صحافة دولية

هذا ما قالته وارسي عن "الإسلاموفوبيا" بحزب المحافظين

كافحت وارسي من أجل مواجهة كراهية الإسلام في حزب المحافظين- الغارديان
كافحت وارسي من أجل مواجهة كراهية الإسلام في حزب المحافظين- الغارديان

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا حول مقابلة أجراها مراسلها سايمون ميرفي، يقول فيها إن السياسية البريطانية المسلمة سيدة وارسي، وصفت مشكلة الإسلاموفوبيا في الحزب الذي تنتمي إليه، حزب المحافظين، بأنها مثل العيش في ظل علاقة قائمة على الانتهاك. 

ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن وارسي، قولها في المقابلة إن من "العار" أن "ينتظر الحزب أربعة أعوام وتنافسا على قيادة الحزب لأن يصحو زملائي ويصرخوا لمعالجة الموضوع". 

ويشير ميرفي إلى أن وارسي كانت أول مسلمة تتولى منصبا حكوميا، وكافحت داخل الحزب من أجل مواجهة كراهية الإسلام، لافتا إلى أنها أشارت إلى ما قاله وزير الخزانة الحالي ساجد جاويد، الذي رشح نفسه لقيادة الحزب، وانتقد في أثناء السباق زميليه بوريس جونسون ومايكل غوف على مواقفهما المعادية للمسلمين. 

وتنقل الصحيفة عن وراسي، قولها في المقابلة التي جرت في منزلها في ويكفيلد في ويست يوركشاير، إنها شعرت بالنشوة، و"اعتقدت أننا وصلنا لحل المشكلة"، وأضافت أنها كانت تضغط على جاويد من خلف الكواليس، لكنها لم تكن تعلم بأنه سيدعو لتحقيق أثناء نقاش لقيادة الحزب. 

ويستدرك التقرير بأن تعهد إجراء تحقيق في الإسلاموفوبيا في الحزب تراجع، فبعد إعلان غوف عن عقد تحقيق كامل في الإسلاموفوبيا، تراجع جونسون وقال إنه سيجري "تحقيقا عاما في أنواع التحيز كلها"، مشيرا إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تجد فيها وارسي نفسها على تضاد مع زملائها في الحزب، فقالت: "أنا مترددة جدا لتحويل الأمر إلى سيدة ضد حزب المحافظين.. أصبح بهذا الشكل تقريبا نظرا لعدم وجود أصوات أخرى". 

 

ويلفت الكاتب إلى أن وارسي ترأست هذا الحزب لمرة، وقالت: "هناك الكثير من الأمور العاطفية، وهو طلاق مؤلم، وأشعر أنني في علاقة تقوم على الانتهاك في الوقت الحالي، كما لو أنني مع شخص يجب ألا أكون معه، ولم يعد أمرا صحيا بقائي في حزب المحافظين". 

وتورد الصحيفة نقلا عن المجلس الإسلامي البريطاني، قوله إن لا أحد ينكر وجود معاداة للإسلام في الحزب، مشيرا إلى أن الحزب لديه عمى من ناحية الإسلاموفوبيا، وأكدت هذا الأمر تحقيقات في "بازفيد" و"بي بي سي "وآي تي في نيوز" و"الغارديان". 

وينوه التقرير إلى أن الصحيفة كشفت في آذار/ مارس عن إعادة الحزب 15 عضوا في مجالس محلية اتهموا بنشر مواد عنصرية ضد المسلمين، بعدما علقت عضويتهم، ووصف بعضهم السعودية بـ"رمل الفلاحين"، فيما وصف آخرون الناس من آسيا بالكلاب.

ويفيد ميرمي بأن الصحيفة كشفت في نيسان/ أبريل عن مرشحين محافظين للانتخابات المحلية، وأخرى كرمتها الملكة، هم من بين 40 عضوا في حزب المحافظين عبروا عن كراهيتهم للإسلام، وتشاركوا في مواد محرضة على صفحات "فيسبوك"، وهذه المرة وصف المسلمون بأنهم من "يرتدي أكياس القمامة"، بالإضافة إلى دعوات لمنع الإسلام من بريطانيا، واعتبار القرآن "كتاب شر". 

