صحافة دولية

موقع روسي: تحالف نظام الأسد و"قسد" مؤقت لهذه الأسباب

"قسد" اضطرت للتحالف مع النظام السوري بسبب "نبع السلام" التركية- جيتي
"قسد" اضطرت للتحالف مع النظام السوري بسبب "نبع السلام" التركية- جيتي

نشر موقع "فالداي كلوب" الروسي، تقريرا تحدث فيه عن تحالف النظام السوري وقوات سوريا الديقراطية "قسد" في الشمال السوري، وسط عملية "نبع السلام" التركية.

 

واعتبر الموقع الروسي أن التحالف بين نظام الأسد و"قسد" عبارة عن تقارب مؤقت فقط، موضحا أسباب ذلك. 

 

وتناول كذلك التقرير اهتمام روسيا بإقامة حوار مع واشنطن بشأن القضية السورية، غير أنها حتى الآن لم تبعث بإشارات تعكس رغبتها في تقديم تنازلات من أجل تنسيق مواقفها.

 

أهداف متعارضة
 
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن "النظام السوري والأكراد السوريين يسعون إلى تحقيق أهداف سياسية وعسكرية متعارضة، وذلك ما يجعل مهمة التنسيق بينهما صعبة للغاية".

 

وأضاف: "في الحقيقة، لا يمكن وضع نهاية جذرية للصراع إذا لم تتوصل الأطراف المتناحرة إلى حل وسط. ورغم مرور سنوات على القتال، لم يظهر أي من الطرفين رغبة في بدء مفاوضات لإنهاء الحرب".

 

اقرأ أيضا: "قسد" ترد على انتقادات روسيا.. وتطالب موسكو بـ"دور أكبر"

 

وذكر الموقع أن العملية العسكرية التي شنتها تركيا في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الجاري، في شمال سوريا، أجبرت الولايات المتحدة على التخلي عن المناطق الحدودية التي كانت تسيطر عليها بالفعل، ودفعت قوات سوريا الديمقراطية إلى الاتفاق مع النظام السوري لاستعادة عدد من المدن والمناطق في شمال شرق البلاد.

 

اتفاق محدود


وأورد الموقع أن  "الاتفاق أبعاده محدودة، ويقتصر على المسائل الأمنية فحسب. في الوقت نفسه، اتفقت القوات المسلحة التركية مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن إنشاء منطقة أمنية بين مدينتي تل الأبيض ورأس العين".

 

وأضاف: "تبين أن المنطقة التي تسيطر عليها تركيا أصغر بكثير مما خططت له، لا سيما أنها أرادت الحصول على الجزء الشمالي الشرقي بأكمله. وقد دفعت هذه الإجراءات المسلحين الأكراد السوريين إلى مطالبة النظام السوري وروسيا بالعودة إلى الأراضي التي كانت خارج نطاق سيطرة دمشق منذ سنة 2012".
 
في محيط المنطقة التركية، بدأت الاشتباكات بين أتباع أنقرة من جهة، وجيش النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى. ومن وجهة نظر سياسية، لا تعد أنقرة على استعداد للدخول في صراع مفتوح من أجل السيطرة على مدينتي رأس العين وتل أبيض.

 

ومع ذلك، عززت الاشتباكات الاتفاقية الأمنية غير المستقرة بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري. وعلى الرغم من أن النظام السوري والقوات الكردية قاتلا في الجبهة ذاتها، إلا أن احتمال التوصل إلى اتفاق أوسع بين الجانبين فيما يتعلق بإدارة شمال سوريا لا يزال بعيد المدى.

 
وأفاد الموقع بأنه طيلة فترة الحرب الأهلية لم تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى قطع علاقاتها مع دمشق بسبب مخاوف الأكراد من المعارضة السورية المدعومة من طرف تركيا.

 

طبيعة حلفاء "قسد"

 

ومع ذلك، قررت القوات الكردية التعاون مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية وقبول قواتها العسكرية على أراضيها، الأمر الذي رفضه بشار الأسد الذي يسعى إلى استعادة السيطرة على أراضي البلاد وطرد جميع القوات الأجنبية.
 
وأورد الموقع الروسي: "نتيجة لذلك، كانت التطلعات السياسية لقوات سوريا الديمقراطية مشروطة بوجود وحدات أجنبية. وقد كانت فكرة اللامركزية السياسية الراديكالية والحفاظ على الجماعات المسلحة التي لن تخضع لقيادة الجيش العربي السوري في صميم مخططاتهم".

 

اقرأ أيضا: قائد "قسد" يعلق على مصير تل تمر وعين عيسى شمال سوريا

 

وأضاف: "في المقابل، لن يقبل الأسد مقترحات قوات سوريا الديمقراطية، ولم يقترح المسلحون الأكراد السوريون في الوقت الحالي أي حل وسط من شأنه أن يشكل تهديدًا عليهم بشأن الاحتفاظ بالسيطرة الفعلية على شمال شرق سوريا".
 
ونوه الموقع إلى أن النظام السوري أمامه حاليا فرصة اختيار ما يتوجب فعله. وبفضل الدعم غير المحدود من روسيا، يمكن لدمشق تركيز قواتها الرئيسة في إدلب، بينما لا تزال روسيا منخرطة في حل المسألة التركية وردع تركيا.

 

وفي ظل الوضع الحالي، سيسعى النظام وحلفاؤه بالتأكيد إلى زيادة الضغط على الوحدات الكردية من أجل منع إنشاء هياكل سياسية وعسكرية بديلة. كما يتعين على قوات سوريا الديمقراطية التفكير فيما ينبغي القيام به بعد انسحاب القوات الأمريكية، وكيفية استخدام الأسد الضمانات الأمنية المقدمة من موسكو، لتهديد وإخضاع المسلحين الأكراد للنظام.

 

المشروع الانفصالي
 
وأشار الموقع إلى أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، فيتعين على المسلحين الأكراد السوريين التعامل مع نظام يصر على إنهاء المشروع الانفصالي.

 

وفي ظل غياب اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن هذه المسألة، من المرجح أن تلجأ دمشق وموسكو إلى استخدام القوة القسرية لإجبار قوات سوريا الديمقراطية على الخضوع للنظام، بحسب الموقع ذاته.
 
وقال: "فضلا عن ذلك، يتعين على روسيا بحكم دورها حل عدد من المشكلات الصعبة. وبعد انتهاء معركة إدلب وانتقال الصراع إلى مرحلة من الكفاح ضد الانفصاليين الذي يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى، قد تحاول موسكو الابتعاد عن الصراع المدني في سوريا".
 
وفي الختام، نوّه الموقع إلى أن خطوات تركيا أدت إلى ظهور تحالف عملي بين النظام والأكراد، ولكن بمجرد إزالة أنقرة من المنطقة، ستعود الأوضاع بين النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية إلى سابق عهدها.

التعليقات (0)