سياسة عربية

في ذكرها الـ41.. هل تجاوزت علاقة السيسي وإسرائيل كامب ديفيد؟

علقت الجامعة العربية عضوية مصر بعد اتفاق كامب ديفيد - جيتي
علقت الجامعة العربية عضوية مصر بعد اتفاق كامب ديفيد - جيتي

في مثل هذا اليوم وقّع الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مناحيم بيغن، اتفاقية كامب ديفيد لتنهي حالة الحرب بين البلدين منذ عام 1948، كأول معاهدة سلام بين دولة عربية وإسرائيل.

وأثارت "كامب ديفيد"، التي فتحت الباب أمام الاعتراف بدولة إسرائيل، والتطبيع معها، ردود فعل معارضة في مصر وغالبية دول العالم العربي، وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989.

وفي الذكرى الـ 41 لتوقيع الاتفاقية، دخلت العلاقات المصرية الإسرائيلية في عهد رئيس النظام المصري، عبدالفتاح السيسي، مرحلة جديدة ومتطورة وغير مسبوقة في التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي، وفق سياسيين ومراقبين.

السيسي المفضل

على المستوى السياسي والعسكري؛ كتبت الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون العربية، سمدار بيري، في صحيفة يديعوت أحرنوت تقول إن "المتابعة العربية الحثيثة لهذه الانتخابات (الإسرائيلية) في معظم أنحاء الشرق الأوسط، تشير إلى أن السيسي والسعودية يؤيدان بقاء بنيامين نتنياهو في السلطة".

 

اقرأ أيضا: هكذا أصبح اتفاق كامب ديفيد مع مصر كنزا استراتيجيا لإسرائيل

وعن سبب هذا التفضيل، قالت بيري: "لأن نتنياهو قدم للسيسي خدمات جليلة، فقد سمح له بتجاوز الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، وأدخل قوات مسلحة من الجيش المصري لسيناء، ويتحدث معه هاتفيا عن غزة وسيناء، ويتحدثان عن الزعماء العرب أكثر بكثير مما نتوقع أن نخمن".

وأضافت أن "نتنياهو عمل لصالح السيسي لدى الرئيس دونالد ترامب، حتى أن ترامب نادى السيسي مؤخرا "مرحبا بدكتاتوري المحبب".

وعلى المستوى الثقافي، احتفت الخارجية الإسرائيلية، بمسرحية قدمتها جامعة مصرية عن "الهولوكوست"، في مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، خلال مهرجان محلي للمسرح.

وقالت صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" التابعة للخارجية الإسرائيلية، عبر فيسبوك، إنه "لأول مرة مسرحية عن الهولوكوست في جامعة مصرية"، مرفقة احتفاءها بمقطع فيديو للمسرحية.

وقال المستشرق الإسرائيلي، جاكي خوجي، في مقاله بصحيفة معاريف: "رغم أن الشعب المصري معاد لإسرائيل بالفطرة، وفور سماع اسمها تصدر ردود فعل فورية قاسية، فإن السيسي وحده القادر على إقناع الشعب المصري ببطلان فرضية المقاطعة لإسرائيل".

وعلى المستوى الاقتصادي؛ كشفت صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية، في الثامن من أيلول/ سبتمبر الحالي، عن توقيع عقد رسمي بين مصر وإسرائيل، للبدء في تصدير الغاز للقاهرة".

وبحسب الصحيفة" فإن إسرائيل ستمد مصر بغاز طبيعي حجمه 64 مليار متر مكعب لمدة 10 سنوات، ويقدر الحجم المالي للعقود بنحو 15 مليار دولار لجميع سنوات التوريد".

السيسي ووجه إسرائيل

السياسي المصري والنائب السابق، طارق مرسي، وصف الاتفاقية بـ"الخيانة"، قائلا: "لا شك أن اتفاقية كامب ديفيد تمثل خطيئة دينية وخيانة قومية وكارثة وطنية، وستظل عاراً على كل من تورط فيها أو قَبِلها، وتعد اتفاقية كامب دفيد المعونة المشؤومة حداً فاصلاً بين زمن الصمود والمواجهة أياً كانت تكاليفه وبين زمن السقوط والانكسار والتبعية".

لكنه يرى في حديثه لـ"عربي21" أن الوضع الحالي تجاوز كل مساوئ كامب ديفيد، قائلا: "مع كل هذا فإننا اليوم نعيش عاراً تجاوز كل بلايا كامب ديفيد، فالسيسي ليس السادات، فالسادات بنى شرعية حكمه على انتصاره في أكتوبر 1973، والرجل له وعليه، أما السيسي هو جبان غادر انقلب على إرادة الأمة وخان مصالح الوطن وبنى انقلابه وأسس حكمه على دعم إسرائيل ونصرتها".

 

اقرأ أيضا: "نيويورك تايمز" تكشف خفايا وتفاصيل اتفاقية كامب ديفيد

وأكد مرسي أن "إسرائيل لا يعنيها  السيسي بقدر ما يعنيها أن تستفيد بهذه اللحظة القذرة، وتخرب مصر في كل الميادين، وتحقق مصالحها بوجود هؤلاء العملاء – السيسي وأمثاله – ولا تلقي بالا لكراهية الشعب لها طالما يحميها ديكتاتور ترامب المفضل، وستسعى إلى صناعة غيره كما صنعته".

كنز إسرائيل

وقال النائب المصري السابق، ياسر عبدالعاطي، إن نظام السيسي "تجاوز اتفاقية كامب ديفيد بمراحل؛ وحقق للإسرائيليين حلما لم يكن في الحسبان من خلال إخلاء سيناء، وتهجير أهلها، بل تجاوز تلك المرحلة بفضيحة نجله محمود الذي أسس شركة لتجارة الهيروين، وعلاقة المخابرات بالمهربين وتجار المخدرات بسيناء، وفق ما كشفت عنه بعض وسائل الإعلام".

وأضاف لـ"عربي21": أن "مصر أصبحت تتاجر بالقضية الفلسطينية وتنظر لغزة كسوق مستهلك للسلع الغذائية ومواد البناء وغيرها، ويتم فرض إتاوات على سفرهم، وباتت سيناء مؤمنة لسياحة اليهود، والقطاع محاصر منذ 2013".

لافتا إلى أن "اتفاقية كامب ديفيد لم ولن تنجح في اختراق الحاجز النفسي والثقافي والاجتماعي الهائل بين المصريين والإسرائيليين إلا من بعض النماذج الشاذة من الإعلاميين والمثقفين والفنانين، ولكن الخوف على الأجيال القادمة التي لا تدرس لا في المدارس ولا المساجد عداوة إسرائيل للمسلمين والعرب".

واختتم حديثه قائلا: "لك أن تعلم في ظل حالة الارتباك التي يعيشها الانقلاب فإسرائيل تدعمه بقوة؛ لأنه يحقق لها مصالحها  ليس في سيناء بل على المستوى الإقليمي بسحب العديد من الدول لمربع التطبيع، وترويج صفقة القرن؛ ولذلك هو كنز استراتيجي لهم".

التعليقات (0)