ملفات وتقارير

في ذكرى انطلاقتها.. حماس: نتطلع لصفقة تبادل مشرفة (صور)

تحتفل حركة حماس بذكرى انطلاقتها عبر تنظيم مسيرات جماهيرية- جيتي
تحتفل حركة حماس بذكرى انطلاقتها عبر تنظيم مسيرات جماهيرية- جيتي

تحل السبت، الذكرى السنوية الـ32 لإعلان تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في 14 كانون أول/ ديسمبر 1987.

وتحتفل "حماس" اليوم في قطاع غزة، بذكرى انطلاقتها الثانية والثلاثين تحت شعار "بحد السيف بددنا الزيف"، التي أعلنت في 14 كانون الأول/ ديسمبر 1987، عبر تنظيم مسيرات جماهيرية، ونظمت أمس في خان يونس والشمال مسيرات حاشدة، واليوم تستعد لتنظيم مسيرات أخرى في مدينة غزة، والأحد في مدينة رفح، والاثنين في محافظة الوسطى.


وأوضحت الحركة أنها قررت إلغاء فعاليات ذكرى تأسيسها لصالح دعم وإسناد الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء بلبنان.

واستكملت قائلة: "في ظل الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة في لبنان، وانعكاسها على واقع شعبنا (...) سنقدم الإسناد والدعم الممكن لشعبنا في لبنان، من أجل بلسمة معاناته الاجتماعية وتعزيز صموده".

 

وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس، سهيل الهندي، أن "حماس في ذكرى انطلاقتها الـ23، تجدد العهد مع شعبها أن تمضي في طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير فلسطين".
 
ونوه الهندي، إلى أن "ذكرى الانطلاقة هذا العام، تأتي في ظروف وأجواء صعبة، حيث التآمر الكبير على شبعنا ومحاولة تطبيق صفقة القرن على الأرض؛ عبر نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، ومحاولات إنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، والحرب على الأسرى".

 

ولفت إلى أن "حماس ماضية في سعيها لتحقيق الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام"، موضحا أن "حماس أبدت مرونة كبيرة جدا في موضوع إجراء الانتخابات الفلسطينية، وقدمت تنازلات كبيرة من أجل فلسطين وإنهاء الانقسام، على أمل أن تكون هناك انتخابات يشارك فيها الكل الفلسطيني بكل حرية".

 

اقرأ أيضا: مسيرات بغزة احتفالا بالذكرى الـ32 لانطلاقة حركة "حماس"

 

وعن بشرى "حماس" التي تزفها للشعب الفلسطيني في ذكرى انطلاقتها، قال القيادي: "نحن على أمل أن تكون هناك صفقة وفاء أحرار2، نحرر من خلالها أسرانا من سجون الاحتلال"، مضيفا: "نعم لا زال هذا الأمل بعيد؛ فالعدو لا زال يتلكأ ويسوف، لكن ثقتنا بالله ومن ثم بالمقاومة أن تحقق هذه البشرى، وأن يعود الأسرى إلى أحضان آبائهم وأمهاتهم وبيوتهم عما قريب".
 
وبين الهندي، أن "تحرير الأسرى، هو أحد أهم أهداف كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية، فهم أمانة في أعناقنا جميعا، وسنعمل بكل ما أوتينا على تحريرهم من سجون الاحتلال"، منوها أن "ملف الأسرى، من الملفات الساخنة، ونأمل أن يسمع العدو المجرم هذه الرسالة، بأن حماس معنية بإنهاء ملف الأسرى وتحريرهم".

 

حركة تحرر وطني بفكر إسلامي

وتُعرّف حركة حماس نفسها على أنها "حركة تحرر وطني، ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تحصر نضالها وعملها في قضية فلسطين، ولا تتدخل في شؤون الآخرين".

وتمثّل "مقاومة الاحتلال الإسرائيلي" المشروع الاستراتيجي لحركة حماس، كما أنها تعمل إلى جانب ذلك في مختلف الميادين، سواء السياسية والدبلوماسية والإعلامية والثقافية والجماهيرية والاجتماعية والإغاثية والتعليمية"، كما جاء في موقعها الرسمي.

التأسيس

في 14 كانون الأول/ ديسمبر 1987، تأسست حركة حماس على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين.

وتزامنت انطلاقة الحركة مع بداية اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى، المعروفة باسم "انتفاضة الحجارة"، في 9 كانون الأول/ ديسمبر 1987.

نفوذ الحركة انتشر بشكل كبير، بعد المشاركة، التي وصفها مراقبون سياسيون بالفاعلة والقوية، في مواجهة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وحملت حركة حماس السلاح، عام 1987، من خلال تأسيس جهاز عسكري أسمته "المجاهدون الفلسطينيون".

الميثاق الأول

أصدرت حركة حماس ميثاقها الأول عام 1988، حيث عرّفت نفسها بأنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين.

وقالت في الميثاق الأول أنها تعتبر أن "منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان، وإليه تحتكم في كل تصرفاتها، ومنه تستلهم ترشيد خطاها".

