ملفات وتقارير

هل أذكى تواصل ضباط مع محمد علي مخاوف السيسي؟

ذكر محمد علي في أحد فيديوهاته أن عددا من ضباط الجيش والشرطة تواصلوا معه
ذكر محمد علي في أحد فيديوهاته أن عددا من ضباط الجيش والشرطة تواصلوا معه

توقع سياسيون ومراقبون مصريون أن تذكي تصريحات المقاول محمد علي، بشأن تواصل ضباط في الجيش والشرطة، مخاوف السيسي، وتبدد حالة الثقة التي يستدعيها دائما في خطاباته لأفراد القوات المسلحة.

وقال محمد علي، الاثنين، في مقطع فيديو جديد في صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن الكثير من ضباط الجيش والشرطة تواصلوا معه، وأبلغوه بتضامنهم مع تحركاته المناهضة للفساد داخل مؤسسات الدولة، الرامية لإسقاط رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، والقيام بثورة ضده، لافتا إلى أن هؤلاء الضباط عبّروا له عن نيتهم "التحرك ضد السيسي؛ لأنهم يريدون التحرر".



وفي مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، حصلت "عربي21" على وثائق عسكرية مُسربة من داخل إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة المصرية، تكشف جانبا من حقيقة موقف قيادة الجيش المصري من التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية.

 

اقرأ أيضا: وثائق عسكرية: هكذا تنازلت قيادة جيش مصر عن تيران وصنافير

وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي المصري الأسبق، عمرو دراج، ردا على تلك الوثائق، في تصريحات سابقة لـ"عربي21"، إنها "تأتي في إطار محاولة احتواء التذمر داخل الجيش من التفريط في جزيرتي تيران وصنافير".

وأشار إلى أن "الوثائق من الواضح أنها تأتي في إطار محاولة التسويق والتبرير الفج للتفريط في جزيرتي تيران وصنافير؛ بهدف محاولة إقناع أفراد المؤسسة العسكرية بصحة موقف السيسي ونظامه من التنازل عن تلك الجزر الإستراتيجية لصالح السعودية".

"التمييز في الجيش"

وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري السابق، الدكتور محمد عماد الدين، إنه "منذ وصول السيسي لسدة الحكم، أصدر سلسلة من القرارات لبسط سيطرة المؤسسة العسكرية على مصر، لكن تكليف الجيش بمواجهة الأزمات اليومية يثير حالة من التململ داخل صفوف المؤسسة العسكرية، بما يُشكّل خطرا كبيرا على علاقة الجيش بالشعب المصري، في حال وجود انتفاضة ثورية جديدة ضد السيسي".

مضيفا لـ"عربي21": "كما عمد السيسي، منذ وصوله للحكم، إلى تمييز القيادات الكبرى في التعاملات المادية، وهو ما يثير حالة من الغضب. ويبدو أن رغبة السيسي في ولاء قيادات الجيش جعلته أكثر انحيازا لها، وهو ما أفقده أي شعبية بين أفراد القوات المسلحة".

مشيرا إلى أن "هناك محاولات الآن لتبييض وجه السيسي أمام صغار الضباط من خلال بعض الإجراءات المُسكِنَة، مثل: تشكيل لجنة تحقيق داخلية لمراجعة ملفات عدد من القيادات الذين يملكون هم وأبناؤهم شركات تتعامل مع القوات المسلحة، ويبدو أن الفترة القريبة المقبلة ستشهد الإطاحة من الخدمة بعدد من القياديين الحاليين وإحالتهم للتقاعد، من دون اتخاذ إجراءات قانونية بحقهم".

ورهن عماد الدين خروج الجيش على السيسي "بتشكُل حالة شعبية واسعة رافضة للسيسي وسلطويته، تؤدي لخروج الجماهير إلى الشوارع ضده بكثافة، كما حدث مع مبارك، بما يهدد مصالح الجيش، ويهدد مصالح الغرب إذا اضطربت الأوضاع"، مشيرا إلى أن مؤتمر الشباب "كان رسالة للمؤسسة العسكرية من أنه ليس هناك أي ملاحقة قانونية لقادتها المفسدين مقابل ولائهم له، وباعتبار أن ما يقومون به حق تاريخي مكتسب".

"تململ كبير وعميق"

وقال رئيس المكتب الإعلامي للمجلس الثوري المصري، محمد صلاح حسين، لـ"عربي21"، إنه "دون شك يوجد تململ ورفض شديد من السيسي داخل أوساط متعددة في الدولة المصرية، بالإضافة إلى الغضب الشعبي المكتوم وليد سنوات من إهدار حقوق وثروات الشعب في مشاريع فاشلة وسياسيات تفوح منها رائحة الخيانة، وتكبيل البلاد بالديون".

مضيفا أن المجلس الثوري "يرحب بأي حراك من داخل مصر لإزاحة نظام السيسي بكل الوسائل المشروعة"، مشيرا إلى أن "ما زاد من ضغط هذا الغضب حتى داخل الدوائر المؤيدة للانقلاب هو استحواذ الجيش على الاقتصاد، وسيطرته بصورة فاسدة عليه، وهو ما أثار غضب العديد من رجال الأعمال الذين كونوا ثرواتهم من فساد حقبة مبارك".

وتابع: "وأما داخل الجيش، فمن المعروف أنه في معظم مؤسسات العسكر فإن كبار الضباط والمتقاعدين المرضي عنهم هم من يحصلون على المميزات وأراض وهبات ووظائف بالملايين، بينما الرتب المتوسطة والصغرى يعانون ويكدحون، بل يلقى بهم في مواجهات بتسليح محدود مع جماعات مختطفة في سيناء وغيرها".

ولم يستبعد صلاح وجود دور للدولة العميقة أو دولة مبارك، التي فقد بعضها الكثير من مصالحها فيما يجري، قائلا: "لذا نستطيع أن نقول إن طهور محمد علي هو نتاج لصراع الأجنحة داخل منظومة الانقلاب والدولة العميقة؛ بهدف الإطاحة بالسيسي وحاشيته في سبيل مصلحته وليست مصلحة الشعب، الذي يسعى لاستخدامه كمعول لهدم منظومة السيسي"، داعيا المصريين إلى أن "يعوا الدرس جيدا، وألّا يتحركوا لصالح جناح ما، بل لصالح حريتهم".

التعليقات (0)