اقتصاد عربي

لماذا يرتفع التضخم الشهري في مصر وينخفض "السنوي"؟

خبير اقتصادي:  انخفاض معدلات التضخم لا يعني أن أسعار السلع انخفضت- جيتي
خبير اقتصادي: انخفاض معدلات التضخم لا يعني أن أسعار السلع انخفضت- جيتي

أظهرت بيانات حكومية مصرية، اليوم الثلاثاء، تراجع معدلات التضخم في مصر على أساس سنوي، واستمرار ارتفاعها على أساس شهري.

 

وكشف الجهاز المركزي والتعبئة والإحصاء، اليوم الثلاثاء، أن التضخم السنوي في البلاد تراجع إلى 6.7 بالمئة في آب/أغسطس 2019، بينما واصل التضخم الشهري الارتفاع للشهر الثاني على التوالي وسجل زيادة بنسبة 0.7 بالمئة في أغسطس الماضي، مقارنة بالشهر السابق له.

 

وجاء ارتفاع التضخم الشهري في مصر مدفوعا بقرار الحكومة رفع أسعار الوقود بنسب تتراوح بين 16 بالمئة و30 بالمئة في بعض المنتجات. فيما توقع اقتصاديون في تصريحات لـ"عربي21"، استمرار تزايد موجة التضخم الشهري في مصر، خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بقرار الحكومة المصرية إلغاء الدولار الجمركي، وانعكاساته السلبيه على أسعار العديد من السلع والمنتجات.

 

وقال جهاز الإحصاء الحكومي، إن الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين لإجمالي الجمهورية لشهر أغسطس/ آب 2019 سجل 314.8 نقطة، مقابل 312.5 نقطة بارتفاع قدره 0.7 بالمائة عن شهر يوليو/ تموز 2019.

 

اقرأ أيضا: زيادة أسعار الوقود بمصر يرفع معدلات التضخم خلال يوليو

وأرجع البيان ارتفاع التضخم خلال الشهر الماضي إلى ارتفاع أسعار مجموعة الخضروات بنسبة (6.9 بالمئة)، مجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة (1.9 بالمائة)، قسم الرعاية الصحية بنسبة (1.8 بالمئة)، قسم النقل والموصلات بنسبة (0.4 بالمائة)، وقسم السلع والخدمات المتنوعة بنسبة (0.9 بالمئة).


وفي تموز/ يوليو الماضي، قررت الحكومة المصرية، رفع سعر البنزين 92 إلى 8 جنيهات مصرية للتر من 6.75 جنيه مصري، بزيادة نحو 18.5 بالمائة، والبنزين 80 إلى 6.75 جنيه مصري من 5.50 جنيه، بزيادة 22.7 بالمائة، كما رفعت الحكومة أسعار الكهرباء 14.9 بالمائة في المتوسط.


وأوضح جهاز الإحصاء الحكومي، أن معدل التضخم السنوي في البلاد تراجع إلى 6.7 بالمئة في آب/أغسطس 2019، مقابل 7.8 بالمئة خلال الشهر السابق عليه، و 13.6 بالمئة في آب/ أغسطس 2018.
وفي 22 أغسطس الماضي، خفض البنك المركزي المصري، أسعار الفائدة 1.5 بالمئة، وذلك في ثاني تخفيض خلال 2019، بعد تراجع معدلات التضخم السنوي.

 

اقرأ أيضا: خبراء: السيسي يسحق الفقراء بـ"عقيدة الصدمة".. وهذه دلالاتها

وفي تفسيره لتراجع معدلات التضخم في مصر على أساس سنوي، في حين يواصل ارتفاعه على أساس شهري، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، صلاح الدين فهمي، إن قرارات الحكومة برفع الدعم عن الطاقة وزيادة أسعار الوقود في الكهرباء بداية من العام المالي الحالي (الذي بدأ في تموز/يوليو الماضي) ساهمت في عودة معدلات التضخم إلى الارتفاع خلال الشهرين الماضيين، لكن هذا الارتفاع الشهري، أقل من معدلات التضخم في نفس التوقيت من العام الماضي.


وأضاف فهمي في تصريحات لـ"عربي21": أن "زيادة معدلات التضخم تعني وجود زيادة في أسعار السلع والمنتجات، وفي نفس الوقت فإن انخفاض معدلات التضخم لا يعني أن أسعار السلع انخفضت، وإنما يعني أن معدل الزيادة في أسعار السلع توقف عن حد معين ولم ينخفض سعر السلعة نفسه".


وتابع: "كما أن حديث الحكومة عن تراجع نسبة الدين المحلي إلى الناتج المحلي إلى 60 بالمئة، لا يعني أن معدلات الدين انخفضت، وإنما نسبة زيادة الناتج المحلي أصبحت أكبر من زيادة الدين"، موضحا أن الحكومة عندما تتحدث عن معدل نمو في الناتج المحلي بنسبة 5.8 بالمئة، فهذا يعني أن معدل نمو الدين المحلي قد يكون 5 بالمئة أو أقل، ولا يعني انخفاضا في حجم الدين نفسه.

التعليقات (2)
النمو الوهمي
الثلاثاء، 10-09-2019 03:36 م
النمو الوهمي في مصر قائم على التضخم أي انخفاض القيمة الشرائية للجنيه المصري وبالتالي فان ارتفاع قيمة الناتج المحلي مقيما بالجنيه المصري ناشئ عن انخفاض قيمة الجنيه وليس عن الزيادة الكمية في الانتاج. هذا هو التدليس الذي تمارسه عصابة الانقلاب واجهزتها في مصر
مسلسل اكاذيب العسكر
الثلاثاء، 10-09-2019 01:22 م
لا احد يصدق مثل تلك البيانات والاحصائيات فكلها مزورة ولا تمت للحقيقة من قريب او بعيد وهذا هو سلوك مجموعة العسكر الاوباش منذ استيلائهم على الحكم عقب انقلاب 1952 المشئوم. الواقع يقول ان زيادة الوقود بنسبة 30% حرك جميع اسعار المنتجات بنفس النسبة. الوضع في مصري كارثي بشكل لا يصدق والذي يمنع الانهيار هو عمليات الترقيع والتدليس الذي تقوم الجهات التي تقف خلف هذا الانقلاب اللعين