صحافة دولية

واشنطن بوست: ما سر فزع ديكتاتور ترامب "المفضل"؟

واشنطن بوست: طالما ظل السيسي ديكتاتور ترامب المفضل فإنه يمكننا أن نتوقع زعزعة الاستقرار في مصر- جيتي
واشنطن بوست: طالما ظل السيسي ديكتاتور ترامب المفضل فإنه يمكننا أن نتوقع زعزعة الاستقرار في مصر- جيتي

قالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "ديكتاتور ترامب المفضل يصاب بالفزع"، إن حاكم مصر، عبد الفتاح السيسي، أصبح الديكتاتور "المفضل" للرئيس ترامب، من خلال تقديمه تطمينات له عن تحقيق الاستقرار في أكبر دولة عربية من ناحية السكان.

 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إنه "لهذا فإنه يجب على الرئيس والذين يشاركونه الرأي القلق من الأخبار الأخيرة التي جاءت من القاهرة، فقد خرج الشباب المصريون، الذين سئموا من الركود في ظروفهم المعيشية، ونظام السيسي الفاسد، إلى الشوارع في جمعتين متتاليتين، وهتفوا بشعارات تطالب برحيل الرجل القوي". 

 

وتجد الصحيفة أنه "مع أن عددهم كان صغيرا، ولا يتعدى المئات، إلا أن رد السيسي على هذه التظاهرات كان يحمل الكثير من الدلالات". 

 

وتشير الافتتاحية إلى أن "السيسي قام في الأيام العشرة الأخيرة بشن حملة بدت وكأنها محاولة لمنع الاحتجاجات وتطورها، وبحسب منظمات حقوق الإنسان، فإنه تم اعتقال أكثر من ألفي شخص، بدءا من نقاد النظام المعروفين إلى الشبان الذين وجدوا أنفسهم بالصدفة وسط الأحداث في الشوارع، وتم تقييد التعامل مع الإنترنت، وتم تحذير الصحافيين الأجانب، وطلب منهم نقل ما تقوله الدولة عن التظاهرات أو (وجهة نظر الدولة)". 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن قوات الأمن قامت في يوم الجمعة الماضية بإغلاق وسط القاهرة تماما؛ لمنع المحتجين من الوصول إلى ميدان التحرير، الذي كان مركز الاحتجاجات التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك في عام 2011، ومع ذلك اجتمع الشباب في مناطق أخرى من العاصمة، وهم من الذين كبروا في ظل سلطة السيسي بعد انقلابه الدامي في عام 2013 ضد حكومة منتخبة بطريقة ديمقراطية".

 

وتستدرك الافتتاحية بأنه "رغم أن القليل يتوقعون حدوث ثورة في المنظور القريب، فإن الاضطرابات وردة فعل السيسي هما تحذير واضح من أن مصر في ظل حاكمها الحالي ليست مستقرة". 

 

وتفيد الصحيفة بأنه "في وقت سجل فيه الاقتصاد نموا متسارعا وكذلك معدلات الفقر، فإن السيسي ضيع مليارات الدولارات على مشاريع فرعونية، مثل تفريعة قناة السويس والعاصمة الجديدة".

 

وتنوه الافتتاحية إلى أنه "في غضون ذلك انغمس فيه الجنرال السابق وشلته بفساد على مستويات قياسية، تم توثيق بعضها من المقاول المنفي محمد علي، الذي وضع عشرات من أفلام الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي، ومن بين الأمور التي زعم علي أن السيسي فعلها، تبذير الأموال على بناء قصور رئاسية، بما فيها قصر بقيمة 15 مليون دولار في الإسكندرية".

 

وتشير الصحيفة إلى أن "السيسي قدم دفاعا مثيرا للدهشة بشأن هذه القصور، قائلا: (أين سأستقبل الرئيس ترامب؟)، في وقت يعيش فيه 30 مليون نسمة على أقل من 1.45 دولار في اليوم، ومثل هذا الكلام الذي لا معنى له لا يعد صادما فقط، بل هو خطير لأي شخص يعول على السيسي للمحافظة على النظام خلال العقد أو أكثر الذي يخطط فيه للبقاء في السلطة". 

 

وتقول الافتتاحية: "لسوء الحظ، فإن ترامب يشاركه في هذا الهوس، فبعد لقائه مع السيسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وصفه مرة ثانية بـ(القائد العظيم)، وتجاهل المظاهرات الأخيرة ووصفها بغير المهمة، فعندما يتعلق الأمر بديكتاتوره المفضل لا شيء يثير قلق ترامب: لا تصميم تنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء، ولا اعتقال النظام مواطنين أمريكيين بناء على اتهامات سياسية مطبوخة، ولا الحديث عن خطط مصرية لشراء مقاتلات روسية الصنع في وقت تضع فيه مصر في جيبها أكثر من مليار دولار في المساعدات العسكرية السنوية". 

 

وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالإشارة إلى دعوة وزارة الخارجية الأمريكية السماح للمصريين بالتظاهر بسلام، وكذلك دعوة رئيسي لجنتي الشؤون الخارجية الديمقراطي في مجلس النواب ورئيس اللجنة الجمهوري في مجلس الشيوخ إلى الأمر ذاته، "إلا أن السيسي يأخذ توجيهاته من البيت الأبيض، وطالما بقي ديكتاتور ترامب المفضل فإننا سنتوقع حملة قمع لا ترحم تزعزع في النهاية الاستقرار".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)