صحافة دولية

هل يؤثر الدين بخيارات الأمريكيين بالعملية الانتخابية؟

انخفض عدد الأشخاص الذين عبّروا عن عدم استعدادهم للتصويت لرئيس ملحد من 43 بالمئة سنة 2012 إلى 40 بالمئة سنة 2019- أ ف ب
انخفض عدد الأشخاص الذين عبّروا عن عدم استعدادهم للتصويت لرئيس ملحد من 43 بالمئة سنة 2012 إلى 40 بالمئة سنة 2019- أ ف ب

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الدين الذي ما زال يلعب دورا مهما في الحياة السياسية الأمريكية، فوفقا لإحصائية أجريت سنة 2016، يعتبر 73 بالمئة من الأمريكيين أنفسهم مسيحيين.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة تحتفل بعيد الميلاد، وهو العطلة الرئيسية لملايين المسيحيين الذين يحتفلون بهذا العيد مع أسرهم. وفي الحقيقة، تعتبر الولايات المتحدة بلدا متدينا إلى حد ما.

 

كما تعد مسألة إيمان وعقيدة المرشح للانتخابات الرئاسية أمران أساسيان بالنسبة للناخبين. وتجدر الإشارة إلى أن دعم الرئيس ترامب متنام للغاية في الأوساط المسيحية، على الرغم من تزايد عدد الأشخاص المستعدين للتصويت لرئيس ملحد.

وأضافت الصحيفة أن الدين يلعب دورا كبيرا في الحياة السياسية الأمريكية. ومع ذلك، على الرغم من حقيقة أن غالبية المرشحين للرئاسة يتحدثون علانية عن عقيدتهم، إلا أن المعتقدات الدينية للمرشح تشهد تراجعا مستمرا.

 

وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة غالوب مؤخرا، قال 60 بالمائة من الأمريكيين إنه بإمكانهم التصويت لصالح رئيس ملحد.

 

وقد انخفض عدد الأشخاص الذين عبّروا عن عدم استعدادهم للتصويت لرئيس ملحد من 43 بالمئة سنة 2012 إلى 40 بالمئة سنة 2019.

وأوردت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي لا يعتبر من الشخصيات المسيحية النموذجية، إلا أن الناخبين المتدينين يعتبرونه شخصية قادرة على الدفاع على القيم المسيحية التقليدية.

 

اقرأ أيضا : ترامب يستقبل قسيسا وصفه بـ"الرئيس الأكثر إيمانا بالتاريخ"

 

وفي الواقع، على الرغم من أن أسلوب الحرب دفع بالعديد من مؤيدي الجمهوريين التقليديين بعيدا عن ترامب، إلا أنه ساهم في إثارة المشاعر الدينية وجذب المزيد من المؤمنين المسيحيين.

وفقا للخبراء، راقت هجمات ترامب ضد النخبة السياسية في واشنطن للناخبين المتدينين. كما وافق الناخبون على الاتهامات التي وجهها المرشح الرئاسي في ذلك الوقت إلى واشنطن، متهما هذه النخبة بالفساد والسعي وراء المال والسلطة وعدم التفكير في مصالح الناس العاديين. وفي عديد المناسبات، ذكر ترامب تعليمه الديني.


وأفادت الصحيفة أن ترامب لم يستشهد بمقاطع من الكتاب المقدس كما لم يقل إن يسوع المسيح قدوته. ولكن، كان ترامب أول رئيس أمريكي منذ سنوات عديدة يهنئ مواطنيه بالعيد سنة 2017، وينطق بعبارة "عيد ميلاد سعيد".

 

وعلى الرغم من أن ذلك يعبر عن الانتماء للمؤمنين المسيحيين، إلا أن السياسيين يفضلون عدم استخدام هذه العبارات علنا، وذلك حتى لا يسيء المواطنون من ديانات مختلفة فهمهم، فيفضلون الحياد.

الرؤساء، الإيمان وصلاة الطعام


أوضحت الصحيفة أن الدين لعب دورا كبيرا في حياة العديد من الرؤساء الأمريكيين ولا سيما الديمقراطي جيمي كارتر الذي كان شخصا متدينا للغاية. وخلال رحلاته إلى الخارج، غالبا ما تطرق إلى قضايا دينية في التواصل مع قادة العالم، بما في ذلك أولئك الذين كانت بلدانهم خاضعة السوفييتي.

علاوة على ذلك، لم يكن رونالد ريغان، الذي خلف كارتر في منصب الرئاسة أقل تدينا. كما يذكر أولئك الذين عرفوا ريغان، أن موقفه السلبي تجاه الاتحاد السوفييتي كان مرتبطا بإلحاد هذا المجتمع.

 

ومن المثير للاهتمام أن ريغان أطلق على الاتحاد السوفييتي آنذاك اسم "امبراطورية الشر". ونتيجة الحوار بين البلدين (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي) شهد الدين في الاتحاد السوفييتي تحسنا في عهد ميخائيل غورباتشوف.

وأضافت الصحيفة أنه من جهته، أعترف الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه تمكن من إقامة حوار أفضل مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، بعد اكتشاف البعد الديني في حياة بوتين. وقد صرح بوش قائلا: "كنت قادرا على النظر في روحه".

 

وبناء عليه، تساعد الأحداث الدينية على إقامة حوار سياسي. وفي الواقع، يمكن أن يحدث ذلك من خلال "وجبات الإفطار للصلاة"، التي تقام في البيت الأبيض سنويا بمشاركة الرئيس الأمريكي.

وأوضحت الصحيفة أن مسألة صلاة الطعام تتمتع بمكانة هامة جدا، إذ يدعو الرئيس ضيوفا رفيعي المستوى لتناول الافطار والصلاة.

 

وفي خضم ذلك، يمكنهم الدردشة بشكل غير رسمي حول أي موضوع. وبطبيعة الحال، لا يمكن اتخاذ قرارات رسمية خلال هذا الحدث، وإنما يعتبر من بين الأمور التي تعطي انطباعا إيجابيا عن الرئيس.

التعليقات (0)