صحافة إسرائيلية

مسؤول إسرائيلي: ضربة قاسية تنتظرنا في الحرب الثالثة مع لبنان

رأى أن الادعاء بأن تهديد مشروع تحسين دقة الصواريخ يساوي موضوع النووي الإيراني هو ادعاء مبالغ فيه- جيتي
رأى أن الادعاء بأن تهديد مشروع تحسين دقة الصواريخ يساوي موضوع النووي الإيراني هو ادعاء مبالغ فيه- جيتي

تحدث مسؤول أمني إسرائيلي، عن "الحرب الاختيارية الثالثة" مع لبنان، بسبب تهديد مشروع زيادة دقة الصواريخ لحزب الله، مؤكدا أن جهود "إسرائيل" لإحباط محور التسليح الإيراني، تميزت بنجاح تكتيكي وفشل استراتيجي.

وأوضح المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق، رونين دنغور، أن "من سيقتل في الجبهة الداخلية في حرب لبنان الثالثة، إذا اندلعت، لن يكون من المهم له، إذا أصيب بصاروخ غبي أو آخر ذكي، وكذلك لن يهمه إذا اندلعت الحرب بسبب الرغبة في ضرب "مشروع تحسين دقة الصواريخ" أو بسبب خطأ يرتكبه حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله".

وذكر أن "حرب لبنان الأولى، تشبه بدرجة كبيرة حرب لبنان الثانية، و يبدو الآن أن الحرب الثالثة ستكون حربا اختيارية بمبادرة من إسرائيل"، لافتا إلى أن "إسرائيل شنت حرب لبنان الأولى، لمعالجة صواريخ الكاتيوشا لـ"م.ت.ف"، ولكن عمليا، كانت لتطبيق خطة "أورانيم" التي تضمنت طرد السوريين وتتويج بشير الجميل رئيسا للبنان، والثانية وقعت نتيجة غطرسة نصر الله، ولكن حكومة أولمرت كانت المسؤولة عن التصعيد، لأنها خرجت لعملية دون الأخذ في الحسبان التدهور إلى أزمة شاملة".

وفي هذه المرحلة، "تحاول إسرائيل الامتناع عن التصعيد، والتسريبات لوسائل الإعلام عن منشآت إنتاج الصواريخ، هدفها مراكمة الشرعية للهجوم، في حين أن التحذيرات العلنية بأن إسرائيل ستوقف مشروع تحسين دقة الصواريخ بأي ثمن؛ حتى لو كانت الحرب، لا تزال جزءا من تكتيك شفاف للمشي على الحافة".

 

اقرأ أيضا: سيناريوهات إسرائيلية لمستقبل التوتر مع حزب الله

ونوه دنغور في مقاله بصحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن "الأمر يتعلق بـ"لعبة الدجاج" التي تقوم على الأمل بأن حزب الله سينسحب أولا ويقوم بوقف مشروع تحسين دقة الصواريخ، لافتا أنه "كجزء من الحملة التي استهدفت التأثير على الرأي العام، نشرت وسائل إعلام أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي انتظرت في الجو، لمهاجمة مواقع كثيرة في لبنان في حالة إصابة جنود بسبب إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من قبل حزب الله".

وبين أنه "في حال لم يوقف حزب الله المشروع، ربما سيناريو اندلاع حرب ثالثة سيجري مع استبدال الأدوار"، مضيفا أن "إسرائيل يمكنها أن تكرر خطأ الحساب المصيري لنصر الله في 2006، وبمجرد العثور على الذريعة سيتم تصفية المواقع في لبنان، وسيرد حزب الله بهجوم صاروخي؛ ونتيجة لسلسلة ردود فعل، فستحدد إسرائيل ما إذا كانت ستجد نفسها في حرب".