وبحسب الصحيفة، فإنه كشف في الشهر ذاته عن تلقي الوزيرة المسلمة الوحيدة نصرت غاني، سيلا من الرسائل الإلكترونية أرسلها ناشطون في الحزب ويمدحون فيها خطاب إينوك باول "أنهار الدم"، متسائلين عن حق المهاجرين في المشاركة في البرلمان. 

ويشير التقرير إلى أن "الغارديان" حصلت في هذا الشهر على ملف أعده صاحب حساب مجهول في "تويتر"، ويقدم فيه أمثلة على تعليقات عنصرية أو معادية للإسلام، قام بها عناصر في الحزب، وأعضاء مجالس محلية سابقون وحاليون، لافتا إلى أن الحزب عادة ما يرد على حوادث كهذه بتعليق العضوية، إلا أنه انتقد بسبب إجراءات التعليق الغامضة. 

ويذكر الكاتب أن استطلاع "يوغف" لصالح منظمة "هوب نوت هيت" في حزيران/ يونيو، وجد أن نسبة النصف من البريطانيين يعتقدون أن الإسلام تهديد على الحياة البريطانية. 

وتقول الصحيفة إنه يبدو أن ساجد، الذي يعود في أصوله لعائلة باكستانية، تبنى وجهة نظر الحكومة، فقال لـ"بي بي سي": "من المنطق النظر في أنواع التحيز كلها"، مشيرة إلى قول وارسي إن جاويد تعرض لضغط شديد للتخلي عن مطلبه، وأضافت: "إنه وزير الخزانة، وحصل على المنصب الثاني أو الثالث الأقوى في الحكومة، ومع ذلك يشعر أنه غير قادر على ممارسة سلطته، وأفهم هذا الفن من لعبة السياسة للحصول على موقع تكون فيها قويا، وأعتقد ان السياسيين يركزون على تجميع السلطة، وينسون في الوقت ذاته السبب الذي يدفعهم لمراكمتها". 

ويلفت التقرير إلى أنها متعاطفة مع وزير الخزانة الذي اعترف بجذوره الإسلامية، لكنه "لا يمارس شعائر أي دين.. أعتقد أنه يهتم في أعماق نفسه بهذا الموضوع، والسبب هو لو أنك نظرت لتعريف الإسلاموفوبيا، فهي ليست عن الدين أو الإسلام، لكن إن كنت مسلما أم لا، أو ما يفهم منه أنك مسلم". 

وينوه ميرفي إلى أن حكومة جاويد تعرضت لرفضها تعريف الإسلاموفوبيا كما حددها تقرير في البرلمان تبناه حزب العمال والليبراليون الأحرار والحزب الوطني الإسكتلندي.

وتنقل الصحيفة عن جاويد، قوله في بيان: "أتذكر بوضوح شتائم (باكي ابن الحرام) وأنا في ملعب المدرسة، ومثل سيدة والكثيرين أعلم ماهية التعرض للتحيز، طفلا وفي محل العمل والسياسة، وأرسل تحيتي لمن يتصدون للتمييز عندما يشاهدونه، ولن نهزم العنصرية إلا بالعمل معا، وسنقوم بالتحقيق في الكراهية ضد المسلمين كجزء من تحقيق في أنواع التحيز كلها". 

ويفيد التقرير بأن وارسي بدأت معركتها ضد الإسلاموفوبيا عام 2011، عندما كانت وزيرة في حكومة ديفيد كاميرون، فقالت إن التعصب "لم يعد موضوعا يناقش على طاولة الطعام" بسرية في البيوت، بل أصبح مقبولا على نطاق واسع، وعندما استقالت من منصبها الحكومي عام 2015؛ احتجاجا على موقف الحكومة الذي لا يمكن الدفاع عنه تجاه أزمة غزة، فإنها بدأت بطرح موضوع الإسلاموفوبيا في حزب المحافظين. 

ويشير الكاتب إلى أنه في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 أثار النائب المحافظ بوب بلاكمان عاصفة عندما استضاف المتطرف المعادي للإسلام تابان غوس، الذي دافع عن جرائم إبادة المسلمين الروهينغا في بورما، وفي عام 2018 دعت وارسي حزب المحافظين لإجراء تحقيق داخل حزب المحافظين. 

وتورد الصحيفة نقلا عن وارسي (48 عاما) ابنة المهاجر الباكستاني الذي بنى شركة بمليوني جنيه إسترليني، قولها إن الحملة تركت أثرها عليها، "في بعض الأحيان عندما تنظر إلى يوركشاير الخضراء الهادئة أسائل نفسي لماذا أهتم بهذا"، لكنها تقول إنه "من أجل المستقبل علي المواصلة، ولا يمكنني القول فقط: (أنظر، لقد عانيت بما فيه الكفاية وأراك لاحقا ومع السلامة) علي أن أبقى". 

ويلفت التقرير إلى أنها عندما سئلت إن كان الحزب يدفعها بعيدا عنه، فإنها أجابت قائلة: "أعتقد أنه لا يجعل البقاء فيه سهلا لي"، وقالت إنها فكرت في اعتزال السياسة، وليس الحزب فقط، "فكرت في ترك السياسة لا حزب المحافظين فقط، وفكرت بمغادرة ويستمنستر"، فسألها الكاتب: "هل هذا بسبب الإسلاموفوبيا؟"، فأجابت قائلة إنه "بسبب حال السياسة والطريقة التي تدار فيها، فهناك الكثير من الأكاذيب التي يروج لها وقليل من الحقائق والتفكير العقلاني والقبح العام الموجود". 

ويستدرك ميرفي بأن الإسلاموفوبيا دفعتها مرة أخرى إلى خط المواجهة الأول، فهي تخوض المعركة وحدها.

وتنقل الصحيفة عن النائب السابق في البرلمان الأوروبي ساجد كريم، قوله إن الحزب في حالة إنكار بشأن مدى الإسلاموفوبيا، وهو في خطر التحول لحزب البريكسيت لكن باسم آخر، وقال إنه سمع في 2013 نائبين محافظين يتحدثان بعبارة فيها كراهية عنه وعن دينه وثقافته، وواحد منهما كان وزيرا، وأشار إلى أنه بعد الكشف عن الأمر اتصل به مقر حزب المحافظين وسأله إن كان يريد تقديم شكوى مستخدما الإجراءات المعروفة، لكنه رفض نظرا لحساسية الشكوى، إلا أنه قال إنه يفضل مقابلة رئيس الحزب جيمس كليفرلي ليضع الأمر أمامه ليعالجه، لكنه لم يسمح منه أبدا. 

وبحسب التقرير، فإن كريم، الذي ظل نائبا في البرلمان الأوروبي لمدة 15 عاما، يشك في استعداد زملائه في الحزب لمعالجة المشكلة أو الاعتراف بها، "فهم ينظرون إليها على أنها إزعاج، ومن يقوم منا بطرح الموضوع فإنهم يؤكدن أنه أمر يضر بالحزب". 

ويقول الكاتب إن وارسي أثارت القلق من وزراء في الحكومة، مثل مايكل غوف، الذي حذرت من توليه منصب رئاسة الوزراء؛ نظرا لآرائه عن المسلمين، وهي تعد غوف معاديا للإسلام وكتب كتابا في عام 2006 "7/7 مئوية عن الإسلامية في بريطانيا"، وتقول: "أعتقد أن آراء مايكل أنه لا يوجد هناك من يمكن اعتباره مسلما غير إشكالي، وأعتقد أن في عالمه أن هناك متطرفين وراء كل شخص يؤمن بالإسلام والمسلمين أو مرتبط بهما".

وتورد الصحيفة نقلا عن وارسي، قولها: "في ذات مرة دعاه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون جانبا بسب تعليقات قالها، وقال له (كفى، مايكل) وكانت عن المسلمين"، ويقول المتحدث باسم غوف إن هذه "ادعاءات" غير صحيحة. 

ويجد التقرير أنها تبدو متعاطفة مع بوريس جونسون، الذي كتب مقالا وصف فيه المنقبات بصناديق البريد عام 2017، وقال إن الإسلام هو سبب رجعية العالم الإسلامي، وتراه "محافظا ليبراليا من الوسط"، وقالت: "لقد أصدر تصريحات سخيفة، وأعتقد أن جزءا منها ذكي، وهو جزء من الطريقة التي يتصرف فيها أبناء الطبقة البيضاء الميسورة في بعض المناطق، ولا أعتقد أنه خبيث وأنه كاره للإسلام، ولا أعتقد أنه يريد الخروج ومهاجمة المسلمين بسبب كونهم مسلمين، أو أنه يريد جعل الحياة صعبة لهم، وأنا متأكدة من أنه لا يريد عمل هذا، فهو ليس غوف". 

ويشير ميرفي إلى أن رئيس منبر "مسلمون محافظون"، محمد أمين، الذي طالب بتحقيق مستقل، يقول إنه يعلم مدى وعي الحزب بالمشكلة منذ انضمامه لحزب المحافظين في عام 1983، و"لأنني كنت معتقدا بالأيديولوجية الاقتصادية.. رغم معرفتي بالعنصرية البيضاء القديمة"، واعتقد أن حزبه مد يده إلى الأقليات العرقية، لكن نقطة التحول حصلت عام 2016 أثناء انتخابات عمدة لندن، وحملة التشويه التي قادها المحافظون ضد صادق خان، واتهامه بالتقرب من المتطرفين. 

وتفيد الصحيفة بأن أمين نجح العام الماضي في إقناع زملائه بدعم تحقيق مستقل، قائلا: "لا يمكن الوقوف موقف المتفرج"، وطرد من الحزب في حزيران/ يونيو بعدما اتهم جونسون، وشكك في نزاهته وشبهه بهتلر، واستقال من الحزب وانضم لليبراليين الديمقراطيين، ووصف الإسلاموفوبيا في حزب المحافظين بأنها "كارثة بطيئة"، قائلا: "إنها مشكلة مؤسساتية داخل الحزب، الذي يقدم نفسه بأن لديه شفافية حول أي شيء، وقد أضر ذلك بقدرته على التعامل مع مشكلة الإسلاموفوبيا". 

 

ويلفت التقرير إلى أن نائب رئيس ستوربريدج في ويست ميدلاند، كايل بيدلي، استقال في بداية الشهر الحالي لشعوره بالاشمئزاز بعدما شاهد مسلما كان يريد الترشح في مجلس البلدية يحقق معه حول دينه، وسئل الرجل: "هل أنت مسلم في الحقيقة؟ وهل تصلي خمس مرات؟ وكم مرة في العام تذهب إلى المسجد؟". 

وينوه الكاتب إلى أن المرشح البرلماني المحافظ ونائب رئيس حزب المحافظين في لندن كيشان ديفاني، استقال من الحزب في نهاية عام 2017؛ لشعوره بعدم الارتياح من فشل الحزب في التعامل مع مشكلة الإسلاموفوبيا، مشيرا إلى أن ديفاني هو هندوسي ومرشح اليوم عن حزب الليبراليين الديمقراطيين في ويلز. 

وتنقل الصحيفة عن ديفاني، قوله: "سمعت كيف تم الحديث عن الناس وتهميشهم بسبب عرقهم ودينهم، وقلت هذا مثير للاشمئزاز، ويجب أن يعامل الناس بهذه الطريقة". 

ويشير التقرير إلى أن الحزب، الذي يركز نظره على الانتخابات، يواجه مشكلات أخرى، فقد تقدم المجلس الإسلامي البريطاني بشكوى لمفوضية المساواة وحقوق الإنسان، طلب فيها التحقيق في الإسلاموفوبيا في حزب المحافظين، وقدم الحزب الأدلة المطلوبة منه. 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن وارسي تشك في نوايا جونسون توسيع التحقيق، لكنها تفكر في المشاركة، حيث اتصل بها قادة الحزب، وتقول: "لو كانت هذه هي الطريقة للتدقيق فلن أجلس عابسة مثل الراهب، كما يقولون في يوركشاير"، لكنها ليست مستعدة للبصم على تحقيق لا منطق فيه.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
محمد قذيفه
السبت، 30-11-2019 08:33 ص
المسلم مسالم بطبعه بالسلمية وملتزم بتطبيق دينه الذي ينهاه عن العنف والظلم والغيبة والنميمة والكذب والتزوير وبنظافة اليد واللسان والقلب ولن نجد هذا الا في الاسلام فالمسلم قوي في غير عنف لين في غير ضعف