 

اقرأ أيضا: "القسام": أفشلنا مخططا خطيرا يستهدف قدرات المقاومة

وعرّفت نفسها بأنها "حلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزوة الصهيونية، تتصل وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسّام وإخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين عام 1936، وتمضي لتتصل وترتبط بحلقة أخرى تضم جهاد الفلسطينيين وجهود وجهاد الإخوان المسلمين في حرب 1948، والعمليات الجهادية للإخوان المسلمين عام 1968 وما بعده".

وتحمل "حماس"، شعارا نصّت عليه الوثيقة وهو: "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا".

ومن أبرز أهداف الحركة التي ذكرتها الوثيقة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأرض وإقامة دولة الإسلام

وعن ذلك، جاء في نص الوثيقة:" الهدف منازلة الباطل وقهره ودحره، ليسود الحق، وتعود الأوطان، وينطلق من فوق مساجدها الأذان معلنا قيام دولة الإسلام، ليعود الناس والأشياء كل إلى مكانه الصحيح، والله المستعان".

واعتبر ميثاق "حماس" أرض فلسطين "أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها"، وأن تحرير فلسطين هو "فرض عين على كل مسلم حيثما كان".

وفي هذا الميثاق، لم تفرّق حركة حماس بين اليهود والصهيونية، حيث اعتبرت أن معركتهم مع "اليهود" بشكل عام.

العمل العسكري

أسست حركة حماس جناحها العسكري المسلّح، عز الدين القسّام، عام 1992، حيث أعلن عن اسم الكتائب في أول بيان صدر في 1 كانون الثاني/ يناير من ذلك العام.

لكن بذور هذه الكتائب تشكّلت قبيل الإعلان عنها في عام 1986؛ قبيل الانطلاقة الرسمية لحركة حماس، حيث نفّذت الحركة عمليات مختلفة تحت عناوين مختلفة منذ ذلك الوقت وحتى عام 1992 (عام تأسيس القسّام).

الجناح العسكري لحركة حماس، قبل تأسيس "القسّام" كان يعمل باسم "المجاهدون الفلسطينيون"، بقيادة الشيخ صلاح شحادة.

وبحسب مراجع تاريخية، تمكّن "المجاهدون الفلسطينيون" من اختطاف وقتل الرقيب الإسرائيلي "آفي ساسبورتس" في 3 شباط/ فبراير 1989، والجندي إيلان سعدون في 3 أيار/ مايو عام 1989.

وفي المقابل، شنّت إسرائيل في أيار/ مايو  1989 حملة ضد "المجاهدون الفلسطينيون" ما أدى إلى تفككه، ودفع الحركة لاحقا لتشكيل كتائب "عز الدين القسّام" عام 1992.

ولذلك قال مراقبون سياسيون، إن "تأسيس القسّام ساهم في تغيير معادلة الصراع مع إسرائيل".

المشاركة السياسية

انخرطت حركة حماس في العملية السياسية الفلسطينية للمرة الأولى عندما شاركت في الانتخابات التشريعية التي عقدت عام 2006.

وفازت الحركة آنذاك بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني.

هذا النجاح لاقى رفضا إسرائيليا وأمريكيا وأوروبيا، كما رفضت حركة فتح (الخصم السياسي لحماس) وبقية الفصائل المشاركة في الحكومة التي شكلتها الحركة آنذاك، برئاسة إسماعيل هنية، بدعوى "عدم الاتفاق على البرنامج السياسي".

شهدت تلك الفترة اختلافات ومشاكل داخلية بين الطرفين حول الحكومة وشرعيتها، تطورت في وقت لاحق إلى اشتباكات مسلّحة، انتهت بسيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007.

وكانت تلك الأحداث بداية رسمية للانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس، والذي ما زال مستمراً حتّى اليوم؛ في ظل جهود "متعثّرة" لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

 

اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: التسوية بغزة ستمنح حماس فرصة تثبيت سلطتها

واتفقت حركتا فتح وحماس، مؤخرا، على عقد الانتخابات الفلسطينية العامة، التشريعية على أن تتبعها انتخابات رئاسية، في مدة أقصاها ثلاثة أشهر.

وأرسلت حركة حماس، موافقة خطية بذلك للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن يصدر عقب هذه الموافقة، المرسوم الرئاسي من أجل البدء الفعلي بالتوافق على إجراء الانتخابات، فيما لم يصدر هذا المرسوم حتى اللحظة.

الوثيقة الجديدة

في أيار/ مايو 2017، أصدرت حركة حماس وثيقة سياسية جديدة، تسعى من خلالها إلى الحصول على القبول الإقليمي والدولي، وإبعاد سمة "الإرهاب" عنها، بحسب آراء مراقبين.


وفي هذه الوثيقة، وافقت "حماس" على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، دون الاعتراف بشرعية دولة إسرائيل.

واحتوت الوثيقة على العديد من البنود التي تؤكد رفض الحركة للتطرف، وتؤكد على "الوسطية والاعتدال".

وعرفت "حماس" نفسها في الوثيقة على أنها حركة فلسطينية، دون الإشارة إلى ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين.

وذكرت "حماس" في وثيقتها، أن صراعها مع اليهود، ليس دينيا، وأنها لا تعاديهم، بل تقاوم من احتل الأرض الفلسطينية.

 





 







التعليقات (0)