سياسة عربية

ما الرسائل التي حملتها تغريدة ملك الأردن عن إضراب المعلمين؟

الملك تحدث عن وجود أجندات وعبثية الأمر الذي أثار جدلا واسعا- جيتي
الملك تحدث عن وجود أجندات وعبثية الأمر الذي أثار جدلا واسعا- جيتي

فاجأ العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، مواطنيه بتغريدة مثيرة أطلقها في أعقاب فك نقابة المعلمين إضرابها الذي استمر طيلة شهر كامل، بعد حصولها على مطالبها.

وقال الملك عبد الله، بعد تهنئته المعلمين بيومهم العالمي، إن بعض تفاصيل الإضراب كانت "مؤلمة وعبثية"، وأشار إلى وجود "أجندات بعيدة عن مصلحة الطالب، والمعلم، والتعليم"، كما رأى أن "الثمن الأكبر كان تعريض مصلحة الطلبة للإعاقة، وهذا يجب ألا يتكرر".

وفتح حديث الملك جدلا واسعا في الشارع الأردني، لا سيما أن من كان طرفا في المواجهة أمام نقابة المعلمين، وهو رئيس الوزراء عمر الرزاز، غرد بهاشتاغ "مع المعلم"، مبديا أسفه عمّا جرى لهم، في إشارة إلى قمع اعتصامهم أمام رئاسة الوزراء قبل نحو شهر، إضافة إلى اعتباره مطالبهم برفع العلاوة "مشروعة بل وواجبة"، كونهم يعانون من "أوضاع معيشية صعبة وبيئة صفيّة بعيدة عن الطموح".

وبحسب النائب في البرلمان الأردني، صالح العرموطي، فإن محتوى التغريدة كان بعيدا عن الواقع، و"غير موفق"، معربا عن أمله بأن يتم تعيين مستشارين للملك قريبين من الشارع.

وأوضح العرموطي في حديث لـ"عربي21"، أنه لم يكن يتمنى أن يكون تعليق الملك على قضية انتهاء الإضراب بهذا الشكل، مبينا أن نقابة المعلمين كأي كيان وطني حريصه على الوطن، بعيدا عن أي أجندات مشبوهة.

واستبعد العرموطي أن يكون لتغريدة الملك صدى سلبي على المطالب النقابية، في إشارة إلى تفسير البعض لتغريدة الملك بأنها تحذير لأي حراك نقابي قادم.

وقال إن بعض النقابات، ومنها الأطباء والصيادلة، اتفقت على ترتيبات معينة مع الحكومة لتلبية مطالبها، وبالتالي من المستبعد أن تشهد المملكة حراكات نقابية قريبا.

ولفت العرموطي إلى ضرورة تطبيق المادة 17 من الدستور الأردني، وعدم التهاون فيها، التي تنص على أن "للأردنيين الحق في مخاطبة السلطات العامة فيما ينوبهم من أمور شخصية أو فيما له صلة بالشؤون العامة بالكيفية والشروط التي يعينها القانون".

كما اتهم العرموطي من وصفها بـ"الدولة العميقة" بمحاولة "خلخلة المجتمع"، قائلا إن الأمر يستدعي تكاتفا، وجمعا للكلمة، وعدم المساس بالمؤسسات المجتمعية، التي أثبتت التفاف الناس حولها.

الإخوان

 
بدوره، رأى الإعلامي والمحلل السياسي عمر عياصرة أن تغريدة الملك "تحمل شعورا بأن الدولة انهزمت أمام الإرادة الشعبية، وتحذيرا للفعاليات المطلبية والسياسية بأن لي ذراع الدولة الاقتصادي لن يستمر، ولن تتكرر حالة المعلمين".

وأضاف العياصرة في حديث لـ"عربي21"، أن المقصود بعبارة "الأجندات" التي وردت في تغريدة الملك هم جماعة الإخوان المسلمين.

ولم يستبعد عياصرة فرض إجراءات مشددة تجاه "الإخوان المسلمين" في المرحلة المقبلة، متابعا: "ولا أستبعد أن يتم التضييق عليهم في الانتخابات البرلمانية القادمة بعد نحو سنة".

وحول التباين في لغة الملك عبد الله والرزاز تجاه المعلمين، قال العياصرة، إن "الحكومة تنازلت مضطرة أمام نجاح الإضراب، والتنازل لا يستقيم معه أن يلحق بلغة تهديدية"، فيما رأى أن "الملك يعني الدولة بمرجعياتها".

وكان نائب نقيب المعلمين، ناصر النواصرة، رد على تغريدة الملك قائلا: "نحن كما نحن، بدون أجندات".

اقرأ أيضا: هل "أحرج" إضراب المعلمين الأحزاب والنقابات الأردنية؟

 

 

التعليقات (0)