وقال: "هكذا، بدلا من تأخير المواجهة القاتلة، يمكن لإسرائيل أن تتسبب بتبكير الضربة القاسية للجبهة والبنى التحتية الإسرائيلية، إلى جانب كشف ثغرات الدفاع والحماية لديها"، زاعما أن "لإسرائيل وحكومة لبنان مصلحة مشتركة؛ حكومة لبنان أعلنت مؤخرا عن وضع طوارئ اقتصادي، والحرب ستكون كارثية عليها، واحتمال أن تفرض حكومة لبنان على حزب الله تغيير سياسته ضعيف جدا، والساحة الدولية محدودة؛ وإسرائيل وحدها أمام حزب الله".


ونبه المسؤول الأمني الإسرائيلي، إلى أن "جهود إسرائيل لإحباط محور التسليح الإيراني، تميزت في السنوات الأخيرة بنجاح تكتيكي وعدم نجاح استراتيجي؛ وبناء القدرات الصاروخية يتم تعويقه ولا يتم وقفه"، منوها أن "حزب الله في هذه المرحلة، بشكل جدي غير معني بالتصعيد".

وأشار إلى أن "الدرس المؤلم في صيف 2006، ما زال منقوشا في ذاكرة نصرالله، الذي يعتبر حزبه درع لبنان، ومسؤولا عن حمايته"، معتبرا أن "عملية "لبننة" حزب الله ولفترة دولية ستخدم إسرائيل؛ فكلما كانت المنظمة متماهية أكثر مع مصالح لبنان، كانت مقيدة أكثر في استخدام قوتها".

 

اقرأ أيضا: الكشف عن نشر الاحتلال "باتريوت" تأهبا لهجوم حزب الله

ورأى أن "الادعاء بأن تهديد مشروع تحسين دقة الصواريخ، يساوي موضوع النووي الإيراني، وبناء على ذلك يبرر ضربة وقائية، هو ادعاء مبالغ فيه؛ لأن القذائف الدقيقة لا تعتبر تهديدا وجوديا، كما أن لحزب الله أصلا قدرات إطلاق مؤثرة جدا، وجزء منها دقيق".

وبين أن "إسرائيل في الماضي غير البعيد، ظاهريا كان لا يمكنها التسليم بمخزون متوسط من القذائف البدائية للمدى القصير، ولكن بعد مرور 13 سنة يوجد لدى حزب الله مخزون أكبر بكثير وأكثر فتكا، ورغم عاصفة مشروع دقة الصواريخ، إلا أن الحكومات الإسرائيلية، مستعدة للتسليم بميزان الرعب الذي نشأ".

وتابع: "ما بقي ثابتا؛ هو التصريحات الشديدة التي تكرر نفسها تقريبا بنفس الكلمات، كما حذر نتنياهو في 29 آب/ أغسطس الماضي، من أن إسرائيل مصممة على إحباط مشروع زيادة الدقة الخطير"، منوها أن "المقاربة التحذيرية، تتجاهل بصورة غريبة قدرات الاعتراض لأنظمة الدفاع ضد الصواريخ، التي أطلقت هنا بضجة كبيرة في السنوات الأخيرة".

وهنا يتضح أمر من اثنين بحسب دنغور، "فإما أن يكون عدم ذكرها، جزءا من حملة التأثير على الوعي، أو أن جهاز الأمن لا يثق حقا بقدرة أنظمة اعتراض الصواريخ"، لافتا أن "من يبرر مهاجمة مشروع زيادة دقة الصواريخ بثمن اندلاع حرب، يجب عليه أن يأخذ في الحسبان ليس فقط الضرر الصادم الذي ستتسبب به هذه الحرب لإسرائيل، بل ما سيحدث بعدها، وتجربة الماضي تعلمنا أن كل مواجهة فقط طورت قدرات حزب الله".

وأكد أن "إيران ستتعلم الدرس، وستعيد تأهيل وتطوير قدرات حزب الله، بما في ذلك زيادة دقة الصواريخ"، مبينا أن "الموقف القاتل، الذي يقول إن أي سباق تسلح تقليدي سينتهي بحرب، ومن المرغوب فيه المبادرة إلى تبكيرها؛ هو موقف غير صحيح من ناحية تاريخية".

التعليقات (0)