صحافة دولية

MEE: هكذا وصف سكان قرية باريشا ليلة قتل البغدادي المخيفة

لم يكن سكان باريشا يعلمون أن البغدادي كان يختبئ في القرية- ميدل إيست آي
لم يكن سكان باريشا يعلمون أن البغدادي كان يختبئ في القرية- ميدل إيست آي

نشر موقع "ميدل ايست آي" تقريرا للصحافي مصطفى دنون، من قرية باريشا السورية، قال فيه إنه بالرغم من أن باريشا تقع في منطقة حرب، إلا أنها قرية هادئة ذات مناظر جميلة.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هناك حوالي 6 آلاف شخص يعيشون في هذه القرية، التي تبعد 5 كم عن الحدود التركية، فيما هناك حوالي ألف نازح سوري من إدلب وغيرها، أقاموا خيامهم على الأرض الحمراء تحت أشجار الزيتون في أطراف القرية.

 

ويفيد دنون بأن السوريين في إدلب، وهي آخر معقل للثوار تحت سيطرة المجموعات المتشددة، يعانون من قصف القوات الروسية والقوات الحكومية السورية.

 

ويقول الموقع إن سكان المدينة الجبلية عانوا من الغارات الجوية، إلا أن أصوات التفجيرات المفزعة خلال الهجوم الأمريكي على مقر أبي بكر البغدادي ليلة السبت جعلت القرية تعيش حالة من الصدمة العميقة.

 

وينقل التقرير عن محمد مصطفى خالد، قوله للموقع: "كنت جالسا مع عائلتي.. وسمعت أصوات طائرات الهليكوبتر تطير على مستوى منخفض، ثم سمعنا إطلاق نار من الأرض"، وأضاف: "لم نعرف ما الذي يحدث، ولذلك اختبأنا أنا وعائلتي ظنا منا أن طائرات النظام السوري تستهدف منطقتنا".

 

ويورد الكاتب نقلا عن خليل، الذي يعيش مع عائلته في أطراف باريشا، بعد أن نزحوا من جنوب ريف إدلب وأصيب بيتهم بالشظايا، قوله: "لا أستطيع وصف حال عائلتي حينها.. كان الأطفال يصرخون، وكانت النساء في حالة رعب، لأننا لم نكن نعرف ما الذي كان يحدث، وكانت المنطقة كلها وكأنها بركان ثائر، ولحسن الحظ لم يتعرض أحد من أطفالي أو عائلتي لأي إصابات".

 

ويذكر الموقع أن ثماني مروحيات وطائرة حربية قامت بدخول محافظة إدلب في وقت متأخر من ليلة السبت، بحسب ما قاله شهود عيان للموقع، فقال أحمد محمد، وهو مواطن آخر من باريشا: "لقد فوجئنا في الليل بأصوات الطائرات، وعندما فتحت الباب لمعرفة ما الذي كان يحدث، صدمت بأن الطائرات لم تكن أعلى من 15 مترا عن الأرض".

 

وينقل التقرير عن محمد، قوله إن مرافقي البغدادي بدأوا بإطلاق النار على المروحيات، ما أدى إلى قيام تلك المروحيات بقصف مصادر النيران بشدة قبل ضرب الشوارع لمنع الوصول إلى البيت.

 

ويورد الكاتب نقلا عن قائد العملية العسكرية الأمريكية، الجنرال كنيث ماكنزي، قوله للمراسلين يوم الأربعاء بأنه عندما هبط الأمريكيون قام مقاتلون متشددون، ليسوا من أعضاء تنظيم الدولة، بالتوجه الى المجمع، بعضهم في شاحنة بيضاء قامت المروحيات الأمريكية بإطلاق النار عليها.

 

وأضاف ماكنزي: "كانت هناك مجموعات متشددة أخرى في المنطقة، وربما كانوا لا يعرفون أنه هناك.. وعندما شاهدوا المروحيات تهبط وتبدأ بالعمل بدأوا بالتوجه نحوها، لكنهم لم يكونوا يتوجهون إليها لمساعدته، لكنهم كانوا يتدفقون نحو ما يرونه"، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يكون المقاتلون قد اعتقدوا أنها كانت عملية تركية أو روسية أو أمريكية.

 

ويلفت الموقع إلى أنه خلال المؤتمر الصحافي ذاته، نشر الجيش الأمريكي مقاطع فيديو للهجوم لأول مرة، حيث تظهر الصور الجوية المشوشة ما لا يقل عن 10 جنود من القوات الخاصة يتقدمون نحو المجمع من جانبين، وطلب الجنود من الناس الذين يعيشون في الخيام بالقرب من البيت أن يبقوا بعيدا، ثم سمعوا صوتا باللغة العربية يطلب من صاحب البيت وأي شخص معه بأن يسلموا أنفسهم.

 

وينقل التقرير عن محمد الذي شاهد العملية على الأرض، قوله إنه بعد قيام القوات الخاصة بالإغارة على المجمع -وبعد أن قام البغدادي بتفجير سترة مفخخة بحسب التقارير- فإن طائرة قامت بإطلاق ثلاثة صواريخ على البناية، وأضاف: "أدت القنابل إلى تحطيم نوافذ بيوت القرية كلها".

 

وينوه دنون إلى أن محمد والسكان الآخرين سارعوا بعد اختفاء الطائرة، إلى أرض المعركة، ورأوا البيت وقد تمت تسويته بالأرض، وكانت هناك جثث في كل مكان، بينهم نساء وأطفال، وقال محمد: "لا أعرف شيئا عن مالك البيت، لكن ما أعرفه هو أنه كان مدنيا يبيع القمح والزيتون.. وصدمت عندما علمت أن العملية استهدفت قائد تنظيم الدولة الذي كان في داخله".

 

وينقل الموقع عن أحمد سعود الحسين، الذي يعيش في المنطقة، قوله بأنه هو وعائلته نزحوا من ريف حماة، مشيرا إلى أن زوجته جرحت عندما قصف المجمع، وقال للموقع: "تم قصف الشوارع الرئيسية ولم يكونوا يريدون أن يتحرك أحد خلال العملية".

 

ويورد التقرير نقلا عن الحسين، قوله إنه اضطر لنقل زوجته بسرعة إلى المستشفى في جنح الظلام، وخشي من إلقاء القبض عليهم في أعقاب العملية، وأضاف: "سمعت أصوات الجنود الأجانب على الأرض عندما كنت أبتعد عن بيتي، وهو ما كان مخاطرة كبيرة قمت بها في وقتها".

 

ويفيد الكاتب بأن الحسين قال إنه دهش كغيره من المواطنين لعلمهم أن أعضاء من تنظيم الدولة، ناهيك عن رأس التنظيم، البغدادي، كانوا يعيشون بينهم في البيت الواقع على طرف القرية.

 

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن أبا خالد، وهو نازح سوري آخر، يعيش في خيمة قريبة من البيت، قال كلاما شبيها بما قاله الحسين، فقال: "ما كنا نعرفه هو أن البيت لمدني يخرج من البيت بشكل عادي ويعود له وأنه تاجر.. لكننا لم نعلم من كان في البيت معه".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)