علوم وتكنولوجيا

السيارات الكهربائية تشكل تحديا أمام محطات الوقود

يستغرق شحن السيارة الكهربائية وقتا أكبر من تعبئة الوقود للعادية - أ ف ب
يستغرق شحن السيارة الكهربائية وقتا أكبر من تعبئة الوقود للعادية - أ ف ب

يشكل نمو قطاع السيارات الكهربائية تحديا ليس فقط لشركات صناعة السيارات بل أيضا لمحطات الوقود والسوبر ماركت ومراكز التسوق التي تضطر إلى التكيف مع وجود المزيد من هذه المركبات على الطرق.

ويستذكر المدير التنفيذي في "فيولز إنستيتيوت" وهي الجمعية المهنية في هذا القطاع جون إيكبرغر: "أنا أنشط في قطاع محطات الوقود منذ عقدين. قبل ثلاث سنوات، لم يكن هناك أي اهتمام بشحن السيارات الكهربائية".

ويشير خلال نقاش مع ممثلين عن جهات أخرى في قطاع التوزيع: "في الواقع، هم كانوا يعتبرون أن (السيارات الكهربائية) هي التهديد الرئيسي لنموذجهم الاقتصادي، لكنهم باتوا يعون أنها قد تكون من زبائنهم أيضا".

والمشكلة لمحطات الوقود التقليدية هي أن الوقت المطلوب لشحن سيارة كهربائية يفوق بكثير ذلك اللازم لتعبئة الوقود... إذ تستغرق العملية ما بين عشرين إلى ثلاثين دقيقة كحد أدنى، حتى مع أجهزة شحن سريعة تستخدم التيار المستمر.

وحتى مع احتساب الوقت الذي يخصصه السائقون للمشتريات على هامش تعبئة الوقود (من ماء ووجبات خفيفة وسجائر...)، يقرب معدل الوقت الذي يمضونه في محطات الوقود في الولايات المتحدة من ثلاث دقائق ونصف الدقيقة في المعدل، وفق إيكبرغر.

وفي أكثرية الحالات، تحصل عمليات شحن السيارات الكهربائية في المنزل أو مكان العمل، إلا أن محطات الوقود التقليدية البالغ عددها حوالي 145 ألفا في الولايات المتحدة قد تنصب أجهزة شحن سريعة للغاية بهدف استقطاب الزبائن. وهي تتيح في المقابل للزبائن شراء وجبات طعام واستخدام الإنترنت اللاسلكي مجانا لتشجيعهم على تمضية فترة أطول وتوسيع النموذج الاقتصادي لهذه المحطات تاليا، وفق المحلل.

ويؤكد جون إيكبرغر: "هذا ما نشجع العاملين في القطاع على فعله. كثيرون بدأوا بذلك ويسعون إلى فهم ما يريده زبائنهم".

"وضع شديد التعقيد" 

 

ويقول إد هادسون مدير "كروغر" ثاني أكبر شبكة متاجر سوبر ماركت في الولايات المتحدة: "الأرقام التي تردني تدفع إلى الاعتقاد بأنه في خلال عشرين عاما، ستكون 30% من المركبات على الطرقات هي سيارات كهربائية تتطلب نوعا من الشحن. هذا الأمر سيغيّر شكل مواقف السيارات لدينا". ويشير إلى أن "الأمر الأهم لنا هو التأكد من أننا سنكون قادرين على تطوير شبكتنا من محطات الشحن لتفادي أي مشكلة" وفعل ما يلزم لكي لا يتوجه زبائن "كروغر" الذين يقودون سيارات كهربائية إلى جهات منافسة مجهزة بشكل أفضل.

ويقول هادسون: "كيف سنغيّر نظرتنا لطريقة إنزال الركاب؟ أين سنضع كل هذه المحطات للشحن؟ كم عدد الشركات التي ستحاول حيازة نظامها الخاص للشحن، مثل تيسلا؟ الوضع سيكون شديد التعقيد".

 

ويتوقف أيضا عند الكلفة الباهظة لإقامة محطات الشحن هذه في مواقف السيارات.

 

وفي الولايات المتحدة، ثاني أكبر الأسواق العالمية للسيارات الكهربائية خلف الصين، تتركز أكثرية المبيعات على عشر مدن كبرى عند السواحل الشرقية والغربية، كما الحال في ولاية كاليفورنيا.

ويلفت هادسون إلى أن "مواقف السيارات التي نملكها" في هذه المناطق "صغيرة للغاية بسبب أسعار العقارات المرتفعة للغاية"، ما يحد من القدرة على إقامة محطات للشحن. وهذا الأمر مصدر قلق كبير أيضا للمراكز التجارية التي تواجه أحيانا قيودا تعاقدية وإجرائية كبيرة، على ما يؤكد دانيال سيغال نائب رئيس مجموعة "سايمون بروبرتي" الرائدة في القطاع في الولايات المتحدة.

وكانت أكثر من 1.18 مليون سيارة كهربائية تسير على الطرقات الأمريكية في نهاية آذار/ مارس 2019، بحسب إحصائيات معهد "إديسون" الكهربائي. وقد سجلت مبيعات هذه السيارات في الولايات المتحدة سنة 2018 ارتفاعا بنسبة 81% مقارنة مع العام السابق، وهي تمثل حوالى 17% من إجمالي المبيعات في العالم.

التعليقات (0)