الرغم من أن حرائق 2019 مدمرة إلا أن إزالة البشر للغابات لها تداعيات أكبر قد تقود إلى التصحر وتؤدي في النهاية إلى إضعاف قدرة الأمازون على تخزين الكربون، وهو وضع لا يمكننا تحمل كلفته في هذه الأوقات المناخية العصيبة.

التعليقات (